الأرض
الإثنين 30 يونيو 2025 مـ 08:22 مـ 4 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

مستقبل الزراعة في مصر.. من الصحراء إلى التصدير

في مشهد لم تعهده الزراعة المصرية من قبل، يشهد هذا القطاع الحيوي قفزة نوعية وضعت مصر على خارطة الدول الرائدة في الإنتاج الزراعي والتصدير العالمي، وذلك في ظل ما وصفه الخبراء بـ تحول استراتيجي شامل قادته الدولة خلال الفترة الماضية.

الدكتور علي إسماعيل، أستاذ إدارة الأراضي والمياه بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والمدير الأسبق لمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة، يؤكد أن ما تحقق من مشروعات في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي يعد بمثابة نقلة نوعية ، أعادت الاعتبار للزراعة كأحد ركائز الأمن القومي والاقتصاد المصري.

طفرة في الصادرات الزراعية

وأوضح إسماعيل أن الصادرات الزراعية لمصر سجلت رقمًا غير مسبوق، متجاوزة 7.5 مليون طن سنويًا، الأمر الذي وضع البلاد في صدارة الدول المصدّرة لمحاصيل مثل الموالح، البطاطس، والفراولة المجمدة. وأرجع هذا النجاح إلى التوسع في الرقعة الزراعية، وتحسين الإنتاجية، والالتزام الصارم بمعايير الجودة التي تتطلبها الأسواق العالمية، إلى جانب تحديث أنظمة التكويد والتتبع.

مشروعات قومية تعيد رسم الخريطة

وأشار إسماعيل إلى أن المشروعات الكبرى مثل مستقبل مصر الزراعي، والدلتا الجديدة، وتوشكى، وشرق العوينات، تمثل محاور رئيسية في خطة الدولة للتوسع الزراعي. هذه المشروعات كما وصفها ليست مجرد توسعات على الأرض، بل منظومات تنموية متكاملة، ترتبط بشبكات حديثة من الطرق والموانئ وخطوط الطاقة، ما يمنحها قدرة هائلة على الإنتاج والنقل والتصدير.

تكامل الزراعة مع الصناعة

واعتبر إسماعيل أن التكامل بين الزراعة والتصنيع الغذائي أوجد قيمة مضافة كبيرة، سواء على مستوى الجودة أو العائد الاقتصادي. فقد ساهمت هذه المنظومة في رفع كفاءة الإنتاج، ليتجاوز إجمالي قيمة الصادرات الزراعية المصرية 10 مليارات دولار في عام 2024، بما يشمل المنتجات الطازجة والمصنعة.

توسع غير مسبوق في الرقعة الزراعية

وأكد إسماعيل أن الدولة نجحت في زيادة المساحة المزروعة إلى نحو 10.2 مليون فدان، بما يعادل مساحة محصولية تصل إلى 18 مليون فدان، وهي نقلة كبيرة تسهم بشكل مباشر في تعزيز الأمن الغذائي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، بل وتوجيه الفائض نحو التصدير.

البحث العلمي مفتاح الاستدامة

واختتم بالتأكيد على ضرورة استمرار دعم البحث العلمي والابتكار الزراعي، باعتبارهما الركيزة الأساسية لمواصلة ما تحقق من إنجازات. مشددًا على أن ما يحدث حاليًا في القطاع الزراعي لا يُعد تطورًا مؤقتًا، بل تأسيسًا لمستقبل زراعي قوي يرسخ مكانة مصر كمركز إقليمي للإنتاج والتصدير.