الأحد 19 مايو 2024 مـ 02:47 مـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

”الفاو” تحذر: ارتفاع درجات الحرارة يهدد المحاصيل في الشرق الأوسط

أرشيفية
أرشيفية

حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من خطر انخفاض المحاصيل في منطقة الشرق الأوسط، نظرًا للارتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة بالمنطقة، وقلة الأعداد الطبيعية للنحل.

وأضافت "الفاو"، في تقرير لها، أنه خلال دراسة ميدانية قامت على تنسيقها (فاو)، قارن العلماء إنتاجية 344 رُقعة زراعية في جميع أنحاء أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ليخلصوا إلى أن المحاصيل الزراعية جاءت أقل على نحو ملحوظ في المَزارع التي تجذب أعدادًا أقل من النحل خلال موسم الإزهار الرئيسي، مقارنة بتلك التي يتوافد عليها النحل بمعدلات أعلى، نظرًا لكثرة المبيدات الزراعية التي بدورها تقتل كميات كبيرة من النحل.

وأكدت منظمة الأمم المتحدة، أنه "طيلة قرون الماضية، نشطت هذه الحشرات المفيدة على أداء مهامها في أنحاء العالم، من دون أن تحصل على اعتراف بإسهاماتها القيمة في إنتاج الغذاء؛ ولا سيما النحل البري الذي لا يكاد يرد له ذكر مقارنة بالنحلة الأكثر شعبية المنتجة للعسل، والتي طالما احتُفي بها لإنتاجها المستذاق من الرحيق الذهبي”.

ويقول الخبراء بالمنظمة، إنَّ العالم بوسعه بذل جهود مضنية لضمان الأمن الغذائي في أنحاء العالم، مؤكدين أن ذلك يجني فوائد جمة من دمج سياق التلقيح الطبيعي كجزء لا يتجزأ من استراتيجياتها الأساسية.

وأوضحت خبيرة "فاو" باربرا-جميل هيرين، وهي أحد واضعي التقرير، أن "أبحاثنا تشير إلى أن تحسين كثافة المُلقِّحات وتنوّعها يتمخضان عن تأثير مباشر على إنتاجية المحاصيل - وبعبارة أخرى، فإن ضمان توافد المزيد والمزيد من مختلف أنواع النحل وغيره من الحشرات على النباتات إنما ينعكس إيجابياً على رفع الغلة".

وأضافت هيرين "هذا جيد بالنسبة للبيئة والأمن الغذائي على حد سواء"، حيث من الأهمية بمكان أن ننشط في صون الموائل البيئية، وأن نوفرها في المَزارع وحولها، لأغراض تربية النحل وغيره من الحشرات والطيور على مدار السنة.

وفي سياق متصل، عرضت منظمة الفاو، تجربة للتخلص من المبيدات الخطرة، في موزامبيق، وذلك بعد إلغاء موزامبيق تسجيل 79 من مبيدات الآفات الشديدة الخطورة، حيث انكبّت الحكومة مع منظمة الأغذية والزراعة على العمل على حماية الناس والبيئة.

ونفذت التجربة بمشاركة المديرية الوطنية للزراعة وزراعة الغابات في وزارة الزراعة والأمن الغذائي، والتى ساعدت المنظمة على تعزيز نهج قائم على النظام الإيكولوجي لإدارة الآفات ومبيدات الآفات.

وتعتبر مبيدات الآفات الشديدة الخطورة، هي المبيدات التي تمثل مستويات جدّ مرتفعة من أخطار حادّة أو مزمنة على صحة الإنسان وعلى البيئة بسبب الخصائص الكيميائية الكامنة فيها، والتي تم سردها في نظم التصنيف المقبولة دوليا أو في الاتفاقيات الدولية الملزمة ذات الصلة.

ويوضح خالد قسام، أخصائي المبيدات في منظمة الفاو، والمسئول عن تنسيق هذه المرافق، أن هذه المبادرة تعد فريدة من نوعها في البلد، قائلا: "قُمنا أوّلا بجرد للمخزون الوطني من المبيدات المحظورة، ثمّ قمنا بجمعها وإعادة تعبئتها، وتجري هذه المرحلة الثانية الآن في مخازننا".

وقال قسام: "ستتمثّل الخطوة النهائية في نقل المبيدات للتخلص منها وحرقها بطريقة مستدامة بيئيا".

وداخل المنشأة، يفسّر "قسام" كيف يتمّ تنظيم مرافق التخزين وموقع إعادة التعبئة، لافتا الانتباه إلى "منطقة الخطر" التي تتمّ فيها إعادة تعبئة المبيدات، والتي قد يتعرّض فيها الناس للخطر.

وحذّر قائلاً:"لا يسمح بالدّخول إلى هذا المجال إلا للعمّال الذين يرتدون الملابس البرتقالية الواقية"، توجد منطقة إزالة التلوث مباشرةً إلى اليمين، حيث تنتهي منطقة الخطر، ووُضعت ثلاثة أحواض مياه في المنطقة المجاورة، أحدها لغسل الأحذية واثنان لغسل القفازات وإزالة التلوّث عنها.

وثمّة حاويات تتضمّن 20 لتر، مكدسة في جميع أرجاء المستودع، تغطي كل المساحة المتاحة، يفرغ العمال بطريقة منهجية المحتويات السامة في أحواض من 200 لتر، وهو عمل بطيئ، ويدعو إلى تركيز كثيف.

ويضيف قسام "لم يقع أي حادث منذ بداية المشروع"، ومع ذلك، فقد تدهورت بعض الحاويات من 20 لترا على مرّ الزمن وأصبحت تشكل خطرا خاصا على الفريق، إذ إنها أكثر عُرضَة للتصدع واحتمالاً لتسرب محتوياتها، "فتستخدم في هذه الحالة مضخّة كهربائية لإعادة تعبئة محتواها".

وخلال فصل الصيف، عندما ترتفع درجة الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية، يصبح عمل الفريق المكلّف بإعادة التعبئة عملاً مُجهداً حقاًّ، لأنّ العمّال يرتدون ألبسة سميكة من المطاط والبلاستيك داخل المستودع.

ويتفادى الفريق التابع لـ "قسام" هذه الحرارة الخانقة بالشروع في العمل في البرودة قبل طلوع الفجر، والاستراحة في فترة ما بعد الظهر، عند وصول الشمس إلى ذروتها، ثم مواصلة العمل من جديد في المساء.

وكان عام 2015 عاما حافلا بالنسبة للسيد قسام وفريقه، فقد انتهوا من جمع ما يقرب من 300 طن من المبيدات المتقادمة في موزامبيق، وإعادة تعبئة معظمها في حاويات أكبر وأكثر أمناً، وعندما سُئِل عمّا ستأتي به سنة 2016، أجاب قسام بدون تردّد: "نحن نتوقع استكمال إعادة تعبئة المبيدات والتخلص منها بأمان، ونريد استعادة ثلاث من المناطق التي تعاني من التربة الملوثة بشكل كبير، وسنقوم بتنفيذ المرحلة التجريبية لإدارة الحاويات الفارغة وبحملات للتوعية ".

وعلى الرغم من أن متوسط ​​الحجم السنوي لواردات المبيدات في موزامبيق على مدى السنوات العشر الماضية قد زاد بنسبة 500 في المائة، ما زال عموماً مستوى الفهم متدنّي بشأن مخاطر إساءة استعمالها في البلد.

وفي عام 2006، طلبت البلدان الأعضاء من المنظمة أن تقدّم لها المساعدة على تسهيل الحدّ من مخاطر المبيدات، بما في ذلك حظر استباقي للمبيدات الشديدة الخطورة وتعزيز الحلول البديلة.

ومنذ ذلك الحين، وضعت لجنة خبراء مشتركة بين منظمة الفاو ومنظمة الصحة العالمية قائمة من المعايير للمساعدة في تحديد المبيدات الشديدة الخطورة، وساعدت المنظمة العديد من البلدان في معالجة المخاطر التي تشكلها هذه المركبات.