الأرض
الإثنين 12 مايو 2025 مـ 01:21 مـ 14 ذو القعدة 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الغذاء والتغذية في حاله المرض

د/داليا محمد عبدالله حسن
د/داليا محمد عبدالله حسن

الغذاء أثناء المرض يجب أن يكون صحيًا ومناسبًا للحالة الصحية التي يمر بها الشخص، وذلك لمساعدته على الشفاء والعودة إلى نظامه الغذائي الطبيعي. من المهم أن ندرك أن معظم الأشخاص قد يتعرضون للمرض في مرحلة ما من حياتهم، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة التغذية غير السليمة أو تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة.

إذا تمكن الإنسان من تنظيم حياته واتباع نمط غذائي صحي، فإنه يمكنه تجنب العديد من المتاعب والأمراض. على سبيل المثال، نجد أن الأشخاص الذين يعملون طوال اليوم خارج المنزل قد لا يتمكنون من تناول وجبة الغداء في المنزل، فيكتفي البعض منهم بشرب الشاي أو المياه الغازية مع البسكويت أو البقسماط (بما يسمى تصبيرة) حتى يعودوا لتناول وجبة كاملة معدة بشكل صحي.

بينما يفضل آخرون تناول الطعام في المطاعم أو من الباعة المتجولين، حيث تُباع أطعمة مثل السجق والممبار والكبدة والمخ والشاورما والكشري والسلطة البلدية. وغالبًا ما يقوم البائعون بإعداد هذه الأطعمة بأيدٍ غير نظيفة وأوانٍ غير معقمة، وقد يكون بعضهم مصابًا بأمراض معدية، مما يعرض من يتناول هذه الأطعمة لخطر الإصابة بأمراض متعددة، مثل التسمم الغذائي والتهاب الكبد والصفراء وجرثومة المعدة والإسهال والحميات وغيرها من المتاعب .ولقد قيل قديما ان الوقاية خير من العلاج ويقال اليوم ان المناعة خير من العلاج .

اهميه الغذاء في حالات المرضى:

يعتبر الغذاء عنصرًا أساسيًا في حياتنا اليومية، حيث يوفر لنا الطاقة اللازمة لأداء مهامنا، بالإضافة إلى العناصر الغذائية التي تساهم في بناء أجسامنا وتحسين صحتنا. كما يلعب دورًا وقائيًا ضد الأمراض الناتجة عن سوء التغذية. وفي حالات المرض، تتغير احتياجات الجسم الغذائية بشكل كبير، ويعتمد تحسن المريض بشكل كبير على نوعية الغذاء المقدم له. لذا، يُعتبر غذاء المرضى جزءًا لا يتجزأ من العلاج، ويختلف حسب نوع المرض. سنتناول في هذا الموضوع كيفية تخصيص الغذاء لكل حالة مرضية، مع التأكيد على أهمية تنويع الأطعمة قدر الإمكان، حيث أن الحالة النفسية للمريض قد تكون غير مستقرة. لذلك، يجب تقديم الطعام بطريقة جذابة تشجع المريض على تناوله بشهية.

طريقة تقديم الغذاء في الحالات المرضيه (التدرج الغذائي)

لا شك ان نوع الغذاء وطبيعته وطريقة تقديمه يختلف على حسب نوع المرض

1- الأطعمة السائله ويُوصى بها الأطباء في الحالات التالية:

• بعد إجراء العمليات الجراحية بشكل عام.

• في حالات التهاب الفم والبلعوم.

• بعد الإصابة بأمراض الجهازين الهضمي والدوري.

• عندما يعاني المريض من صعوبة في بلع المواد الصلبة أو مضغ الطعام.

• في حالات الضعف الشديد.

• أثناء الحمى.

وتتكون الأغذية السائلة من عصائر الفواكه والخضروات المصفاة، والألبان المحلاة والمخفوقة. يمكن إضافة نكهات متنوعة حسب الرغبة، مثل الفانيليا والشوكولاتة. كما يمكن تقديم الشاي والقهوة والمشروبات الغازية، بالإضافة إلى الآيس كريم والحساء المضاف إليه اللبن أو الكريمة. في بعض الحالات، يمكن تقديم البيض النيء، لكن يجب الانتباه لأنه قد لا يناسب الجميع.

أيضًا، في بعض الحالات، قد يمنع الطبيب تقديم الألبان أو عصائر الفواكه الطازجة الحمضية، لذا من الضروري التأكد من أنواع السوائل المسموح بها من قبل أخصائي التغذية والطبيب.

