الأرض
موقع الأرض

بنجر السكر في خطر.. والنيماتودا تهدد إنتاجية المحصول

بنجر السكر في خطر
إسلام موسى -

كشفت الدكتورة عبير صلاح ياسين، الباحثة بقسم الآفات والأمراض في معهد بحوث المحاصيل السكرية التابع لمركز البحوث الزراعية، أنه وسط التحديات الزراعية المتزايدة، يبرز خطر "النيماتودا" كأحد أخطر الآفات التي تهدد إنتاجية محصول بنجر السكر في مصر، دون أن تُرى بالعين المجردة. هذه الكائنات المجهرية، التي تعيش تحت سطح التربة، قد تبدو غير مرئية، لكنها تملك قدرة مدمرة على تقويض الجذور، وتعطيل دورة امتصاص الغذاء والماء، ما يؤدي إلى إضعاف النبات وتراجع إنتاجيته بشكل ملحوظ.

وأشارت إلى أن النيماتودا تُعد بمثابة "عدو صامت" يستنزف المحصول تدريجيًا، إذا لم تتم مواجهته بإجراءات علمية دقيقة.


ما هي النيماتودا؟ وكيف تؤثر على بنجر السكر؟

تُعرف النيماتودا بأنها ديدان دقيقة للغاية تعيش في التربة وتهاجم جذور النباتات، وعلى رأسها بنجر السكر. وعندما تخترق الجذور، تُسبب تكوُّن عُقد وتشوهات تمنع امتصاص العناصر الغذائية الضرورية للنمو. النتيجة؟ نبات ضعيف، ومحصول متدهور، وأضرار اقتصادية كبيرة قد لا تظهر إلا بعد فوات الأوان.

تكمن خطورة النيماتودا في كونها آفة صامتة؛ يصعب على المزارع اكتشافها مبكرًا دون فحص معملي أو خبرة زراعية دقيقة، مما يجعل مواجهتها تحديًا حقيقيًا.

استراتيجيات المكافحة.. من التربة إلى الحلول المتكاملة

رغم صعوبة الاكتشاف، تؤكد د. عبير أن المكافحة الفعالة للنيماتودا ممكنة من خلال اتباع حزمة متكاملة من الاستراتيجيات:

اختيار الأصناف المقاومة:
تم تطوير سلالات من بنجر السكر أكثر قدرة على تحمّل الإصابة، ما يضمن تقليل الأضرار وزيادة الإنتاج.

الدورة الزراعية المدروسة:
تناوب زراعة البنجر مع محاصيل مثل الذرة أو الفول يساهم في كسر دورة حياة النيماتودا ومنع تراكمها في التربة.

استخدام المبيدات الموصى بها بحذر:
في حالات الإصابة الشديدة، يُمكن اللجوء إلى مبيدات فعّالة مثل:
تودابيت، ديل ماير، راجبي، كيرفوس، مع الالتزام بالجرعات المقررة لتفادي أي آثار بيئية سلبية على التربة أو المحصول.


الحلول البيولوجية.. سلاح آمن وصديق للبيئة

توضح د. عبير أن المكافحة الحيوية أصبحت اليوم خيارًا ذكيًا، يعتمد على كائنات دقيقة نافعة مثل بعض البكتيريا والفطريات، التي تعمل على تحسين صحة التربة ومهاجمة النيماتودا بشكل طبيعي.

كما أشارت إلى أن بعض المستخلصات النباتية الطبيعية أثبتت فعاليتها في طرد النيماتودا وتقليل انتشارها، دون أي ضرر بيئي، وهو ما يعزز التوجه نحو الزراعة المستدامة ويُقلل من الاعتماد الكلي على المبيدات الكيميائية.

وأكدت أن دمج هذه الحلول البيولوجية مع الأساليب التقليدية في إطار "برنامج مكافحة متكامل"، يُعد أكثر فعالية في السيطرة على الآفة دون التأثير السلبي على البيئة.

خلاصة المشهد.. المكافحة الذكية هي الطريق للمستقبل

في ختام حديثها، شددت د. عبير صلاح على أن النيماتودا، رغم خطورتها، ليست عدوًا لا يُقهر. فمع التخطيط الزراعي الذكي، والاعتماد على التقنيات الحديثة، واستخدام الحلول البيئية الآمنة، يمكن للمزارع أن يحمي محصوله من هذا التهديد الصامت.

وتابعت: "الاستثمار في الوقاية لا يُنقذ محصول الموسم فقط، بل يُحافظ على خصوبة التربة ويضمن مستقبلًا زراعيًا أكثر استدامة". ومع استمرار جهود البحث العلمي، ورفع وعي المزارعين، يظل الأمل قائمًا في القضاء على النيماتودا وتحقيق إنتاج وفير من بنجر السكر – أحد المحاصيل الاستراتيجية للاقتصاد المصري.

للمزارعين: احمِ محصولك من النيماتودا باتباع هذه النصائح

افحص التربة دوريًا واستخدم تحاليل دقيقة.

لا تزرع بنجر السكر في نفس الأرض بشكل متتالٍ.

اختر أصنافًا مقاومة ومعتمدة من الجهات الزراعية.

استشر مختصين قبل استخدام أي مبيد كيميائي.

لا تهمل الحلول البيولوجية والمستخلصات النباتية.