كيف تختار تقاوي الثوم للحصول على إنتاج وفير؟

أطلق المهندس أحمد مناع، استشاري المحاصيل الزراعية، جملة من الإرشادات الدقيقة التي وصفها بأنها «مفتاح النجاح» خلال الوقت الذي يستعد فيه المزارعون في مختلف أنحاء البلاد لموسم زراعة الثوم، محذرًا من تجاهلها لما لها من تأثير مباشر على الإنتاج والجودة.
الخطوة الأولى: اختيار التقاوي المناسبة
أكد مناع أن البداية الحقيقية لمحصول ناجح تبدأ من الاختيار السليم لرؤوس التقاوي، مشيرًا إلى أن الثوم البلدي الأبيض يتطلب انتقاء رؤوس كبيرة الحجم قدر الإمكان.
وأوضح أن هذه الرؤوس تحتوي على فصوص كبيرة، والتي بدورها تنتج نباتات قوية قادرة على مقاومة الظروف المناخية، وتستجيب بشكل مثالي للتسميد والرعاية، ما ينعكس مباشرة على حجم وجودة الإنتاج.
وفي المقابل، حذر مناع من زراعة رؤوس الثوم الصغيرة، لأنها غالبًا ما تحتوي على فصوص صغيرة تنتج نباتات ضعيفة حتى مع توفير الظروف المثالية، مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض المحصول من حيث الكم والنوع.
الثوم الصيني.. استثناء القاعدة
وعن الثوم الصيني الأحمر، أوضح استشاري المحاصيل الزراعية أن الوضع يختلف نسبيًا، حيث يمكن الاكتفاء برؤوس متوسطة الحجم، نظرًا لأن هذا النوع يتميز بفصوص كبيرة الحجم بطبيعتها، حتى في الرؤوس الأصغر، بعكس الثوم البلدي الذي يتطلب دقة أكبر في الاختيار.
وأضاف مناع أن الوعي بتفاصيل كل صنف من أصناف الثوم أمر بالغ الأهمية، لأن طبيعة التقاوي تؤثر بشكل مباشر على نمو النبات وخصائصه الإنتاجية، داعيًا المزارعين إلى الرجوع للمختصين قبل اتخاذ أي قرار بشأن الزراعة.
مواعيد الزراعة والتخزين.. التوقيت عامل حاسم
وأشار الخبير الزراعي إلى أن الفترة المثلى لزراعة الثوم تبدأ من 20 سبتمبر وحتى 10 أكتوبر سنويًا، وهو توقيت يجب الالتزام به للحصول على نتائج مثالية.
أما بالنسبة للتخزين، فأوضح مناع أن بداية شهر إبريل هو التوقيت الأنسب لتخزين الثوم الصيني الأحمر، في حين يُفضل الانتظار حتى منتصف الشهر ذاته لتخزين الثوم البلدي الأبيض، حتى تكتمل نضوج الرؤوس وتكون جاهزة للتخزين السليم دون فقد في الجودة.
التخزين الجيد.. حماية للمحصول واستقرار للأسواق
وفيما يخص خطوات التخزين، شدد مناع على أن النجاح لا يتوقف عند الحصاد، بل يبدأ منه، موضحًا أن أولى خطوات التخزين السليم تبدأ بـ"الحصاد الصحيح"، يتبعه التجفيف الجيد. ويتم ذلك من خلال ترك الثوم المحصود في الشمس لمدة يومين لتبخر رطوبة الأرض وتجفيف العروش نسبيًا، ثم نقله إلى مكان مظلل لتجميعه وربطه في حزم صغيرة تُعرف محليًا باسم "إسكندراني".
وبيّن أن الحزم تُعلّق بطريقة تجعل الرؤوس متجهة للأسفل والعروش للأعلى، في مكان جيد التهوية حتى تكتمل عملية الجفاف. وبعدها، يُغطى الثوم بطبقة من عفش الأرز لحمايته من الرطوبة وتقلبات الطقس.
ضمان الجودة وتوفير الأسواق
واختتم المهندس أحمد مناع بالتأكيد على أن اتباع هذه الإجراءات بدقة لا يضمن فقط الحفاظ على جودة الثوم لفترات طويلة، بل يسهم في توفير كميات مناسبة للسوق المحلي طوال العام، ما يساعد في استقرار الأسعار وتقليل الفاقد الذي يواجهه المزارعون نتيجة التلف.