300 مليون جنيه لتدمير إضافي لبحيرة المنزلة .. وتجفيف 300 فدان من قعر بحر بور سعيد

العتماني: "قعر البحر" منطقة صيد حر يعيش عليها آلاف الصيادين

ـ صيادو شطا ": محطة صرف بـ 300 مليون جنيه تدمر 12500 فدان مزارع مستأجرة من هيئة الثروة السمكية

قال النائب البرلماني محمد العتماني نائب دائرة المطرية والمنزلة ـ دقهلية، إنه تقدم بطلب إحاطة وبيان عاجل إلى رئيس البرلمان، أمس (الإثنين 16/1/2017)، ضد انفراد محافظ بور سعي اللواء عادل الغضبان بقرار تجفيف نحو 300 فدان من منطقة "قعر البحر" المواجهة للطريق السريع ضمن محافظ بور سعيد، وذلك بمبرر إقامة مشاريع سكنية وتعليمية عليها.

وأضاف العتماني في تصريح لـ "الأرض" داخل ديوان عام وزارة الزراعة اليوم، إنه في الوقت الذي يجتهد فيه رئيس الجمهورية لإنشاء أحواض للاستزراع السمكي في منطقة تنمية محور قناة السويس، بتكلفة ملايين الدولارات، لإنتاج أسماك بحرية، أصدر اللواء عادل الغضبان محافظ بور سعيد القرار رقم 1041 لسنة 2016، بتجفيف نحو 300 فدان من أجود مناطق الصيد الحر قبالة سواحل بور سعيد، على الرغم من وجود أماكن بديلة داخل حزام بندر المحافظة يصلح لإقامة المشاريع السكنية المزمع إضافتها لأبناء بور سعيد.

وأوضح العتماني إن أهالي بور سعيد استبشروا خيرا بزيارة الرئيس السيسي في العيد القومي للمدينة، في السادس والعشرين من ديسمبر الماضي، متوقعين إقالة المحافظ الذي لم يرو فيه إضافة تنموية لمحافظتهم، فوجئوا بإعلان الرئيس ثقته الشفهية في المحافظ، مؤكدين أن تصريح الرئيس له بالثقة، دفعه للانفراد بالقرارات غير المدروسة، ومنها قرار تجفيف مساحة شاسعة من "قعر البحر"، الذي يعد مصدرا لأجود أنواع الأسماك البحرية، مثل: القاروص، والدنيس، والجمبري، والحنشان، واللوت، وموسى، وغيرها، حيث تتردد عليها آلاف المراكب الصغيرة لصيادي ثلاث محافظات، (بور سعيد، المنزلة، ودمياط)، كون عمقها لا يقل عن 1.5 متر.

من جهتهم، قال عدد من الصيادين توجهوا اليوم إلى مبنى وزارة الزراعة، للاستغاثة ضد قرارات سلبية اتخذتها هيئة الثروة السمكية، إن تجفيف "قعر البحر" يعد بمثابة إعدام مصدر رزق لآلاف الأسر التي تعيش على الصيد الحر في هذه المنقطة، لافتين إلى أن محافظ دمياط يعتزم إقامة محطة صرف صحي جديدة قرب قرية شطا، تتكلف نحو 300 مليون جنيه، وستدمر مزارع سمكية مستأجرة من هيئة الثروة السمكية تبلغ مساحتها 12500 فدان.

وأوضح أحمد رشدي المغربي، ومنير الغباشي، من أبناء قرية شطا التابعة لمحافظة دمياط، إن فدان مياه في منقطة قعر البحر، أفضل من عشرة أحواض لاستزراع الأسماك البحرية، كونها أسماك طبيعية تدخل من مياه البحر المتوسط، إلى المنطقة، ولا تكلف الدولة إعلافا أو أي تكاليف أخرى، لافتين النظر إلى أن المساحة الأجمالية لهذه المنطقة تبلغ 2818 فدانا، جفف منها محافظ بور سعيد نحو 300 فدان.

وأفاد النائب العتماني، أن هناك المزيد من المناطق البديلة لمشاريع المحافظ داخل حزام بندر بور سعيد، مثل: الظهير الصحراوي لمدينة بور فؤاد، ومنطقة سيد متولي، والمنطقة المواجهة حلي القبوطي، وعشوائيات مزالة داخل أحياء أخرى.

وتضرر صيادو البحيرة من أربع محافظات، هي: الدقهلية، دمياط، بور سعيد، والشرقية، من التعديات التي وقعت بحيرة المنزلة خلال الفترة من 1981 (تاريخ تسليمها إلى هيئة الثروة السمكية وحتى الآن، حيث كانت  مساحة البحيرة 750 ألف فدان، تسلمتها الهيئة عام 1981 بمساحة 450 ألف فدان، لتتراجع حاليا إلى نحو 108 ألف فدان، مع عدم احتساب التعديات الحديثة التي يبلغ عددها وفقا لأهل المنطقة، نحو 48 ألف حالة تعد.

ويشكو الصيادون في هذه المحافظات، من تلوث البحيرة، واستمرار مسلسل تدميرها، على الرغم من توجيهات الرئيس السيسي بضرورة تنمية البحيرات الطبيعية وتنمية ثروته السمكية، لافتين النظر إلى أن هناك أكثر من 12 مصرف للصرف الصحي من جميع محافظات مصر، تصب في البحيرة، وآخرها محطة معالجة صرف منطقة شطا، التي تبلغ نحو 300 مليون جنيه، وتدمر مساحة لا تقل عن 12500 فدان مزارع سمكية، مستأجرة من هيئة الثورة السمكية، وتعول أكثر من 15 ألف أسرة.