لم أنشغل بما قاله يوماً الراحل العظيم محمد حسنين هيكل نقلاً عن صحيفة الجارديان البريطانية من أن مبارك يمتلك سبعين مليار دولار، هذا التصريح الذى جعل جماعة مبارك ينهالون على الرجل بالسباب والردح الذى اعتادوا عليه، وقبضوا ثمنه مقدماً.
كما أننى لست مشغولاً بالتسريبات البنمية فى صحيفة (زود دويتشه تسايتونج) الألمانية، التى قالت إنها عثرت بالصدفة على 11 مليون وثيقة خاصة بإحدى الشركات الرائدة فى مجال الخدمات القانونية عالمياً، والتى ركزت على ثلاث شخصيات، هى: بوتين، وبشار الأسد ومبارك، وموثقة بأرقام الحسابات وتواريخ الإيداع، وتثبت مؤكدة فساد مبارك ولصوصيته وثروته الحرام التى نهبها من دم هذا الشعب البائس الفقير، وأضافت أن جمال وعلاء مبارك يمتلكان شركة فى جزيرة العذراء فى بريطانيا، وأنهما لا يستطيعان إنكار ذلك.
لم أنشغل بكل هذا لأن الحس الشعبي المصري لايخطىء أبداً، وبوصلته فى الاتجاه الصحيح على الدوام، ومهما سمع من تصريحات وتفسيرات يظل له رأيه الخاص النابع من إحساسه الوطنى الصادق.
ونحن لسنا فى حاجة الى أدلة على فساد مبارك، لأننا نعيش فى هذا البلد، ويسكننا قبل أن نسكنه، ومبارك الذى حكم ثلاثين عاماً، قد تركها خراباً يباباً تعانى الفقر والجهل والمرض والرشوة والمحسوبية وصعود الجهلة واللصوص واضطهاد الشرفاء وسجنهم!
وإذا كان (صُبيانه) من أمثال زكريا عزمى وأحمد عز وحسين سالم وحبيب العادلى وبطرس غالى يمتلكون المليارت، حتى أن أحدهم تصالح مع الدولة لقاء ستة مليارات جنيه، فما بالنا بالمعلم الكبير والرأس المدبروالحاكم الآمر، كم تبلغ ثروته إذن، أليست تفوق كل هؤلاء مجتمعين، دون الحاجة إلى وثائق أو تسريبات؟!