سعد أبو المعاطي رئيس شركة ”أبو قير”: إسقاط الديون لا يقيل عثرة الشركات الخاسرة
ـ أرباحنا 1.4 مليار جنيه .. ومسئولياتنا المجتمعية كبيرة
ـ ندعم الفلاح بنحو ملياري جنيه فرق سعر 2.8 مليون طن أسمدة آزوتية نوردها سنويا لوزارة الزراعة
ـ نصدر الأسمدة المخلوطة والسائلة لتوفير العملة الصعبة
ـ أكثر من 35 مليون جنيه فاتورة علاج أصحاب معاشات "أبو قير"
ـ أكثر من مليوني نبتة زينة وزهرة رسالتنا العملية للمشتغلين بصحة البيئة
ـ ضخ الغاز بانتظام أفضل طريقة لمساعدة الشركات المتعثرة
حوار: محمود البرغوثي
النجاح لا يأتي من فراغ، وصعود الجبال لا يحدث بقفزة واحدة.
تلك حقيقة أكدها المهندس سعد أبو المعاطي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة أبو قير للأسمدة، حينما باغتته "الأرض" عن سر الأرباح التي بلغت 1.4 مليار جنيه في عام 2014، في ظل تحقيق جميع شركات الأسمدة خسائر فادحة في العام نفسه، بسبب وقف ضخ الغاز عدة مرات، خلال العام.
هذه الحقيقة وغيرها، تمثل المادة الفعالة لنسيج هذا الحوار، الذي كان ثمرة تلقائية لزيارة جريدة "الأرض" إلى مجمع الشركة، وتفقد مصانعها الثلاثة العملاقة، والتجول في قلعة صناعة السماد الأولى في الشرق الأوسط.
إلى تفاصيل الحوار:
* ثلاثة مصانع عملاقة، ونقص في الغاز، و3500 موظف، وأرباح صافية بلغت نحو 1.4 مليار جنيه عام 2014.. كيف تحقق ذلك؟
ـ النجاح أساسه الإدارة، وبدون نظام لا تصلح أي مدرسة إدارية في تحقيق النجاح للمؤسسات، خاصة الصناعية. وفي الحقيقة، لم أكن أنا الذي صنعت نجاح أبو قير الحالي وحدي، لكنني إضافة لجيل عملاق من الكيماويين الذين سبقوني إلى أبو قير، فصاغوا منظومتها.
* سأعود للسؤال نفسه .. كيف حققت الربحية مع تقطع ضخ الغاز الذي يتوقف عليه إنتاج النترات واليوريا؟
ـ "أبو قير" تاريخ طويل من التطوير، وهي شركة خاصة تتبع هيئة الاستثمار، ولها مجلس إدارة مكون من 11 شخصا، إلى جانب الخبراء الذين يستدعيهم رئيس مجلس الإدارة لحضور جلسات المجلس، لمناقشة التطوير الدائم، ونحن نلتزم على توريد حصتنا من الأسمدة الأزوتية المدعمة لوزارة الزراعة، مع الحرص على تصدير الأسمدة المخلوطة المسموح بتوريدها، إضافة إلى الأسمدة السائلة، وذلك لتدبير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد قطع الغيار.
* كم طن شهريا من الأسمدة توردها "أبو قير" لصالح وزارة الزراعة؟
ـ أميل دائما لحساب الشيكارة، فنحن نورد شهريا نحو 2.8 مليون شيكارة (140 ألف طن) من اليوريا والنترات، وفي ذلك شعور بالمسئولية الوطنية تجاه قطاع الزراعة المصرية.
* ما الفائدة التي عمّت على "أبو قير"، من رفع أسعار الأسمدة المدعمة 500 جنيه للطن، اعتبارا من بداية الموسم الشتوي لعام 2014؟
ـ سعر السماد الأزوتي الذي حددته الحكومة، بـ 2000 جنيه للطن، لا يزال أقل من السعر الذي كانت شركات الأسمدة تطمح إليه، ويكفي أن أحيطكم علما بأن "أبو قير" بهذه الكمية، تدعم الفلاح المصري بما لا يقل عن ملياري جنيه سنويا، تمثل فرق سعر 1.680 مليون طن توردها "أبو قير" لوزارة الزراعة سنويا.
* لماذا تربح "أبو قير"، ويخسر الآخرون تحت الظروف المتشابهة؟
ـ لا توجد امتيازات خاصة لشركة "أبو قير"، لكنها شركة كبيرة تملك ثلاثة مصانع، تعمل من خلال ثلاث ورديات، ويدير تروس ماكيناتها أكثر من 3500 فني ومهندس وعامل، و"السيستم" الذي تعمل به الشركة لا يقبل القسمة على 2، بمعنى أنه لا يقبل الخطأ مطلقا، ونحن نعمل لنربح، ولنربح فقط.
* كأنك تهرب من الإجابة المباشرة .. لذا سيكون سؤالي مباشرا .. لماذا تخسر الشركات الأخرى؟
ـ هذا السؤال يوجه للزملاء رؤساء هذه الشركات، لكن ربما هناك ظروف اقتصادية تتعلق بضخ الغاز، فهناك عجز شديد في الغاز، الذي تنهض عليه صناعة الأسمدة الآزوتية، سواء إنتاج الأمونيا، أو تشغيل خطوط الإنتاج، حيث أن الغاز هو الطاقة الآمنة للتشغيل والإنتاج.
* إذن، ما رأيك في وعد وزير الاستثمار بإسقاط ديون إحدى شركات الأسمدة، حين شكا رئيسها من تراكم الديون، وتعثره عن السداد بسبب ضعف ضخ الغاز؟
ـ أنا ضد إسقاط الدين عن أي متعثر، وهو علاج مسكن، لكنه لا يشفي، وربما يدفع إلى مزيد من الكسل، وبالتالي استمرار مسلسل الخسائر. لكنني مع دراسة المشكلة دراسة متعمقة، ومساعدة المتعثرين على الخروج من دائرة الأزمة، بالعمل والإنتاج. ومشكلة شركات الأسمدة، في وقف ضخ الغاز فقط، فإذا توافر الغاز، نجحت هذه الشركات في إصلاح منظومتها ذاتيا.
* ميزانية "أبو قير" المعلنة تظهر أرباحا جيدة، فماذا عن مسئولياتها المجتمعية؟
[caption id="attachment_11601" align="alignleft" width="300"] لقطة من مصنع أبو قير[/caption]
ـ "أبو قير" من أكبر الشركات التي تلتزم بأكثر من واجبها تجاه بند "المسئولية المجتمعية"، حيث تعمل في مجال الإصحاح البيئي في المجتمع المحيط، مثل منطقة "الطابية" بالإسكندرية، سواء في مجال سفلتة الطرق، أو رفع المخلفات، إضافة إلى تجنيد وحدتها الطبية المتنقلة، ومركزها الطبي الداخلي لخدمة أبناء القرى المجاورة، فيما يتعلق بالإسعافات الأولية، والعلاجات البسيطة، مع النقل إلى المستشفيات الكبرى في الحالات التي لا تستوعبها قدراتنا الفنية.
* وماذا عن الخدمات التي تقدمها "أبو قير" لمنسوبيها؟
ـ من حيث الخدمات الطبية، فإن المركز الطبي تم تطويره بأحدث الأجهزة، لاستقبال حالات الطوارئ، كما توجد لدينا عيادات في معظم التخصصات، إضافة إلى غرفة عمليات صغيرة، للحالات البسيطة، مثل: إصابات العمل، أو إسعافات طارئة، وغيرها.
وفي حالة احتياج أي موظف من أبناء "أبو قير" أو أحد أفراد أسرته، لعلاج خارجي، يفوق قدراتنا الفنية، فإنه يتم تحويله مباشرة إلى المستشفيات الأخرى، التي ترتبط معنا بعقود سنوية، سواء للعمليات، أو الكشف، أو الأدوية.
* "أبو قير" منظومة صناعية عملاقة، فهل تتوقف رعايتها على العاملين فقط، دون أصحاب المعاشات منها؟
ـ يكفي هنا أن أقول لك إن المبلغ المخصص لعلاج أصحاب المعاشات وأسرهم في الميزانية، يفوق 35 مليون جنيه.
* الزائر لمجمع مصانع "أبو قير" يشعر بأنه داخل منتجع ترفيهي، وليس مجمعا صناعيا، فكيف صنعتم هذا المظهر الحضاري؟
ـ الكيانات العملاقة قد تتهاوى إذا أسيئت إدارة منظومتها، و"أبو قير" حظيت بإدارات ناجحة على مدار الأعوام العشرة الماضية، وأنا لست سوى حلقة من سلسلة محكمة في مجال صناعة الكيماويات والأسمدة، والرؤساء الذين سبقوني، وضعوا أنظمة جادة، وجدت فيها مادة جيدة لمواصلة الإبداع الإداري، للحفاظ على المكتسبات، وإضافة المزيد.
* لاحظت اهتماما بالتشجير وزراعة الزهور، ونباتات الزينة، بكم غير مسبوق في المصانع على اختلاف أنواعها، فهل هناك فلسفة وراء هذا الكم من التنوع النباتي المبهج؟
ـ هناك من يروج دائما بأن صناعة الأسمدة من الصناعات الملوثة للبيئة، والمسببة للأمراض. وهذه الزهور (يشير إلى البردورات التي تحيط بجميع الإنشاءات والطرق)، تمثل رسالة عملية وواقعية للمشغولين بصحة البيئة، فإذا كانت أبخرة "أبو قير" ضارة بالبيئة، فمن المؤكد أنها سوف تقضي على النباتات أولا، لأن النبات يمثل أضعف المخلوقات، وخلاياه الأكثر بين الكائنات الحية تأثرا بالسمية.