الأرض
الجمعة 22 نوفمبر 2024 مـ 08:48 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

من ذاكرة التاريخ .. تعرف على طرق الرى أيام الفراعنة

اعتمدت الزراعة في مصر، منذ عصور ما قبل التاريخ، على مياه النيل وغمرها السنوي المستمر للأراضي المصرية؛ ويشرح محمد السيد الحجري، دكتور بقسم صيانة الأراضي والموارد المائية بمركز بحوث الصحراء، فى تصريحات خاصة لـ"الأرض"، طرق ونظم الرى فى عهد الفراعنة.

طرق الري في مصر القديمة

حفر قدماء المصريين الترع لتوجيه المياه إلى أماكن بعيدة عن ضفاف نهر النيل، واستخدموا الشادوف لرفع المياه من نهر النيل أو الترعة إلى الحقول الأعلى.

والشادوف هو عمود طويل يرتكز على محور مرتفع، ويستخدم لخفض ورفع دلو يمتلئ بالماء؛ من النهر أو الترعة. وقد صور هذا في مشاهد من مقبرة إبي، في دير المدينة.

وكانت المياه تنقل أيضا في جرار (أو زلع) تحمل بواسطة نير يستقر على الكتفين؛ وقد صور هذا أيضا في مشاهد من الحياة اليومية.

وحفر قدماء المصريين ترعة طويلة للري، تعرف ببحر يوسف، لجلب المياه للرى من نهر النيل إلى منخفض الفيوم.

تطور آلات الري عبر العصور

وأضاف الحجرى أن المصريون القدماء أول من استخدموا الشادوف والساقية والتابوت لرى الأراضى الزراعية .

استخدمت الشواديف أكثر ما يمكن فى الدولة الوسطى ويبدو أنها لم تستعمل فى عصر الإمبراطورية الحديثة إلا فى رى الحدائق.

لم يُعرف حتى الآن بالتحديد الوقت الذى استخدمت فيه الساقية بوادى النيل رغم اكتشاف آبار كبيرة فى تونا الجبل .

والتابوت نوع من السواقى يستخدم فى رى الأراضى الصغيرة .

لا تزال الات الرى والزراعة المصرية القديمة أو الفرعونية أو ما يشبهها تستعمل في مصر حتى اليوم، بل قد نراها مستعملة في غير مصر فى بعض بلدان الشرق الأوسط وما أدخل عليها من تعديلات بسيطة لم تغير كثيراً من شكلها الأصلى ونستطيع أن نحكم على ذلك حينما نشاهد صورها على الآثار الفرعونية ونقارنها بأشكالها اليوم .

وكان لدى المصريين القدماء شغف بالحدائق فقد كان أمل كل مصرى يعيش في المدينة أو الريف أن تكون له حديقة يزرع فيها الفاكهة أو الخضر وكان أكثر ما يشغل المصرى القديم كيف يروى حديقته وهي تحتاج إلي الرى طوال العام حتي في الأوقات التى ينضب فيها النهر وقد استطاع علماء الآثار أن يعثروا لنا على الطريقة التى تروي بها هذه الحدائق في أكثر العهد الفرعونى حيث كانت الحديقة المثمرة تقسم إلي مربعات صغيرة بواسطة قنوات تتقاطع في زوايا قائمة بجانبها بعض المشايات وكانت المياة تجلب اليها من النهر أو من أحد الآبار باستخدام جرار فخارية مستديرة الشكل يعلق كل اثنين منها في طرف عصاة قوية من الخشب ويحملها أحد العمال على كتفيه ويفرغ محتوياتها في إحدى الأحواض وقد ظلت هذه الطريقة تستعمل في ري الحدائق والأراضي المرتفعة التي لا تصل اليها مياه الفيضان .

ولقد كانت ارض مصر في غالبيتها تروى ريا حوضيا فحينما يأتي الفيضان يغمر هذه الأراضى بالمياة المحملة بالطمى وتنتهى عملية الرى عند المصرى القديم عند هذا الحد فيبدأ بعد ذلك في تجهيز أرضه للزراعة بعد صرف المياه منها صرفاً طبيعياً .. ولكن ماذا يحدث اذا لم تصل مياه النهر إلي بعض المساحات لارتفاعها عن المنسوب الذي وصل اليه الفيضان ، لقد كان على حائز هذه الأرض أن يرفع إليها المياه بالطريقة التقليدية التي ذكرت وكانت شاقة تستغرق وقتاً طويلاً وأكبر الظن أنها استمرت حتي عهود الاسرات الاولي حينما اخترع الشادوف .

الشادوف :

ولم يكن يختلف كثيراً عن الشادوف الذي يستعمله بعض الفلاحين المصريين اليوم جهاز بدائى يتكون من عامود رأسى متين من الخشب يبلغ طوله ضعف طول الرجل العادى ويثبت قريباً من حافة المياه  أو عند نهاية جدول حفر من النهر إلي موقع الأرض المرتفعة المطلوب ريها  وقد توجد شجرة قريبة من هذا الموقع يمكن أن تنزع فروعها وتستعمل عموداً للشادوف ويحمل العمود الرأسى عموداً أفقياً طويلا من وسطة يتدلى من أحد طرفيه وعاء من الفخار أو الجلد بواسطة حبل يبلغ طوله حوالى خمسة أو ستة أذرع  ويشد الحبل فيمتلئ الوعاء بالماء ثم يترك الحبل فيرتفع بتأثير ثقل مثبت في الطرف الآخر من العمود الأفقى .. وعندما يصل إلى حافة الحوض تصب فيه المياه وتكرر العملية .

وقد استخدمت الشواديف أكثر ما يمكن في الدول الوسطى، ويبدو أنها لم تستعمل فى عصر الإمبراطورية الحديثة إلا في رى الحدائق ولم ترد رسومها في المناطق التي تمثل الأعمال الزراعية في الأراضى الواسعة .

والشادوف يرفع الماء حتى علو ثلاثة أمتار ويتكون من ذراع طويلة تتحرك علي محورين عموديين ويحمل الجزء الاقصر في طرفه ثقلاً من الحجر أو الطين على شكل كرة .

وعند تشغيل الشادوف يشد العامل الدلو إلي اسفل حتى يغطس في الماء ثم يرفع بعد امتلائه بمساعدة الثقل المشار إليه فيفرغه في مسقاه الرى .

الدلو :

الدلو معروف والنطال دلو أو وعاء قطره نحو 40سم وارتفاعه نحو 25 سم يتصل بمجموعتين من الحبال يمسكها رجلان يقفان متباعدين نحو1.5 متر ويقذفان معاً بالنطال في الماء يرفعانه معاً الي العلو المطلوب وكفاية النطال 4-5 م3 في الساعة .

موضوعات متعلقة