الجمعة 3 مايو 2024 مـ 10:24 مـ 24 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

باحث ينصح باستخدام الطحالب البحرية كمكملات علفية للحيوانات

يعتبر الإجهاد الحراري من أقوى الضغوط البيئية تأثيراً على الماشية في المناطق الإستوائية وشبه الإستوائية (مثل جمهورية مصر العربية)، مما قد يؤثر على صحة الحيوان وبالتالي على كفاءة الأداء الإنتاجي والتناسلى للحيوان.
قالت الدكتورة وفاء عادل فوده
باحثة بقسم فسيولوجيا الحيوان والدواجن، شعبة الإنتاج الحيوانى والدواجن، مركز بحوث الصحراء، أن الإجهاد الحراري قد يتسبب في خسارة إقتصادية عالمية هائلة في الثروة الحيوانية وإنتاج الألبان، حيث أنه يسبب إنخفاضا في تدفق الدم إلى الأعضاء الحشوية، وذلك للتخلص من الحرارة الزائدة عن طريق الجلد، مما يسبب نقصا في أكسدة هذه الأعضاء يتبعه إنتاجا مفرطا للشوارد الحرة المسببة للأكسدة الخلوية، ويؤدي ذلك بدوره إلى إتلاف هذه الأعضاء بما فيها الأمعاء، فتنتقل البكتيريا من تجويف الأمعاء إلى مجرى الدم من خلال الغشاء المخاطي المعوي التالف مسببة التسمم الداخلي البكتيري.

ولفتت الدكتورة وفاء خلال تصريح لموقع "الأرض" إلي أن في الآونة الأخيرة أشارت العديد من التقارير العلمية إلى التأثيرات المفيدة للطحالب البحرية، وخاصة الطحالب البحرية البنية الصالحة للأكل على صحة الحيوان، والبحر الأحمر غني بالطحالب البحرية البنية وخاصة (جنس سارجسم).

وقد تم إختيار الطحلب البني سارجسم لاتيفوليوم لتحقيق الهدف من هذه الدراسة، حيث أنه أكثرالأنواع وفرة، ويحتوى علي قدر كبير من الكربوهيدرات والبروتينات والمعادن، كما أنه غني بالمركبات الفينولية المضادة للأكسدة الخلوية مثل القلويدات، والفلافونويدات، والكاروتينات، والفيتامينات، وكذلك السكريات العديدة التي أظهرت نشاطا متميزا كمضادات للاِلتهاب.

وأشارت الباحث بقسم فسيولوجية الحيوان إلي أن الدراسة تهدف إلى تقييم ومقارنة التأثيرات المحسنة لجرعتين مختلفتين (2٪ و 4٪ من الوجبة اليومية) لطحلب سارجسم لاتيفوليوم على بعض التغيرات الفيزيولوجية والمناعية في ذكور أغنام البرقي المتحداه بالسُم الداخلي البكتيري المستخلص من بكتريا ( إشريشيا كولاي) بجرعة 1,25 ميكروجرام/كيلوجرام من وزن الجسم تُعطى عن طريق الحقن بالوريد في اليوم الثامن والعشرين واليوم الخامس والثلاثين من فترة التجربة).

أوضحت النتائج أن مجموعة الأغنام المتحداه بالسُم الداخلي البكتيري أظهرت زيادة معنوية مقارنة بالمجموعة الضابطة فى الاستجابات الحرارية-التنفسية كما تسبب التحدي بالسُم الداخلي البكتيري فى فقر الدم وارتفاع فى مستوى الكوليسترول.

كما أحدث تاثيراً سلبياً معنوياً فى نظام الدفاع المضاد للأكسدة في الدم (نشاط إنزيمي الكاتاليز والسوبرأوكسيد ديسميوتيز)، وفى دلالات تلف الأنسجة وأكسدة الدهون (نشاط إنزيم اللاكتيت دي هيدروجينيز وتركيزالمالون داي الدهيد).

و تسبب فى زيادة معدل سرعة ترسيب كريات الدم الحمراء، فضلا عن كثرة عدد الكريات الدم البيضاء (الناجم عن زيادة عدد الخلايا اللمفاوية وكريات الدم البيضاء وحيدة النواة).

وأضافت الدكتورة وفاء أن التحدي بالسُم الداخلي البكتيري أدي إلي زيادة فى تركيز الجلوبيولينات المناعية من النوع "م" والسيتوكينات الاِلتهابية (إنترلوكين-6 والعامل ألفا المنكرز للورم) وكذلك بروتين الصدمة الحرارية-70.

كما أظهرت النتائج أن علف الحيوان الذي يحتوي على طحلب سارجسم لاتيفوليوم وخاصة (4٪ من الوجبة اليومية) عدل وبشكل كبير معظم التغيرات الفيزيولوجية والمناعية التى أحدثها التحدي بالسُم الداخلي البكتيري في ذكور أغنام البرقي مثل إنخفاض معنوي في الاستجابات الحرارية-التنفسية، وفقر الدم، والاِلتهابات الجهازية، وفرط سكر الدم، وكذلك فى مستويات دهون الدم، كما أدى إلى تحسن معنوي في نظام الدفاع المضاد للأكسدة الخلوية، وساهم فى حماية الأغنام المتحداه بالسُم الداخلي البكتيري من خطر تصلب الشرايين، والأكسدة الخلوية، وتلف الأنسجة.

وقالت الباحث في فسيولوجيا الحيوان أننا نستنتج من هذه الدراسة أن علف الحيوان الذى يحتوي على 2-4٪ من طحلب سارجسم لاتيفوليوم والذى تم جمعه من البحر الأحمر عند ساحل الغردقة كان أمنا ومناسبا لتغذية أغنام البرقي، حيث لم يُحدِث أي تأثيرات ضارة بصحة الحيوان، وساهم بشكل كبير فى حماية الأغنام من معظم التأثيرات الضارة للتحدي بالسُم الداخلي البكتيري عن طريق تحسين النظام الدفاعي المضاد للأكسدة الخلوية وتنظيم الاستجابات الاِلتهابية للأغنام.

وأكدت الباحثة أن الدراسة بإستخدام الطحالب البحرية جنس سارجسم لاتيفوليوم كمكملات غذائية تضاف للأعلاف كطرق وأساليب غير تقليدية يمكن إتباعها فى مجال الإنتاج الحيواني لحماية الحيوانات وتحسين انتاجيتها بحيث تتوفر بها بعض الشروط التى تضمن جودتها وسهولة تطبيقها ومن أهمها أنها من المكونات الطبيعية الآمنة الاستخدام لتفادى التأثيرات الجانبية الضارة للمواد الكيمائية المصنعة و أنها متوفرة فى البيئة ورخيصة التكلفة و مستساغة الطعم بالنسبة للحيوان.

موضوعات متعلقة