حكاية مهندس زراعي تحول لطبيب جلدية يحتاج دعاء المصريين
تأكدت فطنته في دراسته الثانوية، فقد حصل على مجموع يفوق درجات القبول بكلية الطب في العام الذي سبقه، إلا أنه فقد نصف درجة من دخول كلية الطب، فالتحق بكلية الزراعة في جامعة القاهرة، إنه الدكتور هانى الناظر.
هو هاني محمد عز الدين الناظر، والشهير بالدكتور هاني الناظر، ولد في 26 ديسمبر عام 1950 بحي المنيل في القاهرة وتمتد جذوره إلى عائلة أبو دومة في مدينة طما بمحافظة سوهاج، نشأ شابا مفعما بالأمل والحيوية، اجتهد في دراسته رغم عشقه للفنون، وإصراره على حضور الحفلات المسائية في السينمات الصيفي.
رحلته في عالم الزراعة
وقال" الناظر "عندما التحقت بكلية الزراعة وأثناء دراستي بسنة اولي كنت باحلم ان يكون تخصصي هو علوم الأراضي ولكن تقديري في نهاية العام لم يسمح لي بالالتحاق بهذا القسم فشعرت بحزن واضطررت مرغما للالتحاق بالشعبة العامة بالسنة الثانية ورضيت بما قدره الله لي وشكرته واستكملت دراستي وكان تقديري في البكالوريوس مرتفع يسمح لي بان اعمل معيدا بأحدي كليات الزراعة ولكني التحقت بالجيش وأثناء فترة خدمتي قررت ان استكمل دراستي بكلية الطب حيث كان في ذلك الوقت يسمح لخريجي الزراعة بالالتحاق مباشرة بالسنة الأولي بكلية الطب وعندما سألت عن شروط الالتحاق عرفت ان كلية الطب تقبل من خريجي الزراعة تخصص الشعبة العامة فقط دون بقية التخصصات فقلت لنفسي سبحان الله رغم حزني بالتحاقي بهذه الشعبة الا اني رضيت بقضاء الله فكتب لي أن أصبح طبيبا،
ومنحه القدر فرصة المشاركة في معركة العبور، ليصبح من أبناء جيل النصر في أكتوبر العظيم عام 1973، كانت هذه التجربة، بوابة أمل لتغيرات متنوعة تحققت في مشوار حياته.
أثر نصر أكتوبر على حياته
عاد هاني الناظر إلى الحياة بروح المنتصر، أصبح مساعد باحث بقسم الفارماكولوجي بالمركز القومي للبحوث في إبريل 1976، قرر تطوير أدواته كباحث عبر استكمال الدراسة في مجال تخصصه، دون أن ينسى حلمه السابق في دراسة الطب، فاتخذ القرار الذي اعتبره أقرب الناس إليه مستحيلا، قرر استكمال الدراسات العليا في النباتات الطبية مع الالتحاق بكلية الطب، في الوقت ذاته كان باحثا بحكم الوظيفة في مركز البحوث، طالبا للدراسات العليا في كلية الزراعة جامعة القاهرة، وطالب في كلية الطب جامعة عين شمس.
واستمر في سعيه حتى حصل على ماجستير النباتات الطبية جامعة القاهرة عام 1979، أصبح مدرسا مساعدا بقسم الفارماكولوجي بالمركز القومي للبحوث في يوليو1980، واستعاد حلمه القديم، بالحصول على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة عين شمس عام 1981 .
نصيحته للأجيال
كان ملتزمًا بوصفته السحرية، «الإيمان بالله، الثقة بالنفس، التركيز وعدم الالتفات للأخرين، الاجتهاد وتطوير الذات»، ذات الوصفة التي يرددها في كل لقاء تليفزيوني، باعتبارها خلاصة تجربته في الحياة، اعتاد أن يقدمها لتلاميذه ومحبيه، ويتمنى أن تعينهم على تحقيق الأفضل.
حياته الوظيفية
ولأنه كان يجيد النجاح، لذا تمكن في سنوات قليلة، من صنع أسطورة خاصة جعلت اسمه يسبقه الكثير من الألقاب.
استمر صعوده الوظيفي إلى أن أصبح رئيسا للمركز القومي للبحوث في 2001، نال درجة الزمالة من الكلية الملكية البريطانية للأطباء 2006، أستاذ باحث بقسم بحوث الأمراض الجلدية -شعبة البحوث الطبية- اعتبارا من 19 نوفمبر 2009، وهي المهمة التي يحتفظ بها إلى الآن.
زيارته إلى باكستان وتأثيرها على حياته المهنية
وقد تلقى الدكتور هاني الناظر دعوة من مسؤول الصحة في باكستان لزيارة مستشفى إسلام أباد، هناك وجدهم يطبقون أسلوبا جديدا يطلقون عليه اسم «العلاج عن بعد»، ويتلخص في وجود طبيب داخل غرفة، مهمته التواصل عبر الإنترنت، بالمرضى غير القادرين على الوصول للمستشفى، والكشف عليهم عبر الفيديو، تشخيص المرض، تقديم العلاج، فعاد الباحث والطبيب العنيد للقاهرة، وهو يفكر في تطبيق الفكرة.. إلى أن قرر في 2010، إنشاء صفحة على موقع التواصل «فيسبوك»، يستقبل فيها استفسارات المرضى، وتحولت الصفحة بمرور الوقت لعيادة هي الأضخم والأهم في عالم السوشيال ميديا.
حالته الصحية
مؤخرا أصيب الناظر بوعكة صحية بدت أعراضها بصداع شديد استمر لمدة أسبوع ظن الأطباء أنه إصابة فطرية أو بكتيرية إلا أنه اتضح بعد ذلك أنه إصابة بالسرطان حسبما أعلن نجله الدكتور محمد هاني الناظر والذي قال "والدي في المستشفى يتلقى العلاج الكيماوى ويعاني من ألم شديد وبحاجة ماسة للدعاء ربنا يشفيه ويعافيه اللهم امين"
الأمر الذي استدعى الآلاف من رواد مواقع التوصل الاجتماعي للدعاء له بالصحة والعافية متذكرين تفاعله معهم لتقديم النصائح والتوصيات الطبيبة والحياتية.