الجمعة 29 مارس 2024 مـ 12:18 صـ 18 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الأزمة دقت أجراس الخطورة .. وتوقعات بمزيد من الارتفاع في الأسعار

منتجو بيض المائدة يبيعون قطعان الدواجن البياضة بسبب الخسائر وارتفاع مؤشر الديون

المهندس محمود لبنة والمهندس إيهاب الشربيني وعمر أبو ليلة يتحدثون إلى
المهندس محمود لبنة والمهندس إيهاب الشربيني وعمر أبو ليلة يتحدثون إلى

- تراجع العرض وزيادة الطلب حتى 15 نوفمبر يشعل الأسعار
- إصرار السماسرة وتجار البيض على هامش الربح المرتفع وراء أزمة بيض المائدة
- هجمة إعلامية عاطفية تدعو للمقاطعة تُفاقِم الخسائر وتشعل الأزمة
- تصريحات مسؤول في الغرفة التجارية تربك حركة تجار البيض وتنقل الإنتاج من العنابر إلى التخزين
- 375 جنيها زيادة في تكلفة طن العلف .. تعني زيادة إضافية فى تكلفة الإنتاج الداجني (بيض ودواجن)

تفاقمت أزمة بيض المائدة في مصر لدرجة اضطرار عدد كبير من منتجيه إلى بيع القطعان البيّاضة كلحوم بيضاء للأكل، بسبب الخسائر المتراكمة، وارتفاع مؤشر الديون لتجار مدخلات الإنتاج.

وقال محمود فوزي لبنة وكيل شعبة بيض المائدة في الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، إنه سيبيع قطيعا من الأمهات المنتجة للبيض الأحمر قوامه 56 ألف أم، لوقف نزيف الخسائر الناجم عن ارتفاع تكاليف الإنتاج عن سعر البيع للتجار.

وأضاف لبنة الذي يفتخر بأنه تربى منذ الصغر في عنبر دواجن بياضة، وتخرج من كلية "علوم الحاسب"، أن تكلفة إنتاج طبق البيض وصلت إلى 45.2 جنيه للأبيض، وتزيد جنيها أو اثنين لإنتاج النوع الأحمر، "وسعر البيع للتجار لا يقبل الزيادة على 45 جنيها، ما يعني خسائر يومية للمنتجين، في الوقت الذي يخرج فيه رئيس شعبة مستوردي الدواجن في الغرفة التجارية ليعلن أن التكلفة الحقيقية 38 جنيها، في نافذة إعلامية واسعة المشاهدة.

وأضاف محمود لبنة أن استثمارات هذا القطاع معرضة للتآكل، في ظل ارتفاع أعباء المنتجين، وفي ظل ارتفاع أسعار البيض للمستهلك بدرجة غير مسبوقة، حيث بلغت نحو 90 جنيها في منافذ المتاجر الكبرى، و60 جنيها في البقالات الصغيرة، مع أن المربي لا يحقق سعر التكلفة في العنبر.

- هجمة إعلامية عاطفية غير مسؤولة على منتجي البيض

وأشار لبنة في تصريحه لموقع "الأرض"، إلى أن الهجمة الإعلامية على منتجي البيض، وتحريض بعض منظمات المجتمع المدني على مقاطعة بيض المائدة، تحت شعار "خليه يمشش"، دفع التجار للتوقف عن الشراء خوفا على أموالهم الدوارة في نقل البيض من محطات إنتاجه إلى منافذ التوزيع للمستهلك، ما أدى إلى تصاعد مؤشر الخسائر اليومية بتخزين الإنتاج اليومي من البيض.

ووجه لبنة بصفته كمنتج بيض اولا، وكوكيل لشعبة بيض المائدة في اتحاد الدواجن ثانيا، وجه نداءا إلى من يهمه الأمر من الإعلاميين والصحفيين، باتخاذ الحيطة والاطلاع على الحقائق قبل التورط في نشر معلومة خاطئة، أو استضافة غير المتخصصين للحديث بلا علم في أزمة بيض المائدة الذي حققت مصر منه اكتفاءا ذاتيا، وفائضا للتصدير، بتكلفة إنتاجية تقل عن المعدلات العالمية، وبجودة "تحسدنا عليها دول كثيرة سبقتنا في هذا المجال".

https://youtu.be/6hGaJg9SKFw

ولفت محمود لبنة نظر المسؤولين عن الرسالة الإعلامية الموجهة للجمهور في مصر، إلى أن الهجمة غير المسؤولة التي شنها بعضهم، وتداولتها صفحات التواصل الاجتماعي لن يجن ثمارها غير حفنة المستوردين أعضاء الغرفة التجارية، الذين لا تعنيهم أوجاع المنتجين بسبب خسائرهم.

- منتجو البيض في عيون المستهلك

من جهته، قال المهندس إيهاب الشربيني مدير عام شركة صحاري للأمن الغذائي، المتخصصة في مجال إنتاج بيض المائدة وتعبئته، إنه سيبيع اليوم الثلاثاء 26 أكتوبر 2021، قطيعا من الأمهات المنتجة للبيض الأبيض قوامه 50 ألف أم، سوف توجه إلى الذبح للبيع كدجاج لاحم، ما يعني نقصا في الإنتاج بنحو 900 طبق بيض يوميا.

بوست للإعلان عن بيع أمهات بخسارة 40 جنيها لكل أم

بوست أعلاني على صفحات التواصل لبيع أمهات بياضة كدجاج لاحم

وأوضح الشربيني أن صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بمنتجي البيض، اشتعلت بإعلانات عرض القطعان البياضة للبيع، بسبب خسائرهم، في الوقت الذي يتلقون السباب والاتهامات بالجشع من المستهلكين، ومن بعض الإعلاميين الذين لا يشعرون بمعاناة المنتجين في كافة مواقع الإنتاج.

- بيع طبق البيض حاليا بسعر 2016 مع فارق حساب سعر صرف الجنيه بالدولار

وأضاف الشربيني الذي قضى نحو 36 عاما من عمره في مجال إنتاج بيض المائدة، سعر بيع طبق البيض من المزرعة حاليا هو نفسه سعر البيع عام 2016 (نحو 2.4 دولار)، وهو سعر يقل عن مثيله في نحو 89 دولة حول العالم، منها دول تنتج جميع مدخلات صناعة العلف، وتصدرها لمصر.

وأشار المهندس إيهاب الشربيني إلى أن تجار البيض وحلقاتهم، يصرون على رفع هامش أرباحهم إلى نحو 22 جنيها، هو الحد الأصغر للفارق بين سعر البيع من المزرعة وسعر البيع للمستهلك في البقالات الصغيرة.

- 10 جنيهات متوسط خسائر إنتاج طبق البيض قبل 15 أغسطس 2021 ولمدة 18 شهرا


وأكد الشربيني في تصريحه لموقع "الأرض"، أن منتجي البيض تكبدوا خسائر فادحة زادت على 10 جنيهات لكل طبق، طوال نحو 18 شهرا، لتسجل هذه الصناعة خروج قطعان وإغلاق عنابر وتشريد موظفين، في الوقت الذي زادت فيه الممتلكات العقارية لتجار البيض، وذلك بسبب إصرارهم على هامش الربح ذاته.

وفسر الشربيني هذا الحديث بأن التجار كانوا يبيعون طبق البيض للمستهلك بنحو 45 جنيها، وقت شرائه من المزرعة بنحو 23 جنيها، "وكانت التكلفة حينذاك لا تقل عن 38 جنيها للطبق".

وكشف الشربيني حقيقة مرة، مفادها أن استثمارات عنبر دواجن بياضة يقدر حاليا بنحو 15 مليون جنيه، تضيف إلى سلة غذاء مصر نحو 500 ألف طبق بيض سنويا، "لكن استثمارات معظم التجار لا تزيد على سيارة ربع نقل وسيولة مالية 200 ألف جنيه"، ويمارسون الضغط على المربين للشراء بسعر بخس، مع الإصرار على تثبيت هامش الربح المرتفع، ما يشعل الأسعار للمستهلك الذي يصب جام غضبه على المنتجين الخاسرين".

- حل أزمة البيض في تخفيف أعباء الإنتاج

أما عمر أبو ليلة - أحد منتجي بيض المائدة، فقال في تصريح لموقع "الأرض"، إن حل أزمة الإنتاج الداجني (بيض ودواجن تسمين)، يتلخص في إعفاء مدخلات إنتاجها من أي رسوم جمركية أو ضريبية، كونها مشاريع "أمن غذائي".

وأوضح أبو ليلة إن قيمة فاتورة كهرباء محطته العاملة في مجال إنتاج البيض، ارتفعت بنحو 200٪، مقارنة بالعام الماضي، "حيث يُباع لنا الكيلو بسعر 138 قرشا، أسوة بالمنشآت الصناعية".

وأضاف أبو ليلة أن جميع دول العالم تدعم منتجي الغذاء، "لكننا لا نطلب دعما، بل نطلب تخفيف الأعباء، ومساواتنا بالوحدات الزراعية المنتجة في أسعار الخامات والخدمات، وأهمها أسعار الطاقة - سولار وكهرباء".

- إغلاق عنبر دواجن بياضة يفقد السوق 500 ألف طبق بيض سنويا

ولفت أبو ليلة النظر إلى أن إغلاق عنبر دواجن، يعني خسارة إنتاجية يومية، وتشريد موظفين، "وهذا سيتسبب في المزيد من الأسعار نتيجة العجز بين العرض والطلب".

نهاية: طالب المربون بضرورة تواصل اتحاد منتجي الدواجن مع وزارات التموين والتجارة والغرفة التجارية، لتنظيم حركة تجارة بيض المائدة، وذلك بإلزام التجار بوضع هامش ربح عادل لتجارتهم، حتى لا تتعرض العملية الإنتاجية برمتها للخراب.

- توقع بارتفاع جديد في أسعار البيض

وتوقع المنتجون الذين التقتهم "الأرض"، مزيدا من الارتفاع في أسعار بيض المائدة حتى 15 نوفمبر المقبل، موعد صيام الأشقاء المسيحيين، حيث يتراجع الطلب على البيض 55 يوما، سيضطر فيها المنتجون إلى عملية تُعرَف بينهم باسم "القلش"، وذلك باتباع نظام غذائي متقشف لتوقيف الأمهات عن الإنتاج، وتغيير ريشها، وتجديد "بيت الولد - البيض" في جهازها الداخلي.

- "القلش" .. الجرح أفضل من البتر

وتفيد عملية "القلش" في وقف نزيف الخسائر نتيجة الزيادات المستمرة في أسعار الخامات، حيث قفز سعر طن الذرة أمس الإثنين 25 أكتوبر 2021، بواقع 300 جنيه للطن، و500 جميع لطن المركزات، ونحو 600 جنيه لطن الصويا، بما يرفع تكلفة طن العلف بنحو 375 جنيها للطن.

ومع الخسائر المتوقعة في قطيع الأمهات التي تخضع لبرنامج "القلش"، بفعل نسبة نفوق تتراوح بين 5 و10 في المائة، يرى المربون أن "الجرح أفضل من البتر"، إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا.