رفع كفاءة التصنيع من أجل توطين صناعة الألبان
يزخر الوطن العربي بأعداد ضخمة من الأبقار والأغنام والماعز والجمال، ومع ذلك، وعلى الرغم من ضخامة الثروة الحيوانية، تشير الإحصاءات إلى أن الألبان ومنتجاتها تحتل مرتبة متقدمة ضمن قائمة السلع الزراعية الغذائية المستوردة، ويعود ذلك إلى التحديات الإنتاجية والتسويقية والتصنيعية التي يواجهها القطاع، لا سيما لدى صغار المنتجين، حيث تشمل هذه التحديات انخفاض معدلات الإنتاج، تخلف قطاع التصنيع، ضعف النظم التسويقية، وارتفاع نسب الفقد والتلف، مما يؤثر سلبًا على جودة الإنتاج العربي من الألبان، وكميات المعروض، والميزان التجاري الزراعي العربي.
أهمية الألبان ومنتجاتها في الوطن العربي تُعد الألبان ومنتجاتها من المصادر الأساسية للغذاء، نظرًا لاحتوائها على المكونات الضرورية لنمو الجسم، مثل البروتينات، الدهون، السكريات، المعادن، والفيتامينات. كما يعتبر الحليب من أرخص أنواع البروتين الحيواني، إضافةً إلى كونه مصدرًا رئيسيًا للصناعات التحويلية ذات الصلة، فضلاً عن دوره الحيوي في إعاشة قطاع كبير من صغار المنتجين في الريف والحضر. وتعتمد شريحة واسعة من المنتجين التقليديين على هذا القطاع كمصدر دخل ومعيشة.
بناء المعرفة وتدريب العمالة في صناعة الألبان في ظل التغيرات السريعة والتطورات المستمرة في العالم، تصبح المعرفة والتدريب عنصرين حاسمين لتحقيق النجاح الاقتصادي والتنمية المستدامة، لا سيما في قطاع الألبان، الذي يُعد أحد القطاعات الحيوية في الاقتصاد الزراعي والغذائي، حيث يسهم بشكل مباشر في إعاشة العديد من صغار المنتجين. ومع ذلك، تواجه هذه الصناعة تحديات مختلفة تؤثر على نموها وتطورها.
أهمية بناء المعرفة في صناعة الألبان يتطلب بناء المعرفة جمع المعلومات، البحث، الابتكار، وتبادل الخبرات والتجارب، بهدف تحسين الفهم والتطبيقات العملية في قطاع الألبان. ومن هنا، تأتي أهمية معرفة أحدث التقنيات والأساليب في الإنتاج، المعالجة، والتوزيع، باعتبارها أساسًا لتطوير الصناعة. وفي هذا السياق، تم الإعلان عن إنشاء مركز بحوث وتطوير الألبان في محافظة دمياط، والذي يهدف إلى إيجاد حلول علمية للتحديات التي تواجه القطاع عبر الدراسات الحديثة.
استراتيجيات بناء المعرفة في صناعة الألبان
إنشاء مراكز بحوث متخصصة لإجراء الدراسات العلمية وتطوير تقنيات الصناعة.
دعوة علماء مصر للمشاركة في المشروعات البحثية والمنح القومية المرتبطة بقطاع الألبان.
تنظيم الندوات والمحاضرات العلمية لتوعية المستهلكين، وتقديم الدعم الفني للمصنّعين.
أهمية تدريب العمالة لضمان جودة الإنتاج يُعد تدريب العمالة عاملًا رئيسيًا لضمان جودة الإنتاج، خاصةً أن ضعف الكوادر الفنية ونقص تدريب المراقبين الصحيين يؤثر سلبًا على تطبيق المواصفات القياسية وضبط الجودة. ومن هنا، يجب أن تشمل برامج التدريب جوانب متعددة، مثل تقنيات الإنتاج الحديثة وأساليب الرقابة على الجودة، لضمان أن يكون العمال على دراية بأحدث التطورات في الصناعة.
استراتيجيات تدريب العمالة في صناعة الألبان
تنظيم برامج تدريبية متخصصة لرفع كفاءة العاملين في قطاع الألبان.
التركيز على تدريب العمالة في مجالات التصنيع والرقابة الصحية والجودة.
الاستفادة من الخبرات الدولية في تطوير برامج التدريب وتحديث المهارات المهنية.
أفضل الممارسات الدولية لتطوير صناعة الألبان
إنشاء مراكز بحوث متخصصة لدعم الابتكار في القطاع.
تعزيز التعاون الدولي والشراكات البحثية لتحسين مستوى الإنتاج والجودة.
تطوير المناهج الدراسية وإدخال تقنيات جديدة في تعليم العاملين.
تشجيع الأبحاث والدراسات العلمية لإيجاد حلول مبتكرة للنهوض بالصناعة.
دور التعاون الدولي في تحسين صناعة الألبان وزيادة الصادرات
تبادل المعرفة والخبرات مع الدول ذات الإنتاج العالي للألبان.
تمويل المشاريع البحثية التي تساعد في تطوير القطاع.
وضع معايير ومواصفات دولية لضمان جودة المنتجات المصدّرة.
الابتكار التكنولوجي لتعزيز قدرة الصناعة على المنافسة عالميًا.
التدريب والتطوير المهني للعاملين وفق أفضل الممارسات الدولية.
تمكين المرأة الريفية في تصنيع الألبان
توفير برامج تدريبية متخصصة لرفع مهارات النساء العاملات في تصنيع الألبان.
تقديم الدعم المالي والتمويلي لإنشاء مشروعات صغيرة للمرأة الريفية.
تعزيز الوعي والتثقيف حول أفضل الطرق للاستفادة من منتجات الألبان.
دعم التعاونيات والشبكات الإنتاجية لزيادة فرص نجاح النساء في هذا المجال.
مقترحات تطوير قطاع الألبان لصغار المنتجين
1- تطوير التصنيع:
حصر المصانع والمعامل الصغيرة وأخذ عينات دورية من منتجاتها لتحليل الجودة.
توفير أجهزة البسترة والتقنيات الحديثة لصغار المنتجين.
تحسين مواد التعبئة والتغليف وزيادة الوعي حول كيفية المحافظة على جودة المنتجات.
2- تطوير التسويق:
إنشاء وحدات تجميعية للألبان على مستوى القرى لرفع كفاءة الإنتاج.
توفير المعلومات التسويقية وخدمات الإرشاد لصغار المنتجين.
توفير سيارات مجهزة لمساعدة المنتجين على توزيع منتجاتهم في الأسواق المحلية.
إنشاء إدارة مختصة في تسويق الألبان للإشراف على عمليات البيع والتوزيع.
فتح أسواق خارجية لمنتجات الألبان وفق المواصفات العالمية.
3- تطوير التجارة الخارجية:
تحسين صناعة التعبئة والتغليف المحلية وفق المعايير العالمية.
إجراء دراسات تسويقية عن الأسواق العالمية لتسهيل النفاذ إليها.
إبرام اتفاقيات دولية جديدة لتنشيط صادرات الألبان المصرية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* رئيس بحوث بقسم بحوث تكنولوجيا تصنيع الألبان قسم بحوث تكنولوجيا تصنيع الألبان - معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية - مركز البحوث الزراعية