فرص تصديرية للمحاصيل الزراعية المصرية.. موجه حارة تضرب أوروبا

قال الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ والنظم الخبيرة بوزارة الزراعة، إن موجة الحر الشديدة التي تضرب حاليًا أوروبا ما هي إلا امتداد لكتلة نارية متوهجة خرجت من قلب شمال إفريقيا، وعبرت البحر المتوسط، لتلهب القارة الأوروبية وتؤثر بشكل مباشر على محاصيلها الزراعية.
وأضاف فهيم، في تقرير للمركز، أن الكتلة الهوائية الحارة التي اندفعت شمالًا منذ 28 يونيو 2025 تسببت في تسجيل درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية في دول مثل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، مؤكدًا أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حذرت من أن هذه الكتلة قد تكون الأخطر، وتتجه لتحطيم الأرقام القياسية، كما أنها باتت تهدد الغطاء الجليدي لجزيرة جرينلاند بالذوبان الشامل لأول مرة في التاريخ.
وأشار إلى أن جرينلاند فقدت خلال شهري يونيو ويوليو من العام الماضي نحو 160 مليار طن من الجليد السطحي، وهو ما يعادل 64 مليون حمام سباحة أوليمبي، محذرًا من أن هذه الخسائر ليست النهائية، حيث لا يتم احتساب ما يذوب في أعماق المحيط.
وأكد فهيم أن تغير المناخ لم يعد أزمة تخص الجنوب فقط، بل أصبح يطرق أبواب الشمال بعنف. وحول تأثير الموجة الحارة على مصر وشمال إفريقيا، قال فهيم إننا على أعتاب اضطرابات مناخية متسارعة، ما يتطلب استعدادات على مستوى الزراعة والبنية التحتية.
أوضح رئيس المركز أن ارتفاع مستوى سطح البحر يتسارع بوتيرة لم تكن متوقعة، حيث إن ما كان يُفترض حدوثه خلال ثلاثة عقود تحقق بالفعل خلال عام واحد، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لأراضي شمال الدلتا بسبب تملح التربة.
أشار فهيم إلى أن تغير المناخ ساهم في إعادة رسم خريطة الآفات والأمراض الزراعية، ليس في مصر فقط بل في أوروبا أيضًا، مؤكدًا على ملاحظات مقلقة، أبرزها ظهور اللفحة المتأخرة في البطاطس خلال العروات الصيفية في السنوات الأخيرة، وهو أمر غير معتاد، وتغير سلوك العديد من الأمراض والآفات، نتيجة التقلبات في درجات الحرارة والرطوبة، لافتا إلى أن اعتمادنا على تقاوي أوروبية (هولندا، فرنسا، اسكتلندا) يزيد من المخاطر، ما يستدعي مراجعة عاجلة لتحاليل المخاطر البيولوجية (PRA).
وشدّد الدكتور فهيم على أن الموجات الحارة التي تضرب أوروبا قد تؤدي إلى انخفاض كبير في إنتاج عدد من المحاصيل مثل الزيتون، الموالح، البطاطس، والخضر، ما يفتح بابًا واسعًا أمام الصادرات المصرية، خاصة بدءًا من ديسمبر القادم، لتغطية النقص في الأسواق الأوروبية.
أوصى فهيم بمواجهة التحديات واستثمار الفرص، بتفعيل دراسات مستقبلية دقيقة لرصد حجم العجز المتوقع في الأسواق الأوروبية، وتحليل إنتاج الدول المنافسة لمصر في التصدير، لتحديد الفجوات والفرص، وتعزيز التعاون الإقليمي بين مصر ودول المغرب العربي لإنشاء تكتل تصديري مشترك.