خبير تغذية: المغاربة يحصِرون وجباتهم الرمضانية في الدقيق والسكر
ساعات تقضيها المغربيات في المطبخ استعدادًا لتقديم عدد من الأطباق الرمضانية المتنوعة على طاولة الإفطار، دون التفكير مليًا في التنوع الغذائي المرتبط بالمضمون والكيف ما يضمن توازنًا في التغذية يعين على مد الجسم بكل حاجياته خلال 17ساعة من الصيام.
في هذا الصدد، يؤكد البروفسور عبد اللطيف بور، أن تفحصًا بسيطًا لمكونات أطباق مائدة الإفطار المغربية، يؤكد ارتكازها على ثلاثة محاور أساسية متمثلة في الدقيق الأبيض " الفورص"، والدهون والزيوت بكل أنواعها، إضافة إلى السكريات بالأخص البسيطة منها والسريعة الامتصاص متمثلة في السكر الأبيض الذي يسمى بـ"السم الأبيض".
وشدد رئيس الجمعية المغربية لعلوم التغذية، في حديثه مع جريدة "هسبريس"، أنه لا فرق بين الدقيق الأبيض " الفورص" والسكر الأبيض من ناحية مؤشر سكر الدم، مبررًا أن مائدة الإفطار تتشكل من "الشباكية" و"البغرير" و"المسمن" و"البطبوط" و"المطلوع" و"الرغايف" و"سلو أو السفوف"، وكلها تحتوي على الدقيق الأبيض وعلى الدهون والسكريات البسيطة الخطيرة، زد على ذلك الحلويات الأخرى والمشروبات الغازية والعصائر غير الطبيعية التي يتم اقتناؤها من المتاجر والمساحات الكبرى المليئة بالسكر المضاف زيادة على مضافات غذائية.
وأفاد بور، أنه وبغض النظر عن الشوربات المحضرة من الخضر و"الحريرة" التي تحتوي على نباتات غنية بفيتامينات أهمها "سي" كالقزبر والمقدونس والكرفس، وقطاني غنية بالحديد كالعدس والفول والحمص وبعض المعادن زيادة على الفيتامينات من مركب ب، وبغض النظر عن كون "شباكية وسلو" يحتوون على "جلجلان" و"النافع"واللوز و"الزعفران" ومكونات أخرى تجعلها قابلة للاستهلاك حتى من طرف الحوامل والمرضعات والمسنين لما فيها من فيتامين المركب "د" و"ب" ومعادن، فباقي المكونات والأطباق مكونة من السكريات والدسم والدهون.
واستحسن أخصائي التغذية، لجوء المغاربة إلى استهلاك السمك وتناوله خلال الإفطار، لاحتوائه على الكالسيوم والفوسفور والحامض الدهني أوميغا3، محذرا بالمقابل من تحضيره عن طريق القلي الذي شينزع عن الأسماك قيمتها الغذائية الصحية، فيما دعا محبي تناول اللحم المهروس "الكفتة" إلى اقتنائها خالية من الدهون.
وأوضح رئيس فرقة الأبحاث على المرحلة الانتقالية للغذاء والتغذية لمختبرات البيولوجيا بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أن الجسم حتى يبقى سليما وصحيا يجب أن يخضع لتناسق في عمل كل خلاياه العصبية منها والعضلية وخلايا الجهاز الهضمي والتنفسي التي تكون الأنسجة المركبة لأعضاء المعدة والقلب وكل الأعضاء النبيلة الأخرى.
ولفت الأستاذ الجامعي، إلى أنه متى ما وقع خصاص أو عطب في أي مكون من مكونات المصنع الذي هو الخلية، ومكوناتها المتمثلة في البروتينات والدهنيات والسكريات والمعادن والفيتامينات التي لا تعمل لوحدها دون مشاركة العناصر الأخرى. في مجال حيوي هو الماء، فإن نقص واحد من هذه المكونات أو شيء من الماء تعطي أمراض مختلفة زيادة على السمنة.
"لذا فمائدة الإفطار وجب أن تتكون من خضر وفواكه وعصائر طبيعية وطازجة التي تمد الجسم بالفيتامينات وشيء من البروتينات وأخرى من السكريات والدهنيات لكسب الطاقة حتى يكون الجسم ذا فعالية ويستطيع تحمل مشاق الصيام" يقول الدكتور بور.