تقرير دولي: العالم يتجه للمخصبات الزراعية بديلا عن الأسمدة الكيماوية بعد ارتفاع اسعارها
سلطت وكالة بلومبرج الشرق الضوء على تأثير أرتفاع الأسمدة على القطاع الزراعي في ظل الأزمة الروسية الأوكراينة والبدائل المطروحة للأسمدة الكيماوية من مخصبات زراعية وذكرت الوكالة أن تكاليف الأسمدة الكيماوية اللازمة للزراعة الحديثة، التي تتكون من النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم قد ارتفعت في 2021 لأسباب عديدة وهي، ارتفاع سعر الغاز الطبيعي، وهو المادة الأولية لكثير من الأسمدة النيتروجينية، والعواصف التي ضربت ساحل الخليج الأمريكي في أواخر الصيف متسببة بإغلاق مؤقت لمصانع المنطقة، وفرض عقوبات حكومية على منتج رئيسي للبوتاس في بيلاروسيا، وتزايد تأميم الموارد في دول مثل الصين، أكبر منتج للفوسفات، التي بدأت بتقييد الصادرات العام الماضي.
أوضحت الوكالة أن بعض الأمور حدثت قبل غزو روسيا لأوكرانيا، وهي مُصدّر رئيسي منخفض التكلفة لكل أنواع مغذيات المحاصيل، ما شكل صدمة جديدة للأسعار. يُظهر أحد المقاييس في أمريكا الشمالية أنها تضاعفت تقريباً عن العام الماضي.
تابع التقرير أن العالم أصبح في العقود الأخيرة يعتمد بشكل متزايد على روسيا لاحتياجاته من الأسمدة، كما هو الحال بالنسبة لعديد من السلع الأساسية الأخرى. وبلغ إنتاج روسيا من النيتروجين في 1992، أي بعد عام من انهيار الاتحاد السوفيتي، 4.9 مليون طن، وهو ما يعادل نحو 7% من الاستهلاك العالمي، حسب بيانات جمعتها الرابطة الدولية لصناعة الأسمدة (IFA) وشركة "غرين ماركتس"، إحدى شركات "بلومبرغ"، ثم ارتفعت النسبة لنحو 10% بحلول 2019. وزادت حصة البلاد العالمية أيضاً من الفوسفات والبوتاس إلى حوالي 8% و20% على التوالي.
أشارت وكالة بلومبرج إلى تعطل شحنات الأسمدة من روسيا بشكل كبير منذ اندلاع الحرب، حيث عمد بعض المنتجين المحليين لإيقاف الإمدادات رداً على العقوبات الغربية، كما أن عديداً من خطوط الشحن الرئيسية لم ترغب بالتعامل مع هذه المنتجات حتى إن كان متاحاً.
تابعت أنه قد يخفض نقص الأسمدة في البرازيل، الوجهة الأولى للشحنات الروسية، وغيرها من الدول المعتمدة على الإمدادات الروسية ومنها الهند والصين، المحاصيل وارتفاع تكاليفها.
وحذّرت منظمة الأغذية والزراعة "فاو" في تقرير الشهر الماضي من إمكانية ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأعلاف 22% في موسم التسويق 2022-2023 نتيجة الصراع في أوكرانيا، ما يزيد من مخاطر سوء التغذية بل حتى المجاعة.
أكدت أن هناك بعض الجوانب المشرقة وسط هذه التنبؤات الأليمة. مع ذلك، فإن صدمة الأسمدة في 2022 قد تفضي في النهاية لأرباح كما كان الحال مع الصدمات النفطية المزدوجة في السبعينات، حيث أدى حظر النفط العربي لتعرض الاقتصاد الأمريكي لفاجعة كبيرة، لكنه أطلق أيضاً حملة للحفاظ على الطاقة أعادت تشكيل صناعات السيارات والبناء الأمريكية، على سبيل المثال لا الحصر.
يمكن أيضاً أن يدر الاستخدام الأكثر كفاءة للأسمدة فوائد كبيرة للكوكب. وحازت طريقة هابر-بوش على براءة اختراع في أوائل القرن العشرين، فهي استُخدمت في إنتاج الأمونيا من الهيدروجين والنيتروجين، لتعد بذلك أحد أهم الاكتشافات في التاريخ. وتشير التقديرات إلى أنه بدون الأسمدة النيتروجينية، لن يكون الكوكب قادراً على دعم سوى نحو نصف سكانه البالغ عددهم حالياً 7.9 مليار نسمة. لكن هناك جوانب سلبية، إذ ينبعث عن إنتاج الأمونيا الاصطناعية ثاني أكسيد الكربون بشكل أكثر من أي عملية تصنيع كيميائية أخرى.
ونقلت الوكالة عن باتريك هيفر، نائب المدير العام للرابطة الدولية لصناعة الأسمدة، الذي اشار إلى نهج "إنتاج المزيد بتكلفة أقل" لتحديد أبعاد التحدي الذي يواجهه المزارعون. حيث اختبر مزارعون في دول عديدة طرقاً لاستخدام المغذيات الصناعية للمحاصيل بكفاءة أعلى، إذ يمكن أن يستخدم منتجو الأغذية تقنيات مثل اختبار التربة الصارم، وما يسمى بالزراعة الدقيقة لتحديد مقدار الغذاء اللازم لأراضيهم في موسم زراعي معين دون أي زيادة، حتى لو كانت ضئيلة. وتشمل الابتكارات ما يسمى بتركيبات خاضعة للتحكم، وتأتي عادةً على هيئة كبسولات صغيرة تذوب تدريجياً عند ملامسة التربة الرطبة، ثم تطلق المغذيات اللازمة.
وقال ريناتو ألفيس فيلهو، الرئيس التنفيذي لشركة "لابوراتوريو سولو آند بلانتاس" أكبر سلسلة تحليل زراعي في البرازيل، إن الطلب على اختبار التربة في البلاد، حيث ينمو استخدام الأسمدة بوتيرة أسرع من الولايات المتحدة، وبلغ أعلى مستوياته على الإطلاق هذا العام. قال إن شركته تعاملت مع 21 ألف عينة في أول 90 يوماً من العام، مقارنة مع 12 ألف عي…