الأربعاء 8 مايو 2024 مـ 05:46 مـ 29 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

مزارعو الهند يرفعون سقف مطالبهم بعد سحب الحكومة قوانين الزراعة الجديدة

جمّد آلاف من المزارعين الهنود احتجاجاً استمر سنة، بعدما سحبت الحكومة قوانين زراعية مثيرة للجدل وشكّلت لجنة لدراسة مطالبهم الأخرى، بما في ذلك الأسعار المضمونة للمحاصيل الرئيسية وسحب قضايا جنائية ضد المتظاهرين.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن زعيم للمزارعين يُدعى بالبير سينج راجوال، قوله: "هذا انتصار ضخم للمزارعين. أرغمنا الحكومة على الرضوخ لمطالبنا".
وأضاف أن المزارعين سيراجعون في 15 يناير المقبل، الخطوات التي اتخذتها الحكومة ويقررون مسار العمل المستقبلي. أما جورنام سينغ تشاندوني، وهو زعيم آخر للمزارعين، فتحدث عن "تجميد احتجاجنا"، مؤكداً أنه "لم ينتهِ".
والمزارعون الذين ازالوا خيامهم واستعدوا لإخلاء طرق سريعة تطوّق العاصمة نيودلهي، حيث خيّموا منذ نوفمبر من العام الماضي، من المقرر أن يغادروا مكان الاحتجاج اليوم السبت، بعد تنظيم احتفال بنصرهم، علماً بأن معظمهم ينتمي إلى ولايات البنجاب وهاريانا وأوتار براديش.
وانفرج الوضع الأسبوع الماضي بعدما تلقى زعماء المزارعين رسائل من الحكومة تحدّد الخطوات التي ستتخذها لتلبية مطالبهم.
وفي تحوّل شبه كامل بموقفه الشهر الماضي، أعلن رئيس الوزراء ناريندرا مودي سحب قوانين الزراعة التي أقرها البرلمان في سبتمبر 2020، بحسب "أسوشيتد برس".
وأصرّت الحكومة على أن القوانين كانت واجبة بشكل عاجل لتحديث القطاع الزراعي في الهند، علماً بأن من شأنها أن تؤدي إلى سوق غير منظّم مع مزيد من سيطرة القطاع الخاص على الزراعة.
في المقابل، اعتبر المتظاهرون أن القوانين ستقلّص مدخولهم بشكل كبير، وتجعلهم تحت رحمة شركات كبرى.
وطالبوا الحكومة بضمان أسعار بعض المحاصيل الأساسية، مثل القمح والأرزّ، وهذا نظام مُعتمد منذ ستينيات القرن العشرين، لمساعدة الهند على تعزيز احتياطاتها الغذائية وتجنّب نقص فيها. ويبيع معظم المزارعين الآن محصولهم فقط إلى الأسواق التي تقرّها الحكومة، بأسعار ثابتة.
ويشكّل المزارعون إحدى الكتل الانتخابية الأكثر نفوذاً في الهند. وجاء قرار مودي بإلغاء القوانين الزراعية، قبل انتخابات مرتقبة مطلع العام المقبل في ولايات أساسية، مثل أوتار براديش وأوتاراخاند والبنجاب، حيث يسعى حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي الهندوسي الحاكم، إلى تعزيز سلطته.
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن الاحتجاجات، التي لقيت دعماً دولياً، كانت سلمية إلى حد كبير. واستدركت أن عنفاً اندلع في 26 يناير الماضي، عندما استولى آلاف من المزارعين لفترة وجيزة على "القلعة الحمراء" التاريخية في نيودلهي، ورفعوا عليها علماً دينياً للسيخ، علماً بأن معظمهم أعضاء في هذه الأقلية. وقُتل مزارع واحد على الأقلّ وجُرح محتجون وشرطيون.