الجمعة 19 أبريل 2024 مـ 08:50 صـ 10 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الرؤيا الصادقة في ملف الدواجن للرئيس

د. ثروت الزيني عضو الاتحاد العام لمنتجي الدواجن
د. ثروت الزيني عضو الاتحاد العام لمنتجي الدواجن

من الصعب أن ترى أداء على هذا النحو من حكومة شاء القدر أن يكون لها مقاليد إدارة مقومات بلد بحجم مصر، ومن المدهش بعد تغييرات لم تخطر على بال أحد أن يكون هذا هو الفكر وهذا هو التغيير وهذه هي العبقرية وتلك هي الرؤيا.

حبا الله مصر بثروات ومقومات عديدة وصناعات فريدة، تعينها على التحمل والتحرك نحو الأمام ببسيط من الرؤيا والعزيمة على حل المشاكل والصعاب وليس الهروب منها وهدم النجاحات.

لقد إستطاعت مصر ولسنوات طويلة، منذ الثمانينات أن يكون عندها الإكتفاء الذاتي، بل ونجحت في تصدير الفائض عن إنتاجها لأكثر من 9 دول أفريقية وآسيوية من الدواجن المصرية ومنتجاتها، ونجحت الصناعة في استكمال كافة حلقاتها الإنتاجية من جدود وامهات تسمين وأمهات بياض، ومصانع أعلاف ومعامل تفريخ ومجازر دواجن بأحدث المواصفات والتقنيات الحديثة.

استطاعت صناعة الدواجن، أن تمد المواطن المصري البسيط بالبروتين الحيواني الرخيص لمدة أكثر من 5 عقود، ولولا هذا لكانت أسعار اللحوم الحمراء أضعاف أسعارها اليوم؛ لعدم وجود مميزات نسبية لنا فى إنتاجها ( الأمطار – المراعى)

ثم تفاجئنا بالحكومة العبقرية التي تتغنى بنا ليلاً ونهاراً أنها تحمي وترعى وتشجع الصناعة المحلية الوطنية، وأن توجيهات السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي واضحة لهم بحماية الصناعة الوطنية، وتشجيع الإستثمار فيها وحل مشاكلها.

ومن جهة أخرى، تزعم الحكومة الموقرة بأنها تدرس رفع الحماية الجمركية (30%) عن الدواجن المستوردة

هل هناك تضاد أكثر من ذلك؟، هل هناك غياب للخطة والتخطيط بهذا الشكل؟.

ياسيادة الرئيس:-

هناك بعض الحقائق على الحكومة الرشيدة أن تحيط سيادتكم علم بها:

أولاً : نصيب الفرد من البروتين الحيواني ( دواجن) 10 كجم/ سنة، 80 بيضة/ سنة – نصيب الفرد فى لبنان 38كجم/سنة وسوريا قبل الأزمة 27كجم/سنة – وهذا يعكس رغم أن إنتاج مصر جاوز مليار و200 مليون دجاجة الا أنها محتاجة على الأقل مضاعفة هذا الإنتاج خلال 5 سنوات

(وهذا أمر سهل إذا كان هناك إرادة ورؤية من الحكومة).

ثانياً : حجم الإنتاج المحلي يغطي أكثر من 90% من الإستهلاك، لذلك نرجو الإنتباه بدلاً من أن يكون دعمنا لهذا الإنتاج الكبير يكون دعمنا للمستورد، والذي سيؤدي بدوره إلى انصراف المزارعين عن الإنتاج وتنتهى وتموت الصناعة وتنضم لصناعة النسيج التي كانت مصر رائدة لها

ثالثاً : معالي الرئيس، الدواجن والغذاء أمن غذائي إستراتيجي يجب أن نملك قوتنا ولا نفرط فيه، وهناك العديد من الدول سعت وتسعى لتدمير مصر إقتصادياً، علينا أن نقف جميعاً بالإنتاج والعمل فى وجه كل من أراد بمصرنا سوءاً.

رابعاً : الدول التي تستهدف الإنتاج والإقتصاد المصري تدعم المزارعيين فيها مادياً وبكافة الأساليب لإحتلال أسواقنا، على عكس المنتجين في مصر يعملون في صناعة غير مدعومة كثيفة العمالة (جاوزت 2.5 مليون عامل)، وأيضاً صناعة دافعة للضرائب، علينا أن يكون عندنا رؤيا للحفاظ على منتجنا الوطنى قبل فوات الأوان ونقول كان عندنا صناعة تتحمل العبء فى توفير البروتين المناسب الرخيص للمواطن وتحتوى على ملايين الأيدى العاملة وتتحمل أعباء كثيرة عن الدولة.

السيد رئيس الحكومة، دعنا نتكاتف لنعمل بروح الفريق لزيادة نصيب المواطن من الدواجن، لقد سعدنا بلقائكم من خلال اتحاد منتجي الدواجن للسماع إليهم، وحل مشاكل الإنتاج وتعظيمه.

للأسف لقد غابت عن الحكومة في خطتها (20/30) الحديث من قريب أو بعيد عن الإنتاج الداجني، ونصيب الفرد من الدواجن وبيض المائدة وخطة الدولة لها.

المزارعون والمنتجون في قلق شديد، يجب أن يكون هناك رؤيا واضحة لمزيد من الاستثمار والإنتاج، لابد وأن ننظر للصعوبات التي تواجه الصناعة ولا نلجأ إلى الحلول السريعة الضعيفة التي تفقدنا صناعة تفخر بها مصر وتؤمن للمواطن البسيط احتياجاته.

نتطلع من السيد الرئيس راعي الصناعة الوطنية، ونحن نعلم جسامة التهديدات التي تواجه مصرنا الحبيبة، أن يرعى صناعة الدواجن الوطنية وأن يجعلها من أولويات الحكومة، وأن يكون هناك دعم وتشجيع للإنتاج المحلى ولا تغيب رؤية الحكومة عن الأمن الغذائي لأنه أمن المواطن.