زراعة الثوم الإسباني تتعافى ببطء.. وتحديات تهدد المحصول

في ظل واقع زراعي معقد، خلصت مجموعة الاتصال الأوروبية للثوم، خلال اجتماعها الأخير في بلدة شابريلان الفرنسية، إلى أن قطاع الثوم في القارة يواجه تحديات متصاعدة، أبرزها تقلص المساحات المزروعة وارتفاع تكاليف الإنتاج، إلى جانب قيود تنظيمية وصحية تؤثر على تنافسيته عالميًا.
رغم الانخفاض الملحوظ في المساحات المزروعة بالثوم في إسبانيا خلال عام 2024، حيث تراجعت إلى 22,753 هكتارًا مقارنة بـ 24,889 هكتارًا في العام السابق، تشير التقديرات إلى أن عام 2025 سيشهد انتعاشًا بنسبة 5%، لترتفع المساحة إلى 23,956 هكتارًا. ومع ذلك، لا تزال هذه الزيادة غير كافية لتعويض التراجع المسجل في السنوات الأخيرة.
من جهة أخرى، عبّر المزارعون عن قلقهم من الانخفاض المستمر في إنتاج الثوم الأرجواني، خاصة في إقليم كاستيا لا مانشا، المعروف بتقاليده العريقة في زراعة هذا الصنف. وقد دفع هذا الانخفاض بعض المنتجين إلى التحول نحو أصناف أكثر إنتاجية وأقل تكلفة.
وتناول الاجتماع أيضًا الأثر السلبي لتراجع عدد المواد الفعالة المسموح بها لمكافحة الآفات داخل الاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى زيادة تكلفة الإنتاج وتقليص قدرة المنتجين الأوروبيين على المنافسة مع واردات من دول أخرى أقل تقيدًا باللوائح البيئية والصحية.
كما أشار المشاركون إلى غياب المعاملة بالمثل في الشروط البيئية والصحية بين المنتجات الأوروبية ونظيرتها المستوردة، مما يُثقل كاهل المنتج المحلي ويجبره على التسعير الأعلى، في ظل نقص الوعي لدى المستهلك حول هذه الفوارق في الجودة والإنتاج.
ولمواجهة هذه التحديات، دعا خوليو باسيتي، رئيس المجلس الوطني للثوم، إلى تعزيز التعاون البحثي بين إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، مشددًا على ضرورة تطوير خريطة جينية للثوم الأوروبي، لتسريع تكيفه مع تغير المناخ، وتحسين استخدام الموارد، وضمان استدامة المحصول.
وخلص الاجتماع إلى أن مستقبل قطاع الثوم الأوروبي بات يعتمد أكثر من أي وقت مضى على الابتكار، والتعاون الدولي، وتوحيد السياسات الزراعية الأوروبية، في سبيل ضمان تنافسية هذا المحصول العريق واستدامته للأجيال القادمة.