الدكتور إسماعيل عبد الجليل يتذكر ..صفحة من حياة البروفسير لطفي بولس ”عاشق تصنيف النباتات”
صادفتنى اليوم تلك الصور للراحل العظيم البروفيسور لطفى بولس الذى التقيته اول مره بمكتبه الحديقة الملكيه البريطانية التى اعتادت استضافته سنويا للاستفادة من خبراته فى علم تقسيم وتصنيف النبات خلال مشوار حياته العمليه فى صحارى العالم.
لم يحظ بولس كغيره بالرعاية الواجبه فى الوطن بالرغم من تواضع طموحاته التى كانت توفير سياره لمهامه الصحراويه لجمع الاعشاب وتوثيقها وحفظها فى دولاب متواضع بمنزله بالدقي.
احببت بولس بالرغم من قصر فتره تعارفنا فالتمست منه أن يمنحنى شرف مرافقته فى رحلاته الاستكشافيه، وشرف توفير كل امكانيات مركز بحوث الصحراء لخدمه رسالته العلميه، ومنها سياره مجهزه بدلا من التاكسى الذى كان يستأجره لاستكشاف كنوز صحرائنا.
توفى العالم الكبير منذ سنوات تاركا ميراثه العلمى فى دولابه المتواضع الذى احتار الورثه فى تدبير امره حتى لا يذهب الى بائع روبابكيا، طالما لم تتقدم جهه علميه للحفاظ على محتواه العلمى.
لم ينقذ تراث العالم المصرى بولس سوى عاشق النبات المهندس شهاب مظهر الذى فعل ما لم تفعله مؤسسه علميه فى بلدنا حينما استضاف تراث بولس فى معشبه نباتيه بحديقته النباتيه الرائعه تحت اشراف تلميذته عاشقه النبات م.تريزا .
اسعدنى العزيز الغالى د.محمود صقر رئيس اكاديميه البحث العلمى والتكنولوجيا بفكرة أولية لإنشاء حديقه نباتيه تليق بسمعه مصر.
اتمنى ان تتحول الفكره لواقع يعوضنا عن الكوارث التى ارتكبناها فى حق حدائق الاورمان والاندلس والزهريه و..و.. الى آخره، مما يستوجب التحقيق والمساءلة.
اتمنى ان يخصص فى المشروع المحتمل مبنى معشبات عصرى يضم الميراث العلمى لعلمائنا وسيرة حياتهم، وكذلك تأهيل الحديقه بنظام يسمح للسائحين بزيارتها من اوطانهم وهو ما يطلق عليه السياحه الافتراضيه Virtual Touring.
رحم الله لطفى بولس، وحفظ الله شهاب مظهر وأمثاله من أعداء الحياه الكارهين للأشجار والزهور والنباتات والمنتجين للكربون والمستهلكين للأكسجين.