الخميس 18 أبريل 2024 مـ 04:24 مـ 9 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

طالب الحكومة باستيراد كتكوت تسمين لفترة مؤقتة .. وتنظيم قطاعي الجدود والأمهات .. وتفعيل درو لجنتي تنظيم الصناعة والأوبئة والبورصة السلعية

الدكتور مجدي حسن: أهل صناعة الدواجن سبب أزمتها الراهنة .. واستيراد ”المجمدة” لا يحل المشكلة

الدكتور مجدى حسن
الدكتور مجدى حسن

قال الدكتور مجدي حسن الخبير البيطري إن الأزمة الحالية التي وقعت فيها صناعة الدواجن (تسمين وبيض مائدة)، يتحمل وزرها جميع المسئولين عنها، خاصة: المنتجون، الاتحاد الممثل لهم أمام الحكومة، ووزارة الزراعة أيضا.

وأوضح نائب الرئيس السابق لاتحاد منتجي الدواجن، في تصريح خاص لموقع "الأرض"، أنه اقترح في عدة لقاءات صحفية، وإعلامية، واجتماعات مع القطاع المسئول في وزارة الزراعة، أن يجتمع كبار المنتجين وعدد يمثل كتيبة الصغار أيضا، تحت سقف وزارة الزراعة، وذلك للوقوف على المشاكل الحقيقية التي تعيشها الصناعة، قبل وقوع الأزمة، "حيث تعاني من عشوائية أوصلتها إلى ما هي عليه الآن".

وأضاف الدكتور مجدي حسن أن وزارة الزراعة طالبت عدة مرات بأن يعمد أهل الصناعة لتنظيم أحوالهم بأنفسهم، وذلك بالتنسيق فيما بين شركات الجدود الستة، وشركات أمهات التسمين، وأمهات البياض، وذلك لعدم خلق فجوات خلال شهور العام، أو إنتاج فوائض في أمهات التسمين، وبعدها الكتاكيت، ما يؤدي إلى التعطيش حينا، والإغراق أحيانا كثيرة، "لكن اتحاد الدواجن لم يعمل بمبدأ التشاور الجماعي، بل عمل على طريقة الرأي الأحادي".

وطرح حسن سؤالا مفاده: هل تم وضع خطة متكاملة لحل مشكل صناعة الدواجن، قبل أن يتم إصدار قرار بالاستيراد المؤقت للدواجن المجمدة من الخارج؟

ولفت الدكتور مجدي حسن النظر إلى أن الوزارة لم تعمد لتفعيل دور اللجنة العليا لصناعة الدواجن، التي تم تشكيلها بموجب قرار مجلس الوزراء، كما لم تعط الفرصة لنفسها لسماع مشاكل المربين الصغار مباشرة، دون أخذ الرأي من كيان لا يمثل إلا قلة قليلة من أهل هذه الصناعة، التي يمثل الصغار فيها نحو 70 من حجم التربية والإنتاج.

وأكد حسن في تصريحه لموقع "الأرض"، أن كل هذه الأسباب هي التي دفعت الحكومة إلى اتباع طريق الاستيراد لمواجهة النقص الحاد من الدواجن على أعتاب شهر رمضان المبارك.

وشدد الدكتور مجدي حسن على أن من أسباب المشكلة، توفير العملة الصعبة لبعض الشركات دون غيرها، للإفراج عن خامات الأعلاف، لتنفرد بالتجارة فيها، "وكان الحل الأمثل دخول بنك التنمية والائتمان الزراعة من خلال الشركة التي يملكها، لاستيراد الخامات، وتوزيعها على المصانع والمزارع المرخصة، بهامش ربح عادل".

ويرى حسن أن اللجنة العليا لتنظيم صناعة الدوجن، ولجنة الأوبئة، وضم الإنتاج الداجني تحت مظلة البورصة السلعية، كان يمثل الأمل على طريق حل المشكلة، "لكن سوء تشكيل اللجان، وعدم تفعيل دورها، تسبب في هذه الأزمة".

مشاكل إنتاج البيض في مصر

من جهته، قال المهندس إيهاب الشربيني، مدير عام شركة "صحاري" لتعبئة بيض المائدة، إن السوق المصرية لا تحتاج أكثر من 400 ألف أم دجاجة بياضة في كل جيل إنتاجي، وذلك لإنتاج نحو 40 مليون دجاجة بياضة، يكون حصادها اليومي نحو 35 مليون بيضة فقط (نحو 1.2 مليون طبق بيض يوميا)، وهي كافية لإحداث التوازن السعري في السوق، بما يتفق مع آلية العرض والطلب.

وأوضح الشربيني في تصريح خاص لموقع "الأرض"، أن السوق مرت بحالات إغراق أثرت سلبا على الصناعة، حيث بلغ عدد أمهات البياض المستوردة عام 2018 نحو 660 ألف أم، أنتجت نحو 66 مليون دجاجة بياضة، "وكانت النتيجة إنتاج نحو 60 مليون بيضة مائدة يوميا (نحو 2 مليون طبق يوميا)، ما أدى إلى مضاعفة المعروض أمام الطلب الثاتب، لينخفض سعر الطبق إلى 23 جنيها في تلك الآونة، وكانت الخسائر فادحة بسبب عدم التنظيم".

العدد الفعلي لقطعان الدواجن البياضة حاليا

ولفت المهندس إيهاب الشربيني النظر إلى أن العدد الفعلي لقطعان أمهات الدواجن البياضة حاليا في كل شركات أمهات دواجن مصر، لا يزيد على 300 ألف أم، تنتج نحو 30 مليون دجاجة بياضة في كل جيل إنتاجي، "لكن الكفاءة الإنتاجية لا تزيد حاليا على 50% بسبب عجز التغذية والتقصير الجبري في برامج الرعاية، إضافة إلى االأمراض المنتشرة حاليا، ما يعني إنتاج نحو 15 مليون بيضة مائدة يوميا فقط (500 ألف طبق يوميا)، وهو ما يعني نقص المعروض أمام الطلب، لترتفع أسعار البيع مع استمرار زيادة التكاليف اليوم عن سعر البيع من العنبر بنحو 6 جنيهات لكل طبق (خسارة للمنتجين).

وطالب الشربيني في تصريحه لموقع "الأرض"، بإنقاذ القطعان الباقية من الدواجن البياضة، وذلك بالاستمرار في توفير خامات الأعلاف من خلال الإفراجات من الموانئ، والرقابة على توزيعها بعد خروجها إلى السوق، حتى تهبط أسعار الأعلاف، التي تشكل ما يتراوح بين 70 و75% من التكاليف الإجمالية للإنتاج الداجني.

حجم قطاع تسمين الدواجن في مصر

وكانت مصر قبل الأزمة الحالية تملك نحو 400 ألف جدة (خط إناث)، تنتج سنويا نحو 14 مليون أم تسمين، ليكون حصادها السنوي نحو 14 مليار طائر.

وتراجع الإنتاج السنوي حاليا إلى ما دون الاحتياج الفعلي من الدواجن بنحو 50% من احتياجات السوق المصرية، ما دفع الحكومة المصرية للعزف على هذا الوتر لتغطي العجز بالتصدير، وهو ما وصفه خبراء صناعة الدواجن بأنها حلول مسكنة، وليست شافية أو ناجعة لمشاكل الصناعة، معولين على نجاح برامج الزراعات التعاقدية التي أعلن أسعارها أمس الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وذلك لإنتاج محاصيل العلف والزيت، من حاصلات: الذرة الشامية بنوعيها البيضاء والصفراء، فول الصويا، وعباد الشمس.