وإذا استدعت الحاجة إلى اتباع نظام غذائي سائل لفترة طويلة، يجب إضافة مسحوق بروتين أو مسحوق اللبن المجفف لزيادة القيمة الغذائية للأطعمة، وذلك لتفادي نقص البروتين الذي قد يؤثر على صحة المريض.

2-الاطعمه النصف سائله:

تُعتبر فترة الانتقال إلى الأطعمة السائلة والخفيفة مرحلة مهمة، حيث تظل شهية المريض ضعيفة. تتكون هذه الأطعمة من سوائل مضافة إليها النشا أو الدقيق لزيادة كثافتها وقيمتها الغذائية، مثل البيض المسلوق نصف سلق، والكاسترد، والزبادي، واللحوم البيضاء المفرومة جيدًا، بالإضافة إلى الخضروات والفواكه المطبوخة والمصفاة والمُهروسة. يمكن تخفيف هذه الأطعمة بالحساء أو اللبن. عند تقديمها، يجب مراعاة إعطاء المريض مكملات الفيتامينات أو عصير الخضروات والفواكه الطازجة لتعويض النقص في العناصر الغذائية، حيث يفقد الكثير من الفيتامينات خلال عمليات التصفية والهرس والطهي.

أما بالنسبة للأطعمة نصف السائلة الباردة: فتُقدم للمرضى بعد استئصال اللوزتين، حيث يتم إعدادها لتقليل الألم عند البلع. لذلك، يُمنع تناول الأطعمة الساخنة أو المتبلة أو الحمضية. يُفضل أن تكون الأطعمة ناعمة وباردة، مثل الحبوب المطبوخة والمصفاة، والحساء المضاف إليه اللبن أو الكريمة، بالإضافة إلى الآيس كريم، والكسترد، والمهلبية، والفواكه المصفاة الناعمة. يمكن أيضًا تقديم الشاي والقهوة والكاكاو واللبن، شرط أن تكون مثلجة. يُعتبر هذا النظام الغذائي مؤقتًا ويستمر لبضعة أيام، قبل الانتقال تدريجيًا إلى الأطعمة الخفيفة.

3- الاطعمه الخفيفه:

تُقدَّم الأطعمة الخفيفة عادةً في دور النقاهة، وهي الأطعمة التي تأتي بعد الأطعمة نصف السائلة وتسبق تقديم الأطعمة العادية. تشمل هذه الأطعمة معظم الأصناف العادية، ولكن يجب أن تُطهى بطرق بسيطة وسهلة الهضم. لذلك، يُمنع تناول اللحوم الحمراء الخشنة والألياف، بينما يُسمح بتناول لحم الدجاج والسمك والبيض واللبن لتلبية احتياجات المريض من البروتين. كما يُمنع تناول الخضروات والفواكه الطازجة بسبب خشونة أليافها، بينما يُسمح بعصائر الفواكه والخضروات والفواكه المطبوخة. يُستحسن تجنب الأطعمة الدسمة والمتبلة والمقلية والفطائر لصعوبة هضمها، بالإضافة إلى البصل والكرات والكرنب لاحتوائها على زيوت طيارة قد تسبب غازات تؤذي المريض.

نموذج لطعام خفيف في يوم كامل

الافطار :عصير طماطم او برتقال او ليمون حلو .

شاي خفيف باللبن مع زبده وخبز.

الغذاء: قطعه من صدر الدجاج او لحم بتلو مفري. بطاطس بيوريه او ارز مسلوق وكوسه مسلوقه وخبز وكسترد .

العشاء: شوربه خضار مصفاة باللبن- قطعه سمك مشوي او مسلوق او بيضه مسلوقه نصف سلق او قطعه جبن ابيض خبز مهلبيه او موز او فواكه

4- الغذاء الاعتيادي:

ويسمى بالاعتيادي لانه تقريبا غذاء اليوم العادي ويقدم في اخر فتره النقاهه وبعد الشفاء تماما وهو متكون من العناصر الاساسيه اي البروتينات: وهي اللحوم والاسماك والدواجن والبيض والجبن والدهون وهي السمن والزبد والقشطه والنشويات او السكريات: وهي الخبز والبطاطا والارز والمكرونه والحلوى بانواعها والفيتامينات والاملاح المعدنيه: وهي موجوده في الخضروات والفواكه الطازجه اي ان الغذاء الاعتيادي مكون من طبق من الخضر الموسميه المطهيه باللحم وارز او مكرونه او خبز وطبق من السلطه الطازجه ونوع من الفواكه الموسميه الطازجة او الحلوى المطهيه وتبدل الانواع كل يوم لتكون هناك قابليه للطعام ويحصل الجسم على العناصر الغذائيه المختلفه بالاطعمه علي اختلاف أنواعها.

5- الغذاء الصدري :

يُعرف الغذاء الصدري بهذا الاسم لأنه مخصص لمرضى أمراض الصدر، مثل السل الرئوي ومضاعفاته. غالبًا ما يصيب هذا المرض الأشخاص ذوي البنية الضعيفة الذين يعانون من نقص في التغذية ويعيشون في ظروف سكنية غير صحية، مما يجعلهم عرضة للإصابة بالمرض. لذا، يحتاج هؤلاء المرضى إلى نظام غذائي غني بالبروتينات لتعويض الأنسجة التالفة، بالإضافة إلى الكربوهيدرات للحفاظ على وزنهم ومنع الهزال. يجب أن يتضمن غذاؤهم كميات وفيرة من البيض، والحليب، والجبن، واللحوم، والدجاج، والخضروات المطبوخة والطازجة، والفواكه، والزبدة، مما يضمن تلبية احتياجاتهم الغذائية بشكل كامل. كما يُنصح بتناول الأدوية المقوية والمنشطة، بالإضافة إلى الأدوية الفعالة في علاج حالتهم من قبل الطبيب.

6- الغذاء الخاص:

هو نوع من الغذاء لا ينتمي إلى أي من المجموعات المذكورة سابقًا، سواء كان عاديًا أو خفيفًا أو سائلًا أو نصف سائل. يُحدد هذا النوع من الغذاء لحالة معينة من قبل الطبيب لمريض معين، حيث لا تناسبه أي من المجموعات السابقة. تكفي إشارة الطبيب المعالج لتحديد نوع الغذاء، مما يسهل على الممرضة وأخصائي التغذية فهم الاحتياجات الخاصة للمريض.

يتم تقديم الغذاء المناسب للمريض، والذي يتماشى مع حالته الصحية ويساهم بشكل فعال في دعم علاجه وتعزيز شفائه.

إرشادات غذائية عند تقديم الطعام للمرضى:

في العديد من الحالات المرضية، يركز الطبيب المعالج على كمية الطعام التي يجب أن يتناولها المريض في كل وجبة، مع تجنب استخدام المواد الدهنية، خاصة الصلبة مثل السمن الطبيعي والصناعي. كما يُنصح بعدم إضافة ملح الطعام أو الصلصات الثقيلة. من المهم أن يتعاون المريض مع أخصائي التغذية والطبيب لتنفيذ هذه الإرشادات بهدف تسريع عملية الشفاء ومن بين هذه الإرشادات:

• طهو الاطعمه بطريقه بسيطه حتى يسهل هضمها ففي الحالات المرضية الشديدة، يُفضل طهي الطعام بطرق بسيطة مثل الحساء الخفيف، والدجاج المسلوق، والسمك، والخضروات المسلوقة.

• مع تحسن الحالة، يمكن تقديم الطعام تدريجياً وبطرق متنوعة، حتى لو كانت المكونات هي نفسها، مما يزيد من قيمتها الغذائية ويساعد على فتح شهية المريض الضعيفة.

• يجب تقديم الطعام بكميات صغيرة وبشكل جذاب، حيث أن الطعام المقدم بطريقة غير شهية، مهما كانت مكوناته بسيطة، قد يرفضه المريض.

• من الضروري تقديم الطعام في الوقت المناسب، وعدم ترك المريض بدون طعام لفترة طويلة، حيث قد يشعر بالإجهاد أثناء انتظار الطعام. إذا تأخر موعد تقديم الطعام، فقد يرفضه المريض.

• من المناسب أيضاً توفير خيارات مثل جيلي الفاكهة أو الزبادي أو مشروبات مثل الليمونادة.

• احتواء الطعام على جميع المواد الغذائيه اللازمه للجسم.

• تجنب مثل المقليات والفطائر والاطعمه التي يحتاج هضمها الى وقت طويل.

• تناسق انواع الاطعمه المقدمه والتنويع المستمر فيها.

• تقديم الاطعمه المحببه للمريض ومحاوله تحقيق رغباته المستطاع والاعتناء بالمنظر العام للطعام ويجب ان ناخذ في الاعتبار ان رفض المريض للطعام ليس معناه فشل النظام الغذائي.

*قسم الاغذية الخاصة والتغذية - معهد بحوث تكنولوجيا الاغذية