الجمعة 26 أبريل 2024 مـ 07:17 مـ 17 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي
أكاديمية البحث العلمي: بدء قبول مُقترحات بحثية للنهوض بإنتاجية الأراضي الصحراوية ارتفاع حصيلة توريد القمح بالدقهلية بجميع المواقع التخزينية تفاصيل جولة وزير الري بـ«ترعة الشوربجي».. ويوجه بتطهيرها وجاهزيتها لموسم أقصي الإحتياجات تعرف على المعاملات الزراعية لزهرة البانسية حكاية ترعة.. 10 معلومات عن ترعة المحمودية مصر تستعد لنقلة نوعية في الاستزراع السمكي وبناء وإصلاح السفن والوحدات البحرية «الإسكان» تعلن الموقف التنفيذي لوحدات «سكن لكل المصريين» بأكتوبر الجديدة وموعد التسليم فوائد صحية مذهلة لـ«زيت الزيتون».. أبرزها حماية الكبد من الأمراض توصيات «مناخ الزراعة» للتعامل مع المحاصيل بعد انتهاء الكتلة الحارة.. ويحذر من السيول تحرير محاضر للمخابز المخالفة في أسيوط.. تعرف على التفاصيل «حراسة المنشأت ونقل الأموال» ترفع مذكرة بمقترحات الحد الأدنى للأجور «الزراعة» تشارك في دورة «مرصد الصحراء والساحل»: نقطة إلتقاء للشعوب الافريقية

* المصريون وسورة مريم *

رغم قسوة بعض المصريين على الفتاة التى تحمل سفاحا ، ونزع فضيلة الشرف عنها ، والميل إلى تجريسها ، إلا أن غالبيتهم يتعاطفون معها ، ويحنون عليها ، ويلتمسون لها الأعذار ؛ فإن كانت عاشقة ، فعذرها أنها سلمت نفسها لعشيقها فى لحظة جنون ، وإن كانت مغتصبة فقد كتفها الشيطان ، وهد قواها ، شيطان الإنس أو شيطان الجن ، أو كلهما معا ! . وكانت أمى يرحمها الله ، حين تسمع عن حادثة مشابهة لفتاة ما ؛ فإنها تدعو لها بالستر ، وتطالب العارفين بالحنو عليها ، ثم تقول مقولة عجيبة ( * ولا حباية ، إلا مالطشها حجر الرحاية * ) ! . بل ان بعض المصريين قد يرفعون من شأنها إلى حد التقديس ، كما فعل عمنا " يوسف إدريس " فى روايته " الحرام " حيث جعل من الشجرة التى ماتت تحتها " عزيزة " مزارا مباركا للباحثات عن الانجاب ، فى الحلال ! .

ولأن الموروث الحضارى المصرى الوفير قد جعل من " إيزيس " الهة ، رغم حملها من " اوزوريس " زوجها الميت ، وانجاب " حورس " طفلها الذى حارب الشر وانتصر عليه ، فقد انعكس هذا الموروث على الموقف النفسى للمصريين من السيدة " مريم " التى يصرون على نعتها بالعذراء والبتول ! .

وقد خصص الله سبحانه سورة بديعة تحمل اسمها ، رغم ورود أنبياء كبار فى سياق السورة ؛ ابراهيم وموسى ونوح ، إلا أن الله الذى اصطفى مريم على نساء العالمين قد أفرد لها ست عشرة آية فى صلب السورة الكريمة ، يحكى فيهن معاناتها ، وصبرها واستسلامها لقدر الله فيها ، والذى أراد أن يجعل منها وابنها آية للعالمين على طول الزمان ، بل لقد خلا القرآن الكريم كله من سورة واحدة تحمل اسم سيدة ، أو حتى مجرد ذكر اسمها ، بما في ذلك أمهات المؤمنين ! .

لقد أحب المصريون مريم ، وصدقوها ، ومصمصوا شفاههم على حالها ، وتدفقت دموعهم على ألمها النفسى والجسدي ، وهى وحيدة حين تضع حملها المقدس ، وحيدة وهى تجابه غلاة اليهود غلاظ القلوب ، كما أحبوا السورة الجميلة تلاوة وترتيلا ، وما من مقرىء مصرى إلا وشدا بتلك الآيات المبهرات ، والتى شاء لها الله قافية شجية ، تناسب النفس الحزين ، والتى تنتهى بالياء الممدودة على قدر استطاعة صوت من يقرأها " شرقيا ، سويا ، تقيا ، بغيا " ! .

فسلام على الشعب الطيب الحنون رقيق القلب ، الذواقة العاشق لجمال القرآن الكريم ، وسلام على " مريم ابنة عمران " ، التى جعل الله من رحمها وعاء لكلمته المقدسة ، فى معجزة متفردة ، لم تتكرر ، منذ خلق الله آدم ، وإلى أن تقوم الساعة ! .