تعليق إمدادات القمح الروسي إلى سوريا.. وأوكرانيا تعرض المساعدة
كشفت مصادر روسية وسورية عن تعليق شحنات القمح الروسي إلى سوريا بسبب حالة الغموض السياسي بعد تغيير الحكومة وتأخر سداد المدفوعات. يأتي ذلك وسط ترتيبات معقدة استمرت لسنوات بين البلدين لتجاوز العقوبات الغربية.
وتأخرت سفينتان محملتان بالقمح الروسي كانتا في طريقهما إلى سوريا، حيث بقيت إحداهما قبالة الساحل السوري، بينما اتجهت الأخرى إلى ميناء الإسكندرية المصري.
وأشار مصدر روسي مقرّب من الحكومة إلى أن المصدرين مترددون بسبب عدم وضوح الجهة التي ستدير واردات القمح في سوريا بعد تغيير السلطة.
ولم تنشئ المعارضة السورية، التي أطاحت بنظام بشار الأسد الأسبوع الماضي، إدارة واضحة لتولي ملف استيراد القمح، مما يثير قلق الموردين الروس.
من جهتها، تسعى روسيا، التي كانت الداعم الأكبر للنظام السابق، للحفاظ على وجودها العسكري في سوريا، وفق تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف.
بينما تؤكد مصادر سورية أن هناك تواصلًا بين الحكومة المؤقتة والجانب الروسي بشأن المدفوعات المتأخرة.
وبسبب هذا التعليق، هناك احتمالية أن تُباع الشحنات المكونة من 60 ألف طن لمشترٍ آخر إذا استمر عدم سداد المدفوعات. ويرى مراقبون أن هذه الأزمة قد تؤثر على الأمن الغذائي في سوريا وعلى طبيعة العلاقات الاقتصادية بين موسكو ودمشق في المستقبل.
في المقابل، أعلن وزير الزراعة الأوكراني فيتالي كوفال إن أوكرانيا ترغب في إمداد سوريا بالغذاء ومستعدة لذلك، بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وأوكرانيا هي منتج ومصدر عالمي للحبوب والبذور الزيتية.
وقال كوفال: "حيثما كانت الأمور صعبة، يتعين علينا أن نكون هناك بغذائنا. نحن منفتحون على توريد غذائنا وإذا احتاجت سوريا إليه، فسوف نلبي الطلب".
وتصدر كييف القمح والذرة عادة إلى دول في الشرق الأوسط، لكنها لا تصدرهما إلى سوريا.
ويقول متعاملون إن نحو ستة آلاف طن فقط من الذرة الأوكرانية وصلت إلى السوق السورية في موسم 2023-24 من حجم صادرات الذرة الإجمالي الذي سجل 29.4 مليون طن.