حرائق ضخمة تشتعل في تركيا وتجبر الآلاف على الإخلاء

تواجه تركيا موجة غير مسبوقة من حرائق الغابات، اشتدت حدّتها بسبب الرياح القوية، وأجبرت السلطات على إجلاء عشرات الآلاف من السكان من مناطق متفرقة، خاصة في محافظة إزمير. ووفقًا لما أعلنه الرئيس رجب طيب أردوغان، يشارك في عمليات الإطفاء حوالي 25 ألف عنصر، مدعومين بـ150 طائرة ومروحية وطائرة مسيّرة، بالإضافة إلى آلاف المركبات المتخصصة.
واندلعت الحرائق في منطقة غابات بقضاء سفري حصار صباحًا، وانتشرت بسرعة نحو منطقة مندريس، مما تسبب في تهديد مباشر للمنازل والمناطق الصناعية. وأُجبر السكان في خمسة أحياء على الإخلاء بعد أن زحفت النيران باتجاه المناطق السكنية، وسط سحب كثيفة من الدخان ودرجات حرارة مرتفعة.
وأشار أردوغان عقب اجتماع مجلس الوزراء في أنقرة إلى أن تسع حرائق لا تزال مشتعلة حتى اللحظة، بينما تمّت السيطرة على 1507 حرائق من أصل 1516 اندلعت منذ الأول من يونيو. وذكر أن أسطول الإطفاء الجوي نفذ أكثر من عشرة آلاف طلعة جوية، وأسقط 33 ألف طن من المياه في محاولة للسيطرة على النيران.
وفي تطور لافت، أُعلن عن القبض على 31 شخصًا يُشتبه في تورطهم باندلاع هذه الحرائق، وسط تحقيقات موسّعة لمعرفة أسباب انتشارها على هذا النطاق الكبير. وتشير بيانات هيئة إدارة الكوارث والطوارئ (AFAD) إلى أن عدد المُجبرين على الإجلاء تجاوز 50 ألف شخص، لا سيما في محافظات إزمير ومانيسا وهاتاي.
خلال الأيام القليلة الماضية، أُبلغ عن أكثر من 260 حريقًا في الغابات والأراضي الزراعية في عموم البلاد، تركزت في عدد من المحافظات الغربية والجنوبية. وتم إغلاق مطار إزمير الدولي مؤقتًا، في حين لم تتأثر المناطق السياحية في أنطاليا وموغلا ومرسين بشكل مباشر، بحسب السلطات، التي أكدت عدم وجود تهديد للسياح حتى الآن.
تسلّط هذه الكارثة الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجهها تركيا في ظل تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يُنذر بصيف ساخن يحمل في طياته المزيد من المخاطر البيئية والاقتصادية.