الثلاثاء 16 أبريل 2024 مـ 12:25 مـ 7 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الاغتيال بلا دم

الاغتيال المعنوي فى كثير من الأحيان يكون أقسى على المغتال من الاغتيال رميًا بالرصاص، حيث يعيش المُغتال معنويًا ويسمع الأكاذيب ويموت كل يوم طعنًا بالأكاذيب، أما المُغتال رميًا بالرصاص فلا يمكن حتى أن يسمع صوت الرصاصة التي أطلقها مغتاله لأنه لو سمع صوتها ما قتلته.

هذا ما كان يسمى في الدولة العميقة قديمًا بالتجريس، ومايسمى هذه الأيام بالهجوم الإعلامي وتهيئة الرأي العام، وإطلاق الشائعات متخذين جهل العامة بحقائق الأمور، واهتمامهم بسفاسف الأمور وسطحية حتى بعض المثقفين فى الحكم على الأمور وأعمال العقل والمنطق.

هذا ماحدث في نهاية عصر مبارك والصراع على كرسي أمين عام الحزب الوطني، واتفاق مجموعة من أصحاب المصالح لإنهاء دور الأمين العام فى هذا الوقت والدفع بأمين عام جديد يتوافق مع المد الجديد بقيادة عز وجمال.

ولم يكن هذا ممكنًا إلا بإزاحة الدكتور يوسف والى من على مسرح الأحداث، واختاروا أن يقزفوه فى غيابات الجب بدلا من قتله كما فعل إخوة يوسف، فقرروا تجريسه عن طريق اغتيال زراعه اليمنى في هذا الوقت، واتهامه بقضايا وهمية حتى يتم التغطية على عملية الاغتيال الحقيقية.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل حسب على تلك الحقبة التي أنجز فيها  مالم ينجزه عشرات الوزراء، ولم يتقاضى مليمًا واحدًا بل كان يخرج العيدية من ماله الخاص، فكان جزاءه السجن وهو فى نهاية عمره ولم تشفع له أي إنجازات مازالت تقف كالأهرامات، ولكن أصبحت خربة بعد أن سرقها لصوص التاريخ.