هل يتحول جنوب مصر لغابات مطيرة بسبب التغيرات المناخية؟
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن تساقط الأمطار الغزيرة على مناطق جنوب البلاد من شرق العوينات غربًا وحتى شلاتين وحلايب على البحر الأحمر مرورا بأسوان يرجع إلى التقلبات المناخية ولا يمكن تفسيره بأنه أحد أسباب التغيرات المناخية، ويمكن أعتباره كذلك في حال تكرر لمدة 30 عامًا بشكل متصل، إذا فحقيقة تحول جنوب مصر لغابات مطيرة غير حقيقي ولا يمكن الجزم به حاليًا لأنها كما قلنا تقلبات مناخية.
أضاف أنه في مثل هذا العام تتساقط أمطار غزيرة في غرب و وسط وشرق أفريقيا، لكن ما حدث خلال الأيام الماضية هو تحرك الفاصل المداري نحو شمال أفريقيا، وهو أمر غير طبيعي، حيث أن الأمطار لم تصل لتلك المواقع منذ مئات السنين في شمال السودان حيث وصلت إل حلايب والعوينات، وامتدت شمال كلا من مالي وموريتانيا وتشاد والنيجر وفي المقبل على الجانب الآخر في البحر الأحمر وصلت للملكة العربية السعودية واليمن، وهو أمر تسبب في هطول أمطار أقل من المتوسطة في خليج غينيا.
وعن كثافة الأمطار في جبل العوينات على الحدود بين مصر والسودان وتشاد وليبيا أوضح أنه بالفعل كان هذا الجبل يعرف فى العصور المطيرة ببرج المياه فى الشمال الأفريقي، ومنه تنبع عدة أنهار وتتجه لتغذي بحيرة تشاد غربًا، وكان موردًا رئيسيًا فى تغذية خزان الحجر الرملى النوبى الممتد فى صحراء مصر الغربية والسودان وتشاد وليبيا، ويشكل حاليا أحد أكبر الخزانات الجوفية فى العالم، لكن لا يمكن التأكيد على أن هذا الأمر سببه التغيرات المناخية، إلا في حال تكراره لمدة 30 عاما متصلة.
ظاهرة النينو نتيجة ارتفاع درجة حرارة سطح مياه المحيط الهادي
تابع أن الأمطار مرتبطة على سطح الكرة الأرضية بظواهر عدة أهمها على الأطلاق تأثير الشمس على مياه المحيطات والبحار، حيث تتسبب في ظاهرتين مناخيتين وهما النينو واللانينا، حيث تحدث ظاهرة النينو نتيجة ارتفاع درجة حرارة سطح مياه المحيط الهادي وتاثيرها على الكتل الهوائية والبخر ومن ثم تتكون السحب، وتتحرك ناحية شرق أفريقيا وفي حال عدم تشكل الظاهرة تسمى باللانينا.