الخميس 9 مايو 2024 مـ 08:10 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

بسبب معلوماته الضحلة عن الصناعة وتقديراته الخاطئة عن نسبة نفوق الدواجن

مستثمرون في مجال صناعة الدواجن يطالبون بإقالة رئيس قطاع الثروة الحيوانية

دواجن نافقة في عنبر تابع لإحدى مزارع دواجن مصر
دواجن نافقة في عنبر تابع لإحدى مزارع دواجن مصر

رئيس مجلس الوزراء لرئيس قطاع الدواجن في وزارة الزراعة: «أنا مش فاهم منك حاجة»

في الوقت الذي يصرخ المستثمرون في صناعة الدواجن في مصر، من نسبة نفوق في القطعان بلغت أكثر من 60%، خلال الشهرين الماضيين، خرج الدكتور خالد توفيق رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة في وزارة الزراعة، ليعلن أن المربين مبالغين في تقديرات النفوق، وأن النسبة التي يحددها هو، ويقدرها قطاعه، لا تزيد على 10 % فقط.
وقالت مصادر مطلعة من داخل مجلس الوزراء، إن اللقاء الذي عقده المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء مع اتحاد منتجي الدواجن، ووزارة الزراعة، قبل نحو خمسة أيام، بحضور الدكتور عصام فايد، والدكتور نبيل درويش رئيس الاتحاد، كان قد عقد أساسا للوقوف على أسباب الأزمة الراهنة في إنتاج الدواجن في مصر، وارتفاع أسعار الدواجن الحية إلى 26 جنيها للكيلو في شهر رمضان، ما يؤكد صحة تقديرات النفوق الحقيقية إلى نحو 60 %، بسبب الأمراض الوبائية وارتفاع درجات الحرارة.
وتأكيدا لصحة هذا الحديث، قال الدكتور نبيل درويش رئيس اتحاد منتجي الدواجن في مصر، إن معظم أعضاء الاتحاد، يطالبون بإقالة الدكتور خالد توفيق من هذا المنصب، وذلك لعدم إلمامه الكامل بأسرار صناعتهم وأمورها الفنية، ما يعني أنه لا يتعامل مع الجهات البيطرية المسئولة عن الأمراض الوبائية التي تهدد الثروة الحيوانية، سواء من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أو المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني.
من جهته، قال علي عبد الحميد راجح رئيس مجلس إدارة شركة "أيبكس" العالمية، المتخصصة في صناعة الأعلاف، والأدوية البيطرية، والإنتاج الداجني، إن تربية الدواجن لم تعد مهنة متاحة لصغار المربين، وذلك بسبب إهمال وزارة الزراعة في احتواء الأمراض الوبائية، وعدم قدرتها على الاكتشاف المبكر للأوبئة، وتصنيع الأمصال واللقاحات في المعهد المتخصص لهذا الغرض، أو استيراد الفاكسينات في الوقت المناسب وللفيروسات الموجودة فعلا.
أما أنس عبد الخبير رئيس مجلس إدارة شركة دلتا مصر جروب للإنتاج الداجني، فقال إن نسبة النفوق بلغت 80 % لدى معظم المربين الصغار، أعضاء اتحاد منتجي الدواجن، "كما أن هناك قطعان نفقت بالكامل، أي بنسبة 100 %"، ما تسبب في خراب بيوت المستثمرين في هذه الصناعة التي تقدر الاستثمارات فيها بأكثر من 30 مليار جنيه حاليا، ويعمل بها أكثر من ثلاثة ملايين عامل.
وأكد عبد الخبير أن ارتفاع نسبة النفوق ترجع إلى شيوع الأمراض الوبائية، خاصة فيروسات الـ NH9 وIP، ما تسببت في عزوف المربين عن التربية، ونتج عن ذلك انخفاض مبيعات الكتاكيت، وركود صناعة التفريخ وتجميد الاستثمارات الخاصة بها، إضافة إلى تراجع مبيعات الأعلاف، وجمود تروس الصناعة إجمالا.
من جهتها، قالت الدكتورة منى محرز الخبيرة البيطرية والمدير الأسبق للمعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني، إن مسئولية النفوق ترجع إلى الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وهي جهة تابعة أيضا لوزارة الزراعة، التي تتكفل برعاية كل ما من شأنه تنمية الثروة الحيوانية، والداجنة، من خلال المتابعة الدقيقة للموقف، وتقدير الأزمات، لتوجيه الجهات الفنية باحتواء الكوارث، "وهذا الأمر يتطلب رئيس قطاع فني وحرفي في مجال الثروة الحيوانية والداجنة".
المهنس سيد حسن موسى عضو لجنة الزراعة والري في مجلس الشعب، ونائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، تعجب من تقديرات رئيس قطاع الثروة الحيوانية، مفيدا أن الرجل بنى تقديرات النفوق على ثبات كميات الذرة الصفراء المستوردة خلال الشهرين الماضيين، مقارنة بالشهور السابقة، ما يؤكد أنه ليس على علاقة البتة بهذه الصناعة، حيث تنفق الدواجن ما بين عمر 23 و30 يوما، أي عندما يبلغ وزنها نحو 1.5 كيلو جرام، "وفي هذا العمر تكون الدجاجة قد استهلكت نحو 3.5 كيلو علف، ما يعني عدم صحة الربط بين نسبة النفوق وكميات الذرة الصفراء المستوردة من الخارج".
وعلى الرغم من تحفظ أعضاء الاجتماع الذي جمع رئيس مجلس الوزارء، ووزارة الزراعة واتحاد منتجي الدواجن، وعدم الإفصاح عن سر توبيخ رئيس قطاع الثورة الحيوانية والداجنة في وزارة الزراعة، إلا أن مصدر مطلع أكد أن المهندس شريف إسماعيل، وجه حديثه مباشرة إليه، بأنه "مش فاهم منه حاجة خالص"، وكررها أكثر من مرتين.