وزير الري: مصر ضد الفعل الأحادي من دول المنبع.. والوصول لاتفاق قانوني ملزم حول سد النهضة ضرورة
قال الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، إن التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة يأتى فى مقدمة أولويات الدولة المصرية، حيث لا تتوانى مصر عن تقديم كافة أشكال الدعم لجميع الدول الإفريقية ، ويتم من خلال هذا التعاون تنفيذ العديد من المشروعات التنموية التى تعود بالنفع المباشر علي مواطني تلك الدول، بما يسهم فى تحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى معيشة المواطنين، وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات التى تتعرض لها القارة الافريقية مثل الزيادة السكانية وانتشار الفقر والأمية والأمراض.
وأشار الدكتور عبد العاطي خلال كلمته في مؤتمر بغداد الدولي الأول للمياه بالعاصمة بغداد، أن التعاون بين الدول المتشاطئة فى دراسة وتنفيذ وتشغيل السدود ومشروعات البنيه التحتية هو النموذج الأمثل لتحقيق المنفعة المشتركة وتعزيز علاقات حسن الجوار، وأن مصر تسعى لإقرار هذا النموذج فى علاقاتها مع دول حوض النيل، مؤكدا أن الوصول لإتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي (جيرد) يفتح الطريق لتحقيق تعاون وتكامل اقليمي وجذب للاستثمارات التي ستسهم في تحقيق التنمية بجميع دول الحوض.
وأكد الدكتور عبد العاطى أن مصر ليست ضد التنمية فى دول حوض النيل، ولكن مصر تعترض على أي فعل أحادي من دول منابع النيل دون الأخذ فى الإعتبار مصالح دول المصب، مشيراً إلى أن مصر كانت على مر التاريخ ولا تزال حريصة على تقديم الدعم في مجالات تمويل وبناء وإعداد الدراسات الفنية لإنشاء السدود ، وبما يلبي طموحات جميع الدول في التنمية، مثل سدود (جبل الأولياء) بدولة السودان وسد (أوين) بأوغندا وسد (روفينجي) بتنزانيا، ومشروع سد (واو) المتعدد الأغراض بدولة جنوب السودان، بالإضافة للدعم الفني المقدم لدولة الكونغو الديموقراطية فى إنشاء مركز التنبؤ بالفيضان في العاصمة الكونغولية - كينشاسا.
وأضاف الدكتور عبد العاطى أن مصر نفذت العديد من مشروعات التعاون الثنائي مع دول حوض النيل خلال السنوات الماضية في مجالات المياه والربط الكهربائي، حيث أنشأت مصر العديد من سدود حصاد مياه الأمطار ومحطات مياه الشرب الجوفية لتوفير مياه الشرب النقية فى المناطق النائية البعيدة عن التجمعات المائي، وإنشاء مزارع سمكية ومراسي نهرية لخدمة السكان المحليين، بالإضافة لتنفيذ العديد من المشروعات فى مجال تطهير المجاري المائية بهدف تنمية المناطق المحيطة إقتصادياً وإجتماعياً وبيئياً وخلق فرص عمل وتطوير أحوال الصيد وتقليل مساحات المستنقعات الأمر الذى يؤدى لتقليل الأوبئة والأمراض، بالإضافة لحماية القري والأراضي الزراعية من الغرق نتيجة إرتفاع مناسيب المياه أثناء الفيضانات، وتوفير وسائل للإستفادة من هذه الحشائش المائية فى إنتاج البيوجاز والسماد العضوي.
كما أوضح الدكتور عبد العاطى أن وزارة الموارد المائية والرى تقوم وبشكل سنوي بتنظيم إسبوع القاهرة للمياه، تحت رعاية دائمة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، بهدف رفع الوعي بقضايا المياه، وتعزيز الإبتكارات لمواجهة التحديات المائية الملحة بأساليب غير تقليدية باستخدام التكنولوجيا الحديثة ، موضحاً أنه تم عقد النسخ الثلاث الأولى من الإسبوع خلال السنوات الثلاثة الماضية ، وقد وجه الدكتور عبد العاطى الدعوة للحضور للمشاركة في أسبوع القاهرة للمياه في نسخته الرابعة المقرر إقامتها خلال الفترة من 24 – 28 أكتوبر القادم.
وعلى صعيد آخر .. أوضح المهندس مهدي رشيد الحمداني وزير الموارد المائية العراقي فى كلمته أمام المؤتمر أن التغيرات المناخية وإنحسار الأمطار وإرتفاع درجات الحرارة وجائحة كورونا تُعد من أهم التحديات التي تواجه الشأن المائي العراقي ، وأن هذا المؤتمر يهدف لتحويل التحديات إلي فرص ، وأنه سيتم عقد هذا المؤتمر بشكل سنوي.
وعقد الدكتور عبد العاطى عدد من اللقاءات على هامش المؤتمر .. حيث التقى سيادته مع المهندس مهدي الحمداني وزير الموارد المائية العراقي لمناقشة فرص تعزيز التعاون المشترك في مجالات إدارة المياه بين البلدين الشقيقين، وإلتقى سيادته مع السيد ماناوا بيتر وزير الموارد المائية والرى بدولة جنوب السودان لمناقشة موقف العلاقات المصرية الجنوب سودانية وسبل تعزيزها في الفترة القادمة ، كما التقى سيادته مع السيد حسن عبدي نور وزير الطاقة والمياه الصومالي لبحث سبل دعم التعاون بين مصر والصومال في مجال المياه.