الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 03:43 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

اتحاد منتجي الدواجن يعلن اقتراب موعد الإفراج عن الذرة الصفراء والصويا وإضافات الأعلاف .. والمربون يهجرون الصناعة

صناعة الدواجن تترنح .. وسوء تخزين الخامات في الموانئ يهدد بخسارة 15 مليار جنيه

القاهرة ـ الجيزة

أحمد نبيل: الأزمة مستمرة والمزارع أوقفت إدخال قطعان جديدة

الشربيني: خسائرنا تزيد على 10 مليارات جنيه والجميع سوف يخرج خاسرًا من الأزمة

سامح السيد: المنتجون في وضع حرج للغاية والأسعار تتضاعف

تسبب الدولار الأمريكي في وضع صناعة الدواجن المصرية في أزمة كبرى، قد تهدد مستقبل البروتين الأرخص على مائدة المصريين، حيث تعاني الموانئ المصرية منذ مارس الماضي من تكدس خامات أعلاف الدواجن المستوردة، نتيجة القيود التي فرضها البنك المركزي المصري على حركة صرف الدولار، وتدبير اعتمادات الصرف من المصدر الأجنبي.

وقال خبراء في مجال صناعة الدواجن، (تسمين، وإنتاج بيض مائدة) إن الأزمة تهدد بتلف مليون ونصف المليون طن ذرة وصويا وإضافات أعلاف، تصل قيمتها السوقية إلى نحو 15 مليار جنيه مصري على أقل تقدير، فضلا عن رفع دعاوى قضائية ضد مستوردين مصريين تم شحن الأعلاف لصالحهم، من عملاء أجانب تربطهم بهم صلات تجارية وطيدة منذ عشرات السنين.

ورغم إعلان إتحاد منتجي الدواجن على لسان رئيسه المهندس محمود العناني إنفراج الأزمة، قال المهندس أحمد نبيل نائب رئيس شعبة البيض باتحاد منتجي الدواجن، في تصريحات خاصة لموقع الأرض، إن الأزمة لا تزال مستمرة، "حيث لم يتم الإفراج عن الأعلاف التي استقرت في الموانئ منذ شهر مارس، وتهددها العوامل الطبيعية من أمطار وحرارة مرتفعةل، وسوء تخزين، للتلف التام، أو لتدهور مواصفاتها القياسية كخامات أعلاف".

وأكد نبيل في تصريحه لموقع الأرض، أن تكلفة إنتاج البيض والدواجن باتت مرتفعة للغاية، حيث سجلت تكلفة إنتاج طبق البيض في المزارع حاليا، نحو 82 جنيها، لتباع بأقل من سعرها بخسارة قدرها 14 جنيها، "وهو أمر في غاية الخطورة على المنتجين، الذين اضطر معظمهم للتخلص من قطعانهم البيضة، كما توقف مربو التسمين عن إدخال قطعان الكتاكيت المخصصة لإنتاج اللحم، ما يعني خروج نسبة كبيرة من منتجي البيض ومربو التسمين من دائرة هذه الصناعة، لحقن خسائرهم التي استمرت نحو عامين متصلين.

وتعتمد مصر على الخامات المستوردة، بنسبة تزيد على 80%، مثل: الذرة الصفراء، وحبوب فول الصويا، وإضافات الأعلاف والمركزات، لتصنيع التركيبات العلفية اللازمة لتغذية قطعان الدواجن البياضة، وكتاكيت التربية من أجل الإنتاج اللاحم.

وارتفعت أسعار الدواجن الأسبوع الماضي، ليصل سعر الكيلو في الأسواق للمستهلك إلى 54 جنيهاً، الأمر الذي رفع أعباء الأسرة المصرية.

وأوضح نبيل في تصريحاته لموقع الأرض، أن الأعلاف المحلية اختفت تماما من السوق، لتسجل أسعار الأعلاف اليوم الإثنين 15 ألف جنيه للعلف، "أما فول الصويا فبلغ سعره 19 ألف جنيه ـ إن وجدت، محذرا من توقف المصانع تماما عن إنتاج الأعلاف، ما يهدد بأزمة كارثية في مجال إنتاج الدواجن وبيض المائدة.

مقاضاة شركات دولية لمستوردين مصريين

من جهته، قال المهندس إيهاب الشربيني مدير عام شركة صحاري لتعبئة بيض المائدة، في تصريحات لموقع الأرض، إن سعر طن العلف الداجني ارتفع خلال الأيام القليلة الماضية بنسبة 100%، بعدما زاد سعر الطن من 7 آلاف جنيه ليصبح 15 ألف جنيه، وكشف عن تكدس 1.5 مليون طن من حبوب الذرة الصفراء وفول الصويا وإضافات الأعلاف في الموانئ المصرية، في انتظار الإفراج بعد سداد المستحقات غير المتوافرة لدى التجار، الأمر الذي يهدد بقضايا دولية على التجار والمستوردين، مطالبا الحكومة بالإفراج العاجل عن الشحنات، "ثم بحث أي مشكلات أخرى لاحقا"، محذرا من خطورة الوضع الحالي "الذي يهدد المنتج والمربي والمستهلك".

وناشد الشربيني الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل الشخصي لفرض الحلول العاجلة، خاصة مع بدء العام الدراسي الجديد، وحلول فصل الشتاء، الذي يلزمه تدفئة سترفع تكلفة الإنتاج بنسبة إضافية، خاصة في ظل زيادة أسعار السولار في يونيو الماضي"، متوقعاً حدوث ازمة كبيرة في صناعة الدواجن، مالم يتدخل الرئيس شخصيا، كونه صاحب القرار المباشر، "خاصة في ظل الحالات الطارئة والحرجة التي تهدد سلامة الأمن الغذائي المصري".

وكان اتحاد منتجي الدواجن قد دعا لمؤتمر صحفي السبت الماضي لعرض الأزمة أمام الرأي العام، ثم عاد بعدها ليعلن إلغاء المؤتمر، وذلك لانتفاء أسباب انعقاده، معلنا انتهاء الأزمة بالإفراج عن الخامات المحتجزة في الموانئ منذ مارس الماضي، "وهو ما لم يتحقق حتى كتابة هذه السطور".

بدوره، أوضح سامح السيد رئيس شعب الدواجن بالغرفة التجارية في محافظة الجيزة، في تصريحات خاصة لموقع الأرض، أن المنتجين في وضع حرج للغاية مع اختفاء مدخلات الإنتاج من أعلاف وذرة وصويا، "لافتا النظر إلى وجوب جعل مدخلات إنتاج الأغذية والأدوية والسلع الضرورية لحياة الإنسان في مكان الأولوية، وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية".

وأشار سامح السيد إلى أن حجم الأزمة يأتي من نسبة الـ 80% التي تسوردها مصر لتصنيع التركيبات العلفية الخاصة بالدواجن والأسماك بالذات، مؤكدا أن أسعار الدواجن والبيض ستتضاعف خلال الأيام القليلة المقبلة، إذا طال أمد هذه الكارثة.