كينيا تعزز صادرات المانجو بمكافحة ذبابة الفاكهة

تشهد كينيا تطورًا لافتًا في قطاع المانجو، مدعومًا بحملة وطنية لمكافحة آفة ذبابة الفاكهة، مما مهد الطريق لعودة صادرات هذه الفاكهة إلى الأسواق الأوروبية وزيادة جاهزيتها للأسواق العالمية.
ويُعد المانجو ثاني أكثر الفواكه إنتاجًا في كينيا بعد الموز، وثالث أكبر محصول تصديري من حيث القيمة بعد الأفوكادو. ويبلغ الإنتاج السنوي للمانجو نحو 650 ألف طن، بقيمة تصل إلى 84.4 مليون دولار. وتُعد مقاطعة ماكويني المركز الرئيسي لإنتاج المانجو في البلاد، حيث تنتج نحو 200 ألف طن سنويًا، وتضم أكثر من 4 ملايين شجرة مانجو على مساحة 20 ألف هكتار.
لكن القطاع واجه تحديات حادة، أبرزها تفشي ذبابة الفاكهة (Bactrocera dorsalis) التي تسببت في تلف واسع للثمار ورفضها في الأسواق التصديرية، ما دفع كينيا في عام 2014 إلى فرض حظر ذاتي على صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي، تجنبًا للإدراج في القائمة السوداء.
وردًا على ذلك، أطلقت الحكومة استراتيجية شاملة بالتعاون مع مؤسسات بحثية وشركاء تنمية، شملت التوعية المجتمعية، وتطبيق الإدارة المتكاملة للآفات، واستخدام المعالجة الحرارية، وإنشاء مناطق خالية من الآفات (PFA) ومناطق منخفضة الإصابة (ALPP).
ونجحت هذه الجهود، حيث تم رفع الحظر عام 2021 بعد تحسن كبير في الجودة والامتثال. وفي مقاطعة ماكويني، تم إنشاء منطقتين ALPP تغطيان 5400 هكتار، وانخفضت الإصابة بذبابة الفاكهة بنسبة 91.5% و86% بحلول ديسمبر 2022.
إضافة إلى السيطرة على الآفات، تم تطوير البنية التحتية لسلسلة القيمة، حيث توسع مصنع ماكويني لتجهيز الفاكهة في قدراته التسويقية، وتم تدريب أكثر من 10 آلاف مزارع على الممارسات الزراعية الجيدة، وشارك أكثر من 2000 مزارع في الزراعة التعاقدية، كما تم توزيع 40 ألف شتلة مانجو معتمدة.
ومن المقرر أن يشمل نموذج ALPP أكثر من 10 آلاف مزارع في ثماني مقاطعات إضافية خلال الفترة 2023–2024، ما يفتح آفاقًا أوسع أمام هذا القطاع الواعد.
بفضل هذا التوجه الشامل نحو الابتكار والشراكة، تضع كينيا نفسها على خارطة الدول الرائدة في تصدير المانجو، وتعزز سبل عيش آلاف الأسر الزراعية، وتدعم الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي الريفي.