الجمعة 19 أبريل 2024 مـ 04:23 صـ 10 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

التغيرات المناخية وموجات المناخ المتطرف تدق ناقوص الخطر

يؤثر تغير المناخ بفعل الإنسان على العديد من الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة في كل منطقة في جميع أنحاء العالم. ويراقب العلماء التغيرات في جميع أنحاء النظام المناخي للكوكب في الغلاف الجوي والمحيطات والجليد الطافي وعلى اليابسة. و أن الكثير من هذه التغيرات غير مسبوقة، وبعض التحولات جارية الآن. في حين أن بعضها - مثل استمرار ارتفاع مستوى سطح البحر - أصبح بالفعل "لا رجعة فيه" لقرون إلى آلاف السنين قدما.ولكن لا يزال هناك وقت للحد من تغير المناخ بحسب خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ .

ويمكن أن تؤدي التخفيضات القوية والمستمرة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى إلى تحسين جودة الهواء بسرعة، ويمكن أن تستقر درجات الحرارة العالمية خلال فترة 20 إلى 30 عاما. واصدر خبراء المناخ في الأمم المتحدة، يوم الاثنين توقعاتهم الجديدة وذلك في الوقت الذي تتصدر صور الفيضانات والحرائق عناوين الصحف في كل أنحاء العالم وقبل ثلاثة أشهر من مؤتمر الأطراف (كوب 26) الحيوي لمستقبل البشرية.

حسب تحليل جديد صدر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن المخاطر المتعلقة بالمناخ تهيمن على قائمة الكوارث من حيث الخسائر البشرية والاقتصادية على مدى الأعوام الخمسين الماضية. ويبين التحليل أن من بين أكثر 10 كوارث، كانت المخاطر التي أدت إلى أكبر خسائر بشرية خلال هذه الفترة هي الجفاف والعواصف ودرجات الحرارة المتطرفة. ان العديد من التغييرات في النظام المناخي أصبحت أكبر في علاقتها المباشرة مع زيادة الاحتباس الحراري.

وهذا يشمل الزيادات في تواتر وشدة درجات الحرارة القصوى وموجات الحرارة البحرية وهطول الأمطار الغزيرة والجفاف الزراعي والبيئي في بعض المناطق و نسبة الأعاصير المدارية الشديدة فضلا عن انخفاض الجليد البحري في القطب الشمالي والغطاء الثلجي والتربة الصقيعية. يحذر الخبراء من أنه بالنسبة للمدن، قد تتضخم بعض جوانب تغير المناخ، بما في ذلك الحرارة والفيضانات الناجمة عن أحداث هطول الأمطار الغزيرة وارتفاع مستوى سطح البحر في المدن الساحلية. كما يحذر العلماء من أنه لا يمكن استبعاد النتائج ذات الاحتمالية المنخفضة، مثل انهيار الغطاء الجليدي أو التغيرات المفاجئة في دوران المحيط.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أعرب عن قلقه إزاء الفيضانات المدمرة وحرائق الغابات التي تحدث في مناطق مختلفة في العالم ومن امثلتها:

  1. وفقا لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية الألمانية هطل حوالي 100 إلى 150 ملم من الأمطار خلال 24 ساعة بين 14 و15 يوليو.
  2. ادت الفيضانات الى مقتل 209 شخص على الأقل في ألمانيا وبلجيكا بالإضافة إلى فقدان عشرات آخرين واجتاحت السيول عشرات المناطق المأهولة كما تسببت الفيضانات بأضرار في لوكسمبورغ وهولندا وسويسرا
  3. في الصين فتلقت بعض أجزاء مقاطعة خنان في وسط الصين مزيدا من الأمطار المتراكمة بين 17 و21 يوليو - أعلى من المعدل السنوي. وتلقت عاصمة خنان ما يعادل نصف هطول الأمطار السنوي في مساحة ست ساعات فقط.
  4. احترق أكثر من 700 ألف هكتار من الغابات في منطقة ياكوتيا في سيبيريا مع استمرار حرائق الغابات في ترويع شمال شرق روسيا غير أن التقديرات تشير إلى تدمير نحو 1.5 مليون هكتار.
  5. ومن بين الحرائق الأكبر "بوتليغ فاير" في ولاية أوريغون بالولايات المتحدة الامريكية التي أتت في غضون أسبوعين على ما يعادل مساحة مدينة لوس أنجليس من غطاء نباتي وغابات.
  6. نهاية يونيو ضربت غرب كندا موجة قيظ غير مسبوقة ناجمة عن ضغوط عالية تحبس الهواء الساخن. وسجلت البلاد درجات حرارة قياسية مرات عدة بلغ آخرها 49,6 درجة مئوية في قرية ليتون في 30 يونيو. كما تأثرت بتلك الموجة ولايتا واشنطن وأوريغون الأميركيتان.
  7. كما أدت موجة الحر الأسبوع الماضي في جزيرة جرينلاند الواقعة بالقطب الشمالي إلى أكبر حدث ذوبان في المنطقة حتى الآن في موسم 2021، حيث قدر الباحثون أن ما يكفي من الجليد تسرب إلى المحيط لتغطية فلوريدا كلها بمقدار بوصتين من الماء.

يتوقع الخبراء أن تزداد التغيرات المناخية في العقود القادمة في جميع المناطق. بالنسبة للاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية ستكون هناك زيادة في موجات الحرارة ومواسم دافئة أطول ومواسم برد أقصر. وعند درجتين مئويتين من الاحتباس الحراري من المرجح أن تصل درجات الحرارة القصوى إلى عتبات تحمّل حرجة للزراعة والصحة. لكن الأمر لن يقتصر على درجة الحرارة فقط. على سبيل المثال يؤدي تغير المناخ إلى تكثيف الإنتاج الطبيعي للمياه – دورة المياه. يؤدي هذا إلى هطول أمطار غزيرة وما يرتبط بها من فيضانات، فضلا عن زيادة حدة الجفاف في العديد من المناطق.كما أنه يؤثر على أنماط هطول الأمطار. في مناطق خطوط العرض العليا، من المرجح أن يزداد هطول الأمطار، بينما من المتوقع أن ينخفض في أجزاء كبيرة من المناطق شبه الاستوائية. ويحذر التقرير من أنه من المتوقع حدوث تغييرات في أنماط الأمطار الموسمية والتي ستختلف بحسب المنطقة.علاوة على ذلك، ستشهد المناطق الساحلية ارتفاعا مستمرا في مستوى سطح البحر، طوال القرن الحادي والعشرين، مما سيساهم في حدوث فيضانات ساحلية متكررة وشديدة في المناطق المنخفضة وتآكل السواحل.

وقال أمين عام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس إن الأخطار المرتبطة بالطقس والمناخ والمياه تتزايد من حيث تواترها وشدتها نتيجة لتغير المناخ.وأضاف في بيان صدر عن المنظمة أن موجات الحر الأخيرة التي حطمت الرقم القياسي في أميركا الشمالية مرتبطة بالاحترار العالمي. "لكن نوبات هطول الأمطار الغزيرة تحمل أيضا بصمة تغير المناخ. عندما يزداد الغلاف الجوي دفئا، يحتفظ بالمزيد من الرطوبة مما يعني أمطارا أكثر أثناء العواصف مع زيادة مخاطر السيول."

وقال أمين عام المنظمة: "لا يوجد بلد محصن – متقدم أو نامٍ. تغير المناخ موجود هنا والآن." وشدد على ضرورة الاستثمار أكثر في التكيف مع تغير المناخ، وإحدى طرق القيام بذلك هي تعزيز أنظمة الإنذار المبكر. و أعرب عن قلقه إزاء الفيضانات المدمرة التي تحدث في مناطق مختلفة في العالم، وأشار نائب المتحدث باسم الأمين العام، فرحان حق، إلى أن السيد غوتيريش على اتصال بالقادة فيما يتعلق بهذا الأمر.

وتتزعم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قائمة جديدة من تحالف المياه والمناخ، وهو مجتمع من الجهات الفاعلة متعددة القطاعات يسترشد بالقيادة رفيعة المستوى ويركز على العمل المتكامل في مجال المياه والمناخ، بحسب الأمين العام للمنظمة.

قال بانماو تشاي الرئيس المشارك لمجموعة الخبراء التي أعدت هذا الجزء من التقييم: "سيتطلب استقرار المناخ تخفيضات قوية وسريعة ومستدامة في انبعاثات غازات الدفيئة، والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية لغاز ثاني أكسيد الكربون. يