الري وقت الظهيرة.. منفعة أم جريمة؟

اختلفت أراء خبراء الزراعة والري، حول "الري وقت الظهيرة"، وأصبح موضع خلاف كبير بين المختصين، فالبعض يرى الأمر جريمة تضر بصحة النبات وآخرون يقولون أنه وسيلة لسد احتياجات النبات في وقت صعب من جهة وفرصة لتوفير مناخ رطب يخفف من حدة شدة الحرارة الخطرة من جهة أخرى.
استند كل طرف - في الخلاف - على عدد من الأدلة والبراهين التي تثبت حقيقة وجهة نظره وتؤيد صحة ما قاله من ادعاءات وأقاويل لا سيما وأن لكل منهم باع طويل في العمل الزراعي ولديه من العلم والخبرة ما يسمح له بالنصح والإرشاد.
تستعرض "جريدة الأرض" في التقرير التالي آراء و وجهات النظر المختلفة لعدد من الخبراء في مجالات الزراعة المختلفة حول هذا الموضوع بعدما تسبب في إحداث ضجة في الوسط الزراعي.
قال الدكتور محمد عبدربه وكيل المعمل المركزي للمناخ "إن الري بالرش خلال الظهيرة أثناء موجات الحرارة العالية يقلل من الإجهاد الحراري للنباتات"
جاء ذلك خلال منشور دونه على صفحة المركز الزراعي المصري الحديث والذي أحدث ضجة لدى المتابعين ما بين مؤيد ومعارض لكن الناشر أكد خلال التعليقات انه يمتلك الأدلة والردود العلمية الموثقة ما استدعى "جريدة الأرض" للتعرف على آراء الخبراء حول هذا الموضوع لاستعراض الرأي والرأي الأخر ليتهدى المزارع للرأي الأمثل.
قال الدكتور محمد فهيم مستشار وزير الزراعة ورئيس المعمل المركزي للمناخ، في الأيام شديدة الحرارة يُنصح بالري في الصباح الباكر أو قبيل الغروب و يُمنع الري وقت الظهيرة إلا في حالات خاصة مثل وجود صوب زراعية أو الاعتماد على الطاقة الشمسية.
أوضح مستشار الوزير، أن الري ليس فقط ضخ مياه، بل هو علم يرتكز على توقيت دقيق وتوازن بين العطش والفيضان. ومع استمرار موجات الحر، الالتزام بالتوصيات العلمية في الري قد يكون الفارق بين محصول وفير أو خسارة مؤلمة.
في سياق متصل قال د.محمود البرغوثي استشاري زراعات وإنتاج الزيتون إن الري وقت الظهيرة يتسبب في مشكلتين كبيرتين زيادة البخر عن المعدلات الطبيعية، وبالتالي زيادة تركيز الأملاح في كمية المياه التي لم تتبخر و عدم امتصاص النباتات أي عصارة أرضية بسبب إغلاق الثغور الورقية، وبالتالي زيادة كمية المياه في منطقة الجذور، على حساب الفراغات التي تستقبل الأوكسجين، بمعنى أن النبات لن يجد الأوكسجين الذي يحتاجه للتنفس وقت إغلاق الثغور الورقية.
من جانبه قال المهندس محمد السيسي استشاري محصول العنب الري وقت الظهيره في العنب على حسب المرحلة على التي يقضيها النبات فمن بداية التفتح إلى اكتمال نزول المياه في العناقيد لا يفضل الري وقت الظهيرة لكن عند اكتمال نزول المياه حتى الحصاد فإنه يعتبر من أكبر المنافع أن يتم الري وقت الظهيرة، حينئذ تكون درجات الحرارة عالية فبالتالي لو رويت وقت الظهر تتفادى ظاهرة التشقق في الثمار او حبات العنب بسبب ان الحبات تبقى لها القدرة على المتمدد في جدار الخلايا.
اختتم الدكتور أيمن اسماعيل خبير إدارة المزارع بأن المعاد الأمثل للري في الصباح الباكر أو قبيل الغروب لكن قد تحتتم بعض النواحي الإدارية الري في وقت الظهيرة مثل ارتفاع درجات الحرارة في ظراعات المانجو حينها يتطلب تشغيل مرطبات مائية للرش على المجموع الخضري بالماء كذلك في حالات الزراعات الكثيفة في أنظمة الري المحوري فإن إجراء رشات سريعة يخفف من حدة حرارة الجو على النباتات المزروعة مشيرا إلى أن اختلاف مواعيد الري لا يؤثر بشكل كبير على الإنتاجية لطالما كان أضيق الحدود.