الميليشيات تشتبك من جديد في ليبيا والدبيبة في أزمة
تبقى ليبيا رهينة الفوضى السياسية التي تعم بالبلاد منذ سنوات، وتعرقل المسار السياسي بسبب وجود أطراف سياسية إنتهازية ترتهن للإرادة الخارجية وتبحث عن المنفعة الشخصية بإلتصاقها على كرسي السلطة.
وعلى رأس هذه الشخصيات الفاسدة والتي سببت بشكل كبير بعرقلة إنتخابات ديسمبر 2021، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية في طرابلس عبدالحميد الدبيبة.
فالدبيبة مازال متمسكاً بالسلطة على الرغم من تنحيته من قبل مجلس النواب الليبي، ومحتمياً بالميليشيات المسلحة التي تشتبك فيما بينها بين الآونة والأخرى وترعب المدنيين وتؤثر على مستقبل البلاد السياسي.
فقد اندلعت اشتباكات مسلحة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة صباح اليوم في مدينة العجيلات بين كتائب مسلحة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية.
وبحسب شهود عيان الاشتباكات بين كتيبة تابعة للدفاع وأخرى من الزاوية تابعة للداخلية بسبب خلاف حول توقيف مطلوبين.
ووجه الهلال الأحمر فرع العجيلات دعوة لأهالي منطقة جنان عطية، مطالباً إياهم الابتعاد عن النوافذ والأبواب وتجنب الخروج بدون تنسيق معهم بسبب الاشتباكات المندلعة بين المجموعات المسلحة في المدينة.
وهذا بعض من فيض ممارسات الميليشيات التي يمولها الدبيبة ومن خلفه داعمته الأكبر تركيا، والتي عقد معها الإتفاقيات العسكرية والإقتصادية المشبوهة، فاتحاً أمامها البلاد لتعبث بها كما تريد السلطة الحاكمة فيها.
من جهة أخرى، وفيما يتعلق بالدبيبة في البلاد، قال الناشط الحقوقي، حسام القماطي، إن سياسات عائلة الدبيبة لم تتغير منذ 2008 وحتى 2011، واستمرت على نفس المنوال منذ 2021 وحتى الآن.
وأوضح القماطي أن عائلة الدبيبة تتبع سياسة تجفيف منابع الدولة وضخ الأموال لشراء الذمم وعقد صفقات مالية فاسدة.
ولفت إلى أن بعض الأطراف المحيطة بالدبيبة تتحصل على عشرات الملايين وهؤلاء لن يسلموا ليبيا إلى الانتخابات ولن يخرجوا من المشهد.
وسبق وأن هاجم رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح حكومة الدبيبة واعتبر أن استمرارها يعني الفوضى وأن ولايتها السياسية انتهت بانتهاء المهمة التي شكلت من أجلها وهي إجراء الانتخابات.
يُشار الى أن ليبيا علقت منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 في دوامة العنف والفوضى ونزاع لم يهدأ على الشرعية، بينما تدعم ميليشيات مدججة بالسلاح السلطة في الغرب الليبي مما يشكل مشهد شديد التعقيد.