الثلاثاء 30 أبريل 2024 مـ 07:22 مـ 21 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي
كيف كان النظام الغذائي للبشر قبل اكتشاف الزراعة.. علماء يكشفون معلومات مثيرة إلقاء مليون وحدة زريعة من أسماك البلطي النيلي بمنطقتي «أبو الأخضر وفاقوس» بالشرقية رئيس الوزراء : نأمل في تعزيز مستويات التبادل التجاري مع البوسنة والهِرسِك ختام معرض وتريكس لتكنولوجيا تنقية وتحلية مياه الصرف بمشاركه 120 شركة عالمية سفينتان تحملان قمحا لمصر تواجهان تأخيرات في روسيا الأول من نوعه.. الانتهاء من إنشاء ميناء صيد متكامل بمدينة رشيد «الاستعلامات»: «بلومبرج» تتراجع وتصحح أخطاء منشوراتها عن الاقتصاد المصري «البحث العلمي» تسترجع أمجاد الحشرات والطيور النافعة في التراث المصري القديم الحكومة: مركز لوجيستي ضخم لتخزين وتجفيف الحبوب بالتعاون مع بيلاروسيا إطلاق المرحلة الثالثة من البرنامج الوطنى لإدارة المخلفات الصلبة التوصيات الفنية لتقليل الأضرار الناتجة عن إصابة الذرة الشامية بالحشرات وفد كوري يتابع برنامج إنتاج تقاوى الخضر بوزارة الزراعة

خبير زراعي: مصر تنتج 70 مليون طن مخلفات زراعية وحيوانية سنويًا

المخلفات الزراعية
المخلفات الزراعية

قال الدكتور محمد محمود إبراهيم، أستاذ الميكروبيولوجيا وتدوير المخلفات الزراعية لإنتاج الأسمدة العضوية والطاقة المتجددة، إن مصر تنتج 39 مليون طن سنوياً مخلفات زراعية علي ثلاث مواسم، «الصيفي والشتوي والنيلي»، بالإضافة إلي 30 مليون طن مخلفات حيوانية، أي ما يقرب من 70 مليون طن ينتج سنويا.


ولفت إلي أن هناك دراسات أكدت بأن المخلفات بصفة عامة تساهم فيما يقرب من 8% من الانبعاثات التي تسبب التغييرات المناخية، وبالتالي إذا أحسن استغلالها نستطيع أن نستخرج منها قيمه مضافة مختلفة، والتي من ضمنها، الأسمدة العضوية، لما لها من أهمية في الزراعة، خاصة بعد صدور قانون الزراعة العضوية في 2020، ونحن في صدد تفعيله فى الوقت الحالى، ويصل ذروته عام 2025، وسيكون هناك قوانين تجبر الفلاح للاتجاة إلي الزراعة العضوية.


طرق انتاج الأسمدة العضوية من المخلفات الزراعية


وأوضح «إبراهيم»، إلي أن هناك ثلاث طرق للانتاج الأسمدة العضوية من المخلفات الزراعية:-

_ الطريقه الأولي تسمي "التخمر الهوائي"، وتعنى وجود كائنات حيوية دقيقة تعمل علي تخمير المادة العضوية بالمخلفات الزراعية، وذلك فى وجود الهواء وينتج منها أسمدة عضوية مثل الكمبوست والفرمى كمبوست.


_ الطريقه الثانية «التخمر اللاهوائي»، حيث تقوم الكائنات الحية الدقيقة بتخمر المواد العضوية في عدم وجود الهواء ويمكن وينتج عن طريقها البيوجاز لاستخراج الطاقه الكهربائية أو الحرارية، وبالاضافه إلى سماد البيوجاز.


_ الطريقة الثالثة تسمي «البيروليسس»، وهي حرق المخلفات مباشرة فى عدم وجود الهواء، وينتج عنها «البيوشار»، والذي يعمل كمحسن جيد للتربة، ونستطيع من عمليه التخمر سواء هوائى أو لا هوائى أن نتتج «الكمبوست والفرمى كمبوست وسماد البيوجاز»، ويمكن أن نستخلص من هذه الأسمدة السالف ذكرها قيم مضافه مثل «شاي الكمبوست أو شاي الفيرمي وهيومات البوتاسيوم».


900 مليون دولار للمواد الهيوميه سنويا

وأضاف أستاذ الميكروبيولوجيا، أن مصر تستورد مواد هيوميه بأكثر من 900 مليون دولار سنويًا، ولا توجد مزرعة في مصر تخلو برنامج تسميدها من وجود هيومات البوتاسيوم والمعرفه بين المزارعين بالهيومك، وهو من الاسمده العضويه المهمه حاليا التي تستحوذ علي الساحه وتستخدم بكميات كبيرة جدا.


ولفت «إبراهيم»، إلي أن مصر تستطيع إنتاج الهيومك من المخلفات الزراعية، والتي تعتبر قيمة مضافة جيدة جدًا، بدل الاستيراد من كندا والصين وأمريكا وألمانيا ودول مختلفة، ومن هنا نستطيع أن نجد في مصر بديل من الهيوميك المستورد ان نستخلصه من سماد الكمبوست أو من الفيرمي كمبوست الناضج او من سماد البيوجاز ويستخلص بكميات معقوله وتستطيع ان نسد جانب كبير من الاستيراد منها، كما يتم إنتاج الهيومات من الأسمدة العضوية السالف ذكرها عن طريق نقع لهذه الأسمدة الناضجة بعد جفافها تماما في محلول قلوي، وما ينتج عنه يكون عبارة عن المواد «الدباليه أو الهيوميه وهى تشمل حامضى الهيوميك والفالفيك».


محسنات التربة القوية

وأشار استاذ الميكروبيولوجيا إلي أن "الهيومك" يعتبر من ضمن محسنات التربة القوية جدا ويستخدم كمحسن للتربة، ومزود لانتاجية النبات ومغذي له أيضا، أما "الفالفيك" يعمل علي مقاومة أمراض النبات سواء الارضية مثل أعفان الجذور المختلفة، والنيماتودا وأيضا أمراض المجموع الخضرى مثل البياض الزغبى والدقيقى كما يوثر على ندوات البطاطس والصدا فى كل من القمح والفاصوليا حيث أجريت عليها البحوث وأثبتت ذلك.


وأضاف، أنه يمكن أيضا استخلاص شاي الكمبوست أو الفيرمي من كلا من الكمبوست والفرمى كمبوست الناضج عن طريق النقع في محلول مائي ويتم عمل تخمر هوائي لمده ثلاث أيام، وإضافة بعض المواد المغذيه للميكروبات النافعة بكلا السمادين، وبالتالى نسطيع أن نقول إن الهدف من شاي الكمبوست أو الفرمى هو استخدام الميكروبات النافعة الموجود بداخله لأنها تفرز أحماض أمنية وعضوية مثل "السيتريك" وغيرها، كما أنها تفرز بعض الهرمونات النباتيه، وكلها مفيدة، لذلك حاليا في مصر نستخدم شاي الكمبوست لأن سعره في متناول الجميع.


وأكد أستاذ الميكروبيولوجيا، أن عملية انتاج الهيومك الذي يتم استخلاصه من الأسمدة العضوية أثرت علي عمليه استيراد الهيومات، خاصة في ظل ارتفاع الدولار، ومن هنا نستطيع استخدام المخلفات الزراعيه لانتاجها محليا .


كما أشار «إبراهيم»، إلي أننا نستخدم "الكمبوست والفيرمي كمبوست وسماد البيوجاز" كمحسنات للتربه ومزوده للنبات بالعناصر الغذائية الازمه سواء عناصر كبرى أو صغرى وتزويد الأرض المصرية بالمواد الدبالية التى تحسن التركيب التربى.


وعن المحاصيل التي تستخدم فيها هذه المنتجات، أشار «إبراهيم»، إلي أنها صالح للاستخدام لكل أنواع المحاصيل سواء خضار أو فاكهه أو محاصيل حقلية، موضحا طرق استخدام شاي الكمبوست حيث أن يتم وضعه بمعدل 10 لتر وحتي 25 لتر للفدان يتم تقسيمهم علي ثلاث جرعات فى الأراضى الحديثة، أما الأراضي القديمة نستخدم 15 لتر للفدان، واما بالنسبه لاستخدام الهيوميك لكل هذه المحاصيل ولكن بكميات مختلفه ففي الاراضي الجديده يتم وضع 5 لتر للفدان كاضافة أرضية ويفضل أن تكرر ب3 جرعات أثناء موسم النمو أما في حالة الأراضي القديمة، يستخدم 2 لتر للفدان ويفضل أن تكرر 3 جرعات لزياده الانتاجيه بالنباتات المختلفة.


600 شركة لإنتاج الكمبوست فى مصر

ولفت أستاذ الميكروبيولوجيا، إلي أن مصر يوجد بها ما يقرب من 600 شركة لإنتاج الكمبوست، وعلي الرغم من ذلك غير كافيه لاستيعاب متطلبات السوق، كما أن المزارع الكبيرة تسحب كميات كبيرة جدا من الكمبوست، لذلك يوجد نقص في إنتاجه علي مستوي الجمهورية، بالإضافة إلي أن الكمبوست يكاد يسد ثلث الجزء فقط من الاسمده العضويه، ولكن يوجد نقص كبير فى انتاجه لأن المخلفات لها مدخلات أخري، مثل انتاج الاعلاف، ونظرا لارتفاع أسعار الأعلاف يتم استخدام قش الأرز وبعض المخلفات مثل حطب الذره لعمل بدائل للاعلاف، لذلك تؤثر علي عمليه انتاج الكمبوست،
ويتراوح سعر طن الكمبوست من 500 إلي 700 جنيه بدون نقل ويختلف، باختلاف هل هو معبأة وأيضا النقل.


الفيرمي كمبوست هو عباره عن ديدان يتم استيرادها من الخارج مثل الرد وجلار والزاحف الافريقي وغيرها من الديدان التي تتغذى علي المخلفات النباتيه والورقيه وكذلك المخلفات العضويه المنزليه، ويتم تحويله داخل امعائها الي فيرمى كمبوست، ويتراوح سعر الطن من ٣ آلاف الي ١٠ آلاف جنيه ويختلف علي حسب جودته، ويتم معرفه ذلك باجراء التحاليل الازمه له بمعهد بحوث الاراضى والمياه والبيئه بمركز البحوث الزراعيه ، وبناء على التحليل يحدد السعر، أيضا الدود نفسه يتراوح سعر الكيلوجرام منه ٨٠٠ جنيه الى ٢٠٠٠ جنيه للكيلو، حسب نوعيته وحيويته.


اما بالنسبه للاسعار هذه المتخلصات فيتراوح سعر شاي الكمبوست 25 جنيه للتر الواحد، وهو سعر مناسب في ظل الأسعار المرتفعة ويعتبر فى متناول الفلاحين، أيضا بالنسبة للهيومات المنتجة من الكمبوست أو من الفرمى كمبوست أو سماد البيوجاز يتراوح اللتر من 40 الي 60 جنيه وهو أيضا سعر مناسب وفى متناول الجميع.


وبالنسبة للبيوشار يعتبر غير منتشر في مصر لعدم وجود افران حارقه، ونعمل حاليا بدائل الأفران ولكنها غير منتشره.


ويعتبر البيوشار محسن للتربة قوى جدا وبعد انتاج الفحم الغير مكتمل الحرق والجزء المتبقي ينتج جزء من السوائل التي تسمي خل الخشب وهو ممتاز في مقاومه الامراض سواء الفطريه او الحشريه وسعره لا يتجاوز 40 جنيه للتر، كما أن سعر سماد البيوجاز الطن علي أرضه يصل إلي 500 جنيه وايضا بخلاف تكاليف النقل وكله فى متناول اى فلاح يستطيع تنفيذه في حقله ولكن بالارشادات ويتابع مع مركز البحوث الزراعيه معهد بحوث الأراضي والمياه قسم الميكروبيولجي، ولدينا خبراء في هذا المجال يستطيعوا متابعه وتوجيه الفلاح التوجيه السليم لكى يستطيع انتاجه.


وأشار «إبراهيم»، إلي أن الانتاجيه من هذه الاسمده العضويه غير كافيه لاستيعاب السوق المصري، ونناشد اصحاب القرار في الدوله بأن يسعوا جاهدين على اقرار علي كل محافظة بتجميع المخلفات الخاص بها في قطعه ارض في الصحراء مخصصة لكميات كبيره، تستخرج منها أسمدة عضوية علي حسب نوع المخلف، وتقوم بتوفير الأسمدة العضوية للزراعات بهذه المحافظة، وان يكون هناك سهوله للحصول علي هذه الأسمدة العضوية عن طريق قنوات شرعية مثل الجمعيات الزراعية، وتقوم المحافظة بتوفير الآلات التقليب والترطيب والدراسة والطحن وغيرها عن طريق المحليات التابعه للمحافظة مما سيوفر لديها منتج تستطيع توزيعه علي الفلاحين بمنطقتها، وبالتالى يتوفر كل الاسمده العضويه المطلوبه في نطاقها، بالإضافة لتوفير ايدي عامله الى جانب نظافه البيئه من خلال تقليل الانبعاثات، والخروج بقيم مضافه بأسعار تنافسية وفى متناول الجميع، ويترتب على ذلك قله استيراد الأسمدة أيضا قله التلوث البيئي وذلك بقليل الاعتماد على الاسمده المعدنيه أو الكيماويه وسوف ينعكس علي ذلك قله الأمراض المنشره بين المصرين للاعتماده على الاسمده والمبيدات الكيماويه، وستنتشر الزراعة العضوية في مصر علي نطاق واسع.


ولفت إلى أن اثناء عمليه الكمبوست نقوم بعزل ميكروبات نافعه نستطيع استخدامها كالقحات بكتيريا ومثل مثبتات اللازوت وميسرات للفوسفور والبوتاسيوم و ايضا مكيروبات مفرزات لمضادات حيويه.


وأوضح الفرق بين الأسمدة العضوية والأسمدة الحيويه، حيث أن العضوية تعتمد علي مخلف عضوي يقوم بتحليله الكائنات الحيه الدقيقة لتحويلها إلى قيم مضافه، أما الأسمدة الحيوية تعتمد العملية نفسها على الميكروبات النافعة نفسها كمصدر لتيسير العناصر أو الأحماض العضوية والأمنية وبعض الهرمونات الأزمة للنباتات، حيث مثبتات الأزوت توفر نصف الأسمدة الأزوتيه مثل اليوريا ونترات وسلفات النشادر وهناك ميسرات للفوسفور والبوتاسيوم والتي تستطيع حل مشاكل التربه، كما أن هناك سلالات تفرز أحماض عضويه وتيسر الفوسفور من التربة وتحمي الجذور من أمراض أعفان الجذور مثل فطر الميكروهيزا.


ونطالب بضرورة إنشاء مصنع للأسمدة الحيوية يوفرها على نطاق تجارى حيث انها احد انواع الأسمدة الضرورية لزياده الانتاجيه وحل مشاكل الأراضى المصرية وذلك لان الزراعه قائمه علي ثلاث انواع من الأسمدة معدنية و عضوية وحيوية ومع الأسف المزارعين المصرين مركزين علي الأسمدة المعدنيه ويغيب عنهم باقي ضلعى المثلث وهو الاسمده الحيوانيه والعضويه