الجمعة 29 مارس 2024 مـ 12:01 صـ 18 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

العنصرية في كرة القدم

محمد إبراهيم الخولي
محمد إبراهيم الخولي

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة العنصرية في الملاعب الأوروبية وتحديداً في الدوري الإيطالي و الدوري الفرنسي، ولم تقتصر العنصرية على أصحاب البشرة السمراء فقط، بل شملت بعض اللاعبين أصحاب البشرة البيضاء. كما أن العنصرية لم تقتصر على لون البشرة فقط، بل اتجهت أيضاً للديانات واستثمرت الخلافات السياسية بين الدول.


على سبيل المثال، ما حدث في ملعب جوسيبي مياتزا - ملعب نادي إنترميلان الإيطالي، حيث وحه بعض من جمهور "إنتر" هتافات عنصرية للاعب السنغالي كاليدو كوليبالي مدافع فريق نابولي خلال إحدى المباريات التي جمعت الفريقين معاً في الدوري الإيطالي، فتدخل جمهور نابولي للدفاع عن لاعبه واشتبك مع جمهور "إنتر"، مما أسفرَ عن طعن أربعة من مشجعي نابولي.

وعلى هامش هذه الواقعة، أقر الاتحاد الإيطالي لكرة القدم عقوبة بحرمان نادي إنتر ميلان من دخول جمهوره مباراتين وغرامة مالية على النادي.

وما زالت العنصرية تسود الملاعب الإيطالية بشكل غير إنساني من خلال الهتافات المسيئة و تقليد أصوات القرود في وجوه اللاعبين أو إلقاء الموز تجاههم، وهو أمر لا يندرج تحت أهداف كرة القدم الأساسية، التي تتمثل في اللعب النظيف والتحلي بالروح الرياضية.

ويحظى المهاجم الإيطالي الجنسية الغاني الأصل (ماريو بالوتيلي) بنصيب الأسد من العنصرية بمختلف أشكالها، حيثُ تعرض لها في أكثر من مناسبة و مع أكثر من ناد، ففي العام قبل الماضي وأثناء وجوده صمن صفوف نادي نيس الفرنسي، تعرض ماريو لهتافات عنصرية من جمهور نادي ديجون، خلال مباراة الفريقين معاً بالدوري الفرنسي، كما تعرض للعنصرية أثناء وجوده ضمن صفوف نادي "إيه سي ميلان" الإيطالي في مباراة ميلان أمام كالياري، فقام جمهور كالياري بتوجيه السباب لماريو دون سبب.

ويُعد جمهور كالياري أكثر الجماهير استخداماً للعنصرية في العالم، حيث أساءوا هذا الموسم أيضاً لماريو خلال مباراة فريقهم أمام بريشيا، أحد الأندية الصاعدة من الكاليتشو بولي هذا العام.

ولم يقتصر الأمر مع بالوتيلي على الدوري الفرنسي و الإيطالي فقط، حيث تعرض اللاعب في موسم 2011 – 2012 إلى هتافات مسيئة من جمهور مانشستر يونايتد حينما كان لاعباً في صفوف مانشستر سيتي، وذلك في المباراة الشهيرة التي انتهت بفوز السيتي بستة أهداف.

وفي تلك المبارة، سجل ماريو هدفين في شباك اليونايتد وذهب إلى الجمهور مرتدياً قميصأ يحمل عبارة (لماذا دوماً أنا؟)، كنوع من الرد على إساءتهم.

ولم يسلم اللاعبون المصريون من العنصرية،،حيث تعرض لاعبنا السابق أحمد حسام ميدو خلال تواجده في صفوف نادي ميدلسبرة الإنجليزي، لهتافات عنصرية وعبارات مُعادية للإسلام من جمهور نيوكاسل يونايتد، خلال مباراة الفريقين معاً في الدوري الإنجليزي عام 2007.

وحينما سجل ميدو هدفاً في هذه المبارة، ذهب إلى جمهور نيوكاسل و أشار إليهم بعلامة الصمت، ويومها وقع الاتحاد الإنجليزي عقوبات على نادي نيوكاسل.

كما تعرض لاعبنا الدولي ونجم ليفربول الإنجليزي محمـد صلاح لهتافات مسيئة للإسلام من أحد مشجعي "وست هام" خلال مباراة الفريقين معاً في الموسم الماضي من منافسات الدوري الإنجليزي، وحققت الشرطة الإنجليزية مع المشجع عقب المباراة.

ويبدو أن هذه الظاهرة لن تنتهي من الملاعب، لذا، لابد من وضع لوائح وقوانين ذات عقوبات رادعة للحد من هذه الظاهرة، تشمل منع الجماهير من حضور عدد كبير من مباريات أنديتهم، وفرض غرامات مالية على مجالس إدارات هذه الأندية، كون هذه الجريمة بعيدة كل البعد عن الهدف الأسمى للرياضة عامة، ولكرة القدم خاصة، وهو اللعب النظيف والتحلي بالأخلاق والروح الرياضية، وعدم الخروج عن المألوف.