السبت 20 أبريل 2024 مـ 12:39 صـ 10 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي
فتح أسواق لصادرات البطاطس المصرية للمغرب والفراولة بكندا.. الزراعة في أسبوع تجارية سوهاج تعلن عن تلقي طلبات الاستثناء من تطبيق قرار الحد الأدنى للأجور تعرف على طرق التمييز بين ذكور وإناث النخيل «الزراعة» تتابع جهود مكافحة الآفات للمحاصيل والخضر والفاكهة بجنوب الدلتا والقليوبية شُعبة مقدمي الخدمات التعليمية ترفع مذكرة عاجلة بتوصيات الحد الأدنى للأجور شعبة «الطاقة المستدامة» تعلن عن معدلات تنفيذ محطة طاقة بنبان الشمسية وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 80 عاما «الزراعة»: توصيات لتخفيف تأثير موجة الحرارة على البطاطس ومحاصيل خضرية التكاثر «تنمية البحيرات»: مشروعات الاستزراع السمكي ركيزة منظومة الأمن الغذائي انخفاض أسعار العيش الحر والمكرونة والأرز بدءًا من هذا الموعد «الغرف التجارية» تكشف تأثير تقليل الإنفاق الحكومي الاستثماري بالموازنة على القطاع الخاص رئيس الوزراء يكشف عن خطة الحكومة لخفض الأسعار 30% خلال الأيام المقبلة

فطور سياسي زراعي مسمّم بالبيوريت

فطور سياسي زراعي مسمّم بالبيوريت

حينما يهلك الحرث والزرع، ويمرض النسل والضرع، وتضيع المسؤولية عنه في بلد مثل مصر، فقل على الدنيا السلام. السيد وزير الزراعة، ومعه نائبيه لاستصلاح الأراضي، والخدمات والمتابعة، ويوازيهم رئيس مركز البحوث، والمسؤول عن العلاقات الخارجية بالوزارة، مشغولون جميعا بإعداد خطابات الدعوة لحفل الإفطار الجماعي الذي سينظمه مركز البحوث الزراعية، بينما تفوح في الأجواء رائحة فساد صناعي وزراعي واستثماري وتجاري، في غفلة من كل الوزارات والجهات الرقابية ذات الصلة. قبل أكثر من 40 يوما وردت معلومات موثقة بالصور، تشير إلى تراكم جبلي المنظر من اليوريا الفاسدة (اليوريا الصناعية) في إحدى شركات صناعة الأسمدة الآزوتية التي تعاني من تهالك خطوط إنتاجها، وبالتالي تتعرض للتوقف المتكرر، لذا ينتج عنها عدم اكتمال دائرة تصنيع اليوريا بالمواصفات القياسية المطلوبة للاستخدام في التسميد الزراعي الآمن، ليدخل المُنتَج دائرة "اليوريا الصناعية"، أي التي لا تصلح إلا للأغراض الصناعية، فيتحول مسارها بالفساد إلى الاستخدامات الزراعية.

 

ولمن ليس متخصصا في الزراعة، والجميع معني بصحته من خلال غذائه، فإن سماد اليوريا الزراعي يحتوي على نسبة آزوت قدرها 46.5‎%‎، ولا تزيد فيها نسبة البيوريت السامة عن 1‎%‎، لكن اليوريا الصناعية تراوح فيها نسبة البيورايت ما بين 3 و5‎%‎. ولأن اليوريا سريعة الذوبان والتحلل والتحول، فإن مياه الري تأخذها في طريقها بالصرف، سواء إلى أعماق الأرض فتصل إلى المياه الجوفية، أو بالصرف الصحي إلى المصارف المكشوفة، لتصل إلى البحيرات، وبالتالي تضرر البيئة البحرية بما تنتجه من أسماك ومأكولات بحرية، لتصبح غذاء مسمما لآكليه. ومع تصاعد الرائحة لتشمل كل أراضي وأجواء ومياه مصر، تدور دوائر وزارة الزراعة التي تنفق رواتب سنوية تزيد على مليار جنيه، في صالح طباعة دعوات حفل إفطار سياسي سينظمه مركز البحوث الزراعية، على متن مركب عائم الإثنين المقبل، في الوقت الذي تعاني فيه ميزانية البحوث الزراعية من شُح مميت. الواقع يعكس دوران دولاب وزارات مصر كلها في إعداد ملفات وأوراق وتعليمات وبحوث ودراسات ورقية، لا تفيد إلا بعد فرمها لصالح صناعة التدوير، لإنتاج أطباق البيض، وبطانة أقفاص المانجو والجوافة.

 

على باب وزير الزراعة حملت شكواي، المدموغة بتوقيعي، لإخطاره بكارثة بيع اليوريا الصناعي من جميع شركات ومصانع إنتاج الأسمدة الآزوتية، ليس للأغراض الصناعية كما هو واجب، ولكن لتجار وسماسرة ووسطاء لمصانع الأسمدة المركبة، التي تنتج أسمدة متخصصة تحتوي على العناصر الكبرى الرئيسية لغذاء النبات (النيتروجين، والبوتاسيوم، والفوسفور)، وذلك للحصول على النيتروجين من مصدر "رخيص" في سعره، وقاتل في مفعوله إذا استخدم لأغراض الزراعة، لكنه نافع جدا إذا استخدم للأغراض الصناعية. وعملا بمبدأ الحرث في البحر، تركت شكواي بتاريخ اليوم، بعد أن تلقيت رد السيد وزير الزراعة، بأنه مشغول بملفات أهم من صحة النباتات والتربة والبشر، وهو الذي أقسم يوم توليه المسؤولية، على الأداء بما يصون البلاد والعباد من أي مكروه، ولست أشكك في معرفة رجل درس الكيمياء، وكيمياء الأراضي، بأن البيوريت من أخطر المواد فتكا بالصحة العامة.

 

أعترف بالعجز أمام نفسي في مهمة درء المفاسد، وإن كنت قد حققت المنوط بي شرعا، وهو مجرد الإخطار، لينعم السيد وزير الزراعة بصوم مقبول وإفطار جماعي بالبيوريت.