الأرض
موقع الأرض

تراجع حاد في صادرات القمح الروسية.. توقع تصدير مليوني طن في أبريل 2025

صادرات القمح الروسي
محمود راشد -

شهدت صادرات القمح الروسية انخفاضا ملحوظا في أبريل 2025، حيث سجلت أول 20 يوما من الشهر تصديرا بلغ 1.3 مليون طن فقط، وهو ما يمثل انخفاضا بمقدار 2.8 مرة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وتشير التقديرات إلى أن إجمالي الصادرات لهذا الشهر سينخفض إلى حوالي مليوني طن، وهو رقم أقل بكثير من متوسط الخمس سنوات البالغ 3.5 مليون طن. ويُعد هذا الشهر الرابع على التوالي تسجل فيه الصادرات تراجعاً عن المستوى الطبيعي.


وترتبط أسباب هذا التراجع بانخفاض هوامش الربح، وتراجع القدرة التنافسية في السوق العالمية، فضلًا عن تراجع اهتمام المشترين الرئيسيين. إذ تقلص عدد الدول المستوردة من 35 إلى 15 دولة فقط. وعلى الرغم من بروز إيران وتركيا وليبيا كأكبر المشترين، فقد شهدت كميات وارداتهم انخفاضا ملحوظا؛ حيث خفضت مصر مشترياتها بمقدار 8.2 مرة، في حين تراجعت واردات إسرائيل والمملكة العربية السعودية واليمن بشكل كبير. بالمقابل، سجلت دول مثل لبنان وتنزانيا وسلطنة عمان بعض النمو رغم أن إجمالي كميات الواردات منها لا يزال متواضعًا.


وفي ظل انخفاض الإمدادات، اتجه المشترون إلى مورّدين آخرين، حيث قامت الوكالة الجزائرية للصادرات الزراعية (OAIC) مؤخرًا بشراء ما بين 570 و600 ألف طن من القمح من مصادر بديلة بسعر 267.5 دولارًا أمريكيًا للطن، شاملاً الشحن والتوصيل. ويُذكر أن سعر القمح الروسي، الذي يتذبذب بين 250 و254 دولارًا للطن في ميناء نوفوروسيسك، يُعتبر أعلى بنحو 2-3 دولارات مقارنة بأسعار القمح الفرنسي (244 دولارًا) والأمريكي (231 دولارًا)، مما يؤثر سلبًا على القدرة التنافسية للمنتج الروسي.


كما أُشير إلى أن المشاركة في سوق تصدير القمح الروسية تراجعت بشكل ملحوظ؛ إذ انخفض عدد الشركات العاملة في هذا المجال من 67 شركة إلى 21، كما قل عدد الموانئ النشطة من 24 ميناءً إلى 11 ميناءً، وكانت مناطق البحر الأسود الأكثر تضررًا، فيما استثنى ميناء فيسوتسك على بحر البلطيق الذي شهد زيادة في شحناته العابرة.


وبحسب تقديرات مركز التحليل "سوفيكون"، يُتوقع أن يبلغ إجمالي صادرات القمح الروسية في موسم 2024-2025 حوالي 40.7 مليون طن، بينما ترى وزارة الزراعة الأمريكية أن الرقم قد يصل إلى 44 مليون طن. وفي ظل ارتفاع الأسعار وقلة العرض في السوق المحلية، تصبح عملية استعادة القدرة التنافسية في مواجهة المنافسة العالمية أمرًا بالغ الصعوبة.