الثلاثاء 16 أبريل 2024 مـ 10:30 صـ 7 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

اللحظة الفارقة في العوينات

كانت اللحظة الفارقة في مستقبل منطقة العوينات هي لحظة القبض على الدكتور يوسف عبد الرحمن، الرجل المبدع الذي أنشاء العوينات منذ أن استلم قرية العين، التي تُعد النواة الأساسية لمنطقة شرق العوينات، والتي أنشأتها هيئة التعمير في نهابة تسعينيات القرن الماضي، وسلمتها لوحدة الخدمات البستانية لإدارتها.

مساحة القرية حينها كانت تبلغ 3200 فدان، وتم إضافة 4000 فدان إليها لتصل مساحتها 7200 فدان، إضافة إلى تخصيص 2000 فدان للبورصة الزراعية ووحدة الميكنة بموجب عقد رسمي لتصبح مساحتها 9200 فدان.

تشتهر تلك المنطقة بوجود أول محطة للطاقة الشمسية، ومخبز، وعمارات سكنية، وزراعات قمح وذرة وكانولا ونخيل بارحي ومانجو صديقة وكانتالوب، يصدر معظمها إلى أوروبا، إضافة إلى وجود محطة ميكنة ومحطة بحوث.

منذ اللحظة التي تم فيها القبض على يوسف عبد الرحمن تحولت محطة الطاقة الشمسية إلى قطع من المرايا يحلق عليها العمال ذقونهم، وتم تأجير معظم المساحات لشركات نافيجيتور والزهرة والسيد السماك؛ ليزرعوا فيها البرسيم الحجازي، ويصدروا مياهنا طازجة لبطون أبقار الخليج، وبعد هذه اللحظة تحولت الأغنام العواسي والماعز الألبين والبرجوت إلى أشباح، وتحولت مزارع العجول والأبقار إلى خرابات خاوية، وكذا المنحل هجره النحل، واتجهت الإدارة إلى إيجار تلك الأصول، والذي يُعد اعتراف بالفشل.

هل يعقل أن تستهلك مزرعة العوينات المؤجر معظم مساحتها 2 مليون لتر سولار وبنزين؟ رغم أن كل المعدات من بيفوت وآبار وآلات إذا ما تم تشغيلها 24ساعة في7 أيام في الأسبوع في365 يوم في السنة لن يتعدى استهلاكها مليون لتر في السنة طبقا لمعدلات التشغيل.

هل يعقل أن تُعقد جلسة لبيع 120 فدان ثمار مانجو، ويستخرج العقد 80 فدان فقط؟

تراجعت إيرادات المحاصيل محققة خسائر مليون جنيها، وتحولت منطقة العوينات من منارة تُزرع أراضيها وتساعد مزرعة الجيش بالأبحاث

والإرشاد إلى خرابات تشتعل بها الحرائق، وأصبح العاملون بها يتامى يتسولون لقمة الخبز.

 أخيراً.. انقذوا العوينات.