موقع الأرض

فطيرة وعجة

-

لم يكن المطبخ فى يوم من الأيام من اهتماماتها، ولكنها حين تزوجت أرادت أن تكون ست الدار بكل المعانى، وتصورت أنها ممكن أن تكرر صورة أمها ست البيت المحنكة، واعتمدت على كراسة أعدتها لها الأم، فيها كل الوصفات، والوصفة المحببة إلى نفسها "فطيرة دقيق الذرة" التى كانت تحبها منذ طفولتها. ولكن فى كل مرة.....! لا يمكن وصف ما كان يحدث.....! ربما كان استخلاص اليورانيوم أسهل بكثير وذات يوم غلب عليها الطيش وقررت عمل الكيك وصحن العجة.. المنخل يفرش الدقيق فى جميع أرجاء المطبخ.. اللبن يفور ويطفئ النار.. ورائحة اللبن المحروق تملأ الهواء.. السكر ينسكب ويقرقش تحت قدميها.. وهى تتحرك وأصابعها يحرقها الفرن.. والبيض انكسر خارج الإناء وانزلق على الأرض وانزلق بسببه الزوج وسط البيض والدقيق والسكر.. وتمنت لو استطاعت أن تضعه فى الفرن بدلا من كل هذه "الدوشة". بعد كل هذه المعاناة تخرج الفطيرة من الفرن غير قابلة للتقطيع بالسكين.. وبالتالى ولا بالأسنان! بلا سبب منطقى.. حتى إنها اضطرت أن تضعها فى الهون الحديد وتدق عليها حتى تنفرط ثم "تبلبلها" بالماء حتى تلين. وبعد كل ذلك.. رفضت "الفراخ فى العشة" أن تأكل من الفطيرة رغم أنها عادت إلى مرحلة العجين.. والأغرب رفض القط  أن يأكل العجة. واحتارت لماذا؟!