الفلفل الحلو المصري يحقق نجاحا لافتا ويعزز حضوره العالمي

أنهت مصر موسم تصدير الفلفل الحلو في يونيو بنجاح ملحوظ، وسط إرشادات من المصدرين بتميز الأداء هذا العام رغم التحديات. ووفقًا لأيمن السيد، مدير المبيعات والتصدير في شركة "فريش زون"، فقد مثّل الموسم الأخير "طفرة حقيقية" للفلفل المصري على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأكد السيد أن عوامل عديدة ساهمت في هذا النجاح، أبرزها تحسين توقيت الحصاد، والإدارة الفعالة لعمليات ما بعد الحصاد، والاعتماد على قنوات لوجستية جديدة مثل خدمات "RO-RO"، التي قللت من أوقات الشحن ورفعت مستوى الخدمة في الأسواق المستهدفة. وأشار إلى أن التصدير هذا الموسم كان أكثر استقرارًا، مع تسجيل زيادة ملحوظة في الطلب مقارنة بالعام السابق، خاصة في منتصف الموسم عندما كانت الإمدادات الأوروبية محدودة.
وسجلت دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية والإمارات وقطر، أداءً قويًا واستقرارًا في الطلب على مدار الموسم. كما أظهرت أوروبا الشرقية نموًا واضحًا، خصوصًا في بولندا ورومانيا، بفضل السمعة الجيدة التي بات يتمتع بها الفلفل المصري من حيث الجودة والسعر. أما في أوروبا الغربية، فظل الطلب مستقرًا رغم المنافسة المتزايدة من مصادر أخرى مثل إسبانيا وتركيا.
وفي ما يتعلق بالأسعار، أوضح السيد أنها بدأت الموسم بقوة، خاصة خلال الفترة من نوفمبر إلى يناير، بفضل محدودية المعروض من المنافسين. وكان الفلفل الأحمر والأصفر من بين الأصناف الأعلى ربحية. إلا أن الأسعار تعرضت لضغوط في النصف الثاني من الموسم نتيجة تزايد الإمدادات من دول منافسة وارتفاع تكاليف الشحن وتقلبات أسعار العملات، مما أثّر على قدرة الشراء في بعض الأسواق.
وعلى الرغم من هذه التحديات، يرى السيد أن العائدات كانت جيدة للمصدرين الذين أداروا العمليات بكفاءة، وضمنوا جودة المنتج عند التسليم. كما أبدى تفاؤله بالموسم القادم، مشيرًا إلى نية بعض الشركات توسيع المساحات المزروعة تدريجيًا، خاصة للأصناف الحمراء والصفراء التي أظهرت أداءً تجاريًا واعدًا.
وفيما يخص التوسع الجغرافي، اعتبر السيد أن أوروبا الشرقية تمثل فرصة واعدة نظرًا لانخفاض المنافسة وتنامي الطلب، فيما بدأت السوق الآسيوية، وخاصة ماليزيا وسنغافورة، تُظهر اهتمامًا متزايدًا بالفلفل المصري رغم تحديات النقل المرتفعة. وستظل منطقة الخليج عنصرًا رئيسيًا في خطط التوسع، بفضل سهولة الشحن واستقرار الاستيراد.
بهذا الأداء القوي، يعزز الفلفل الحلو المصري مكانته في الأسواق العالمية ويُمهّد الطريق لمزيد من النمو في السنوات القادمة، مع رهان على الجودة والتخطيط الذكي واستغلال الفرص اللوجستية.