هيمنة روسيا على سوق القمح العالمية تزعج مصدري الأرجنتين
على الرغم من انخفاض أسعار القمح العالمية، ظلت روسيا تصدر القمح بمستويات قياسية هذا الموسم، قبل الحصة المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 15 فبراير. وهذه الحصة جزء من استراتيجية الحكومة لتعزيز العرض المحلي وكبح التضخم، الذي يبلغ حاليا 9.5. %
ومع ذلك، من المتوقع أن يكون لارتفاع الصادرات الروسية تداعيات كبيرة على أمريكا الجنوبية، وخاصة على الأرجنتين، وهي واحدة من أكبر مصدري القمح في المنطقة. وفي ظل الاقتصاد المتوتر بالفعل بسبب نقص الدولار، تعتمد الأرجنتين بشكل كبير على صادراتها لتوليد العملة الأجنبية. وزيادة العرض الروسي بأسعار تنافسية قد تضغط على المنتجين الأرجنتينيين وتؤدي إلى تفاقم التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
والحقيقة هي أن روسيا تخطط لتصدير رقم قياسي قدره 29.4 مليون طن من القمح في النصف الأول من موسم التصدير 2024/25، وفقًا لمحللين في شركة الخدمات اللوجستية للسكك الحديدية Rusagrotrans.
وتم تعديل التوقعات صعودا، مما يعكس الأداء القوي للصادرات، على الرغم من انخفاض الأسعار العالمية.
وتخطط الحكومة الروسية لفرض حصة تصدير تبلغ 10.6 مليون طن في الفترة من 15 فبراير إلى 30 يونيو 2025، خلال النصف الثاني من الموسم.
وفي ديسمبر، قامت شركة Rusagrotrans بتعديل توقعاتها الشهرية للصادرات لشهر ديسمبر 2024 من 3.4/3.5 مليون طن إلى 3.7/3.8 مليون طن. وفي حين أن هذا الرقم أقل بقليل من 4.06 مليون طن تم تصديرها في ديسمبر 2023، فإنه يشمل الشحنات إلى دول داخل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي (EAEU).
وفي موسم التصدير 2023/24، شحنت روسيا 27.7 مليون طن في النصف الأول، وهو رقم قياسي من المتوقع تجاوزه هذا الموسم.
وفي حين من المتوقع أن يصل محصول القمح في روسيا لعام 2024 إلى 83 مليون طن بانخفاض عن 92.8 مليون طن في عام 2023 إلا أن البلاد لا تزال تهيمن على سوق تصدير القمح العالمي، مما يدل على قدرتها على تلبية الطلب الدولي القوي.
وتعزز هذه الأرقام مكانة روسيا كواحدة من أبرز موردي القمح في العالم فهي تعمل على تكثيف المنافسة في السوق العالمية وتفرض ضغوطًا إضافية على المصدرين في مناطق مثل أمريكا الجنوبية أثناء المنافسة الشديدة في السوق.