موقع الأرض

صانع الغذاء الجائع 

-


الفقر أكثر من مجرد الافتقار إلى الدخل أو الموارد أو ضمان مصدر رزق مستدام، حيث إن مظاهره تشمل الجوع وسوء التغذية وانحسار إمكانية الحصول على الخدمات الأساسية، إضافة الى التمييز الاجتماعي والاستبعاد من المجتمع واليوم يعيش أكثر من 780 مليون شخص تحت خط الفقر الدولي، 11٪ منهم يعيشون في فقر مدقع ويكافحون من أجل تلبية أدنى الاحتياجات الأساسية.

ولقد أشارت الاحصائيات الدولية أن أكثر من 80 ٪ من جميع المزارع في العالم هي مزارع عائلية أصغر من 2 هكتار حيث تشكل أساسا للإمدادات الغذائية الوطنية، والتي تساهم بأكثر من نصف الإنتاج الزراعي في العديد من البلدان. ومع ذلك، فإن الفقر والجوع وانعدام الأمن الغذائي أكثر انتشارا في المناطق الريفية.

وأن ضمان الوصول الآمن والمتكافئ إلى المياه في المناطق الريفية، مع توفير فرص للاستثمارات المائية في المستقبل، يتطلب المزيد من الاعتراف باحتياجات الري للمزارع الصغيرة في سياق مساهمتها في الأمن الغذائي الوطني. وعالميا يجب ألا يتم تخصيص المياه لكبار المزارعين، على حساب صغار المزارعين، بغض النظر عن قدرتهم في استخدام المياه.

لا توجد وصفة ناجعة لإنهاء الفقر لكن يجب أن توضع إستراتيجيات للوصول إلى الفئات الأقل دخلا حسب سياق كل بلد مع الأخذ في الاعتبار أحدث البيانات والتحليلات واحتياجات الناس. وستؤثر استجابة العالم لهذه التحديات الرئيسية اليوم تأثيرا مباشرا على إمكانية تغيير الانتكاسات الحالية في جهود الحد من الفقر على الصعيد العالمي. ويجب أن يأتي إنقاذ الأرواح واستعادة سبل كسب الأرزاق على رأس الأولويات المباشرة.

د أسامة سلام خبير المياه المصري بهيئة البيئة بأبوظبي