ارتفاع حموضة مياه المحيط الهادي يهدد السلمون القرنفلي
تواجه أسماك السلمون القرنفلي في المحيط الهادي خطر زيادة درجة حموضة المياه المرتبطة بالانبعاثات الغازية الخاصة بالانحباس الحراري، وتغير التركيب الكيميائي لمياه البحار، وذلك وفق دراسة نشرت نتائجها بدورية "نيتشر آند كلايمت تشينج" المتخصصة بموضوعات الطبيعة وتغير المناخ.
وركزت الدراسات السابقة على آثار التغير بالتركيب الكيميائي لمياه البحار المالحة وليس بالمياه العذبة، إلا أن هذه الدراسة التي جرت بكندا توصلت إلى أن زيادة حموضة مياه الأنهار قد تجعل صغار أسماك السلمون القرنفلي -التي تزخر بها مياه المحيط الهادي- أصغر حجما وأكثر عرضة للوقوع ضحية للكائنات المفترسة، وذلك من خلال شل قدرتها على استشعار الخطر بالاستعانة بحاسة الشم.
ويتفاعل غاز ثاني أكسيد الكربون -المنبعث ضمن عملية الانحباس الحراري الناتج عن إحراق الوقود الحفري- مع الماء لإنتاج حمض الكربونيك والذي يلحق الضرر أساسا بكائنات تتراوح بين المحار (الجندوفلي) وسرطان البحر (الإستاكوزا) التي تجد أن من الصعب عليها في هذه الظروف تكوين الأصداف الخارجية الواقية.
وقالت دراسة دولية، جرت عام 2013، إن زيادة حموضة مياه المحيطات تحدث بمعدلات متسارعة منذ 55 مليون عام بسبب الانبعاثات الغازية الناتجة عن الانحباس الحراري.
وخلال التجارب التي جرت بكندا، نمت أسماك السلمون القرنفلي بمتوسط يصل إلى نحو 32 ملليمترا فقط بعد عشرة أسابيع عند تربيتها بمياه تحتوي على نحو مثلي تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يقل عن مستوى 34 ملليمترا في مياه تحتوى على التركيز العادي من الغاز.
وكان وزن الأسماك الصغيرة أقل، وبدا أن قدرتها على استشعار الخطر من خلال حاسة الشم أقل، وقال كولين براونر المشارك بالدراسة من جامعة كولومبيا البريطانية إن الضرر الناجم عن زيادة الحموضة "في المياه العذبة بالنسبة إلى السلمون القرنفلي قد يحدث أيضا في جميع الأنواع الأخرى الشبيهة بالسلمون".