”حنفى” يشترى 60 ألف طن قمح فرنسي بـ ”الإرجوت” والتوريد يتزامن مع القمح المصرى

خبير زراعى: فرصة لخلط المستورد بالمحلى لصالح التجار                

 

محمد صبحي

تعاقدت هيئة السلع التموينية في وزارة التموين والتجارة الداخلية، على شراء 60 ألف طن قمح فرنسي، بمواصفات هيئة الكودكس العالمية، التي تتيح إدخال الأقماح بنسبة إصابة بفطر "الإرجوت" لا تزيد على 0.05 %، على الرغم من مخالفة هذه المواصفة لمعايير هيئة الصحة النباتية، التي لا تسمح بإدخال حاصلات مصابة بأي فطريات إلى الدول الخالية منها.

وقال بيان لوزارة التموين، نشر في جميع الصحف المصرية، إن الشراء تم من خلال "المناقصة العالمية التي عقدتها وشاركت فيها شركات محلية وعالمية"، بمتوسط سعر 189 دولارا و20 سنتا لكل طن (1670 جنيها مصريا للطن)، على أن يبدأ التوريد من يوم 25 من شهر أبريل المقبل ولمدة 10 أيام.

وقال خبير زراعي في تصريح لـ "الأرض"، إن هذه المعلومات تشير إلى أن بدء توريد القمح الفرنسي المستورد، سيتزامن مع الفترة ذاتها التي يبدأ فيها توريد القمح المصري، ما يوفر فرصة لخلط الأقماح المستوردة بالأقماح المحلية، وتحقيق ربحية لا تقل عن ألف جنيه مصري في الطن، حيث أكد البيان على أن سعر القمح المصري نقاوة 22.5 قيراط سيكون بـ 420 جنيها للأردب (نحو 2700 جنيه للطن).
ووفقا لبيان وزارة التموين والتجارة الداخلية، أكد الوزير الدكتور خالد حنفي أن الاحتياطي الاستراتيجي من القمح بعد مناقصة الفمح الفرنسي، يكفي حتى الأسبوع الأول من يوليو المقبل، وأنه من المتوقع أن يصل الاحتياطي الاستراتيجي من القمح حتى شهر ديسمبر المقبل، وذلك بعد فتح باب استلام الأقماح المحلية من المزارعين الشهر المقبل بسعر 420 جنيها للأردب.
من جهته، قال ممدوح عبد الفتاح نائب رئيس هيئة السلع التموينية، إن الهيئة تستورد الأقماح من خلال  البورصات العالمية طبقا للمواصفة القياسية المصرية رقم ١٦٠١ لسنة ٢٠٠٥ والمتوافقة مع المواصفات العالمية الخاصة بهيئة الكودكس الدولية، رقم ١٩٩ لسنة ١٩٩٥، ومواصفة الأيزو العالمية رقم ٧٩٧٠ لسنة٢٠٠٠، لكن الخبير الزراعي قال لـ "الأرض"، إن هيئة الكودكس العالمية معنية بسلامة تداول الأغذية، وليس بتحديد معايير تداول الحاصلات الزراعية، التي تتكفل بها هيئة الصحة النباتية.

وأضاف الخبير أن هيئة الصحة النباتية هي التي تعنى بتداول الحاصلات الزراعية بين الدول، لوضع معايير تضمن خلوها من الأمراض، والآفات، وفي ذلك تأكيد على نجاح خبير الفاو الموجود حاليا في مصر في إقناع لجنة "الزراعة" وبضغط من "التموين"، للموافقة على إدخال القمح الملوث بالإرجوت السام.

 وفي بيان وزارة التموين أيضا، قال عبد الفتاح إن الهيئة تستورد الأقماح من عدة دول وليس دولة بعينها، حيث يتم الاستيراد من روسيا ورومانيا وكندا وفرنسا والأرجنتين وأمريكا وأوكرانيا وغيرها، ويتم إرساء المناقصة علي العروض الأكثر جودة والأقل سعرا، ويرى الخبير الزراعي أن في ذلك إشارة إلى عدم خضوع جهة ما بعينها لرغبة التجار المسجلين في وزارة التموين لإدخال القمح الفرنسي الملوث بالأرجوت.

وعاد عبد الفتاح في البيان نفسه ليؤكد على أن جميع الأقماح المستوردة يتم فحصها في موانئ الشحن من قبل شركات مراجعة عالمية، كما يتم فحصها عقب وصولها في الموانئ المصرية من قبل لجان فنية مشتركة من عدة وزارت وأجهزة معنية، وهنا يعلق الخبير بقوله: إن الدكتور سعد موسى رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي في وزارة الزراعة، كان قد أقيل من منصبه، لإصراره على عدم إدخال شحنة القمح الفرنسي الملوثة بنسبة 0.05 % إرجوت، وذلك لتأثيرها الضار على زراعة القمح في مصر، وعلى الصحة العامة للإنسان والحيوان أيضا.