الأرض
موقع الأرض

معهد بحوث أمراض النباتات درع الأمان لحماية الزراعة المصرية

اسلام موسى -

أكد الدكتور محسن أبو رحاب مدير معهد امراض النباتات، يُعد معهد بحوث أمراض النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية، أحد أبرز المؤسسات العلمية التي تضطلع بمهمة استراتيجية لحماية الثروة النباتية في مصر. فمع بداية ظهور أي مرض نباتي في أي بقعة من البلاد، يتحرك باحثو المعهد فوراً لمتابعة الحالة ميدانياً، وتشخيص المرض بدقة، واتخاذ الإجراءات العاجلة للسيطرة عليه قبل انتشاره.

وأوضح مدير المعهد، أن سرعة التدخل في المراحل الأولى من ظهور الأمراض النباتية تُعد مفتاح النجاح في مكافحتها، حيث ترتفع نسبة السيطرة إلى أكثر من 90% عند الاكتشاف المبكر. ولذلك، لا يقتصر دور الباحثين على المكاتب والمعامل، بل يمتد إلى الحقول والمزارع، بالتعاون المباشر مع المزارعين، حيث يتم جمع العينات وتشخيصها ميدانياً باستخدام أحدث التقنيات.

التوسع الإرشادي ضمن مبادرة "حياة كريمة"

وأشار إلى أن في إطار مبادرة "حياة كريمة"، انتشرت المراكز الإرشادية الزراعية في مختلف المحافظات، ويتواجد بها ممثلون من معهد بحوث أمراض النباتات، يشرفون على توعية المزارعين داخل القرى والمراكز التابعة. وتُعقد ندوات ودورات تدريبية وأيام حقل لتثقيف الفلاحين حول طرق التشخيص المبكر للأمراض، وأساليب المكافحة المتكاملة، والاستخدام الأمثل والآمن للمبيدات، مع توضيح الفرق بين طرق التعامل مع الفطريات والبكتيريا والفيروسات النباتية.

معامل معتمدة... وجودة عالمية
وأضاف، يضم المعهد عددًا من المعامل البحثية المتخصصة، أربعة منها حاصلة على الاعتماد الدولي (ISO)، ما يعزز قدرته على التشخيص الدقيق والبحث المتقدم. ولا يقتصر دور المعهد على المحاصيل المزروعة داخل البلاد فقط، بل يمتد إلى حماية مصر من دخول مسببات الأمراض النباتية من الخارج، حيث تفحص جميع الشحنات الزراعية الواردة إلى المنافذ والموانئ باستخدام أجهزة تحليل متطورة. وفي حال ثبوت خلو الشحنة من الأمراض، يسمح بدخولها، بينما ترفض الشحنات المصابة ويعد تصديرها.

أمراض النبات وتأثيرها على الأمن الغذائي

وتابع تمثل أمراض النباتات تحديًا اقتصاديًا كبيرًا، إذ تؤثر بشكل مباشر على كمية وجودة الإنتاج الزراعي. فالمحاصيل المصابة عادةً ما تعاني من ذبول، أو تعفن، أو تغير في اللون، ما يؤدي إلى خفض الإنتاج الكلي وتدني جودة الثمار، وهو ما ينعكس على سعر السوق. كما تتسبب هذه الأمراض في خسائر مالية فادحة، سواء بسبب انخفاض الإنتاج أو التكاليف المضافة لاستخدام المبيدات والمركبات الحيوية لمكافحتها.

البحوث والذكاء الاصطناعي في خدمة الزراعة

ولفت إلى أن المعهد واكب التطورات التقنية الحديثة، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي وأجهزة PCR عالية الدقة في تشخيص الأمراض النباتية وتحديد المسببات المرضية بشكل أسرع وأكثر دقة. وتُعد هذه التقنيات ثورة حقيقية في عالم الزراعة، حيث تساهم في الحد من انتشار الأوبئة النباتية، وتساعد في اختيار أنسب أساليب المكافحة لكل حالة.

التحديات وخطط المواجهة

وقال إنه رغم الإنجازات المتواصلة، لا يخلو الطريق من التحديات، وعلى رأسها قلة عدد الباحثين المتخصصين مقارنة بالاحتياجات المتزايدة. إلا أن المعهد يواجه ذلك بتكثيف الجهود، وتنظيم برامج تدريبية مستمرة لرفع كفاءة الكوادر، بالإضافة إلى خطط تطوير مدعومة من موارد الدولة أو من العوائد الذاتية للمعهد.

برامج تدريبية و إرشادية مستدامة

وأشار: يُولي المعهد اهتمامًا خاصًا بإعداد برامج تدريبية للمزارعين في جميع مراكز الإرشاد الزراعي المنتشرة بمحافظات الجمهورية، حيث يتواجد دائمًا أحد باحثي المعهد لتقديم الدعم الفني، والتوجيه المستمر، وتنفيذ أيام الحقل المباشرة، بما يضمن رفع وعي المزارعين وتحقيق زراعة آمنة وإنتاجية عالية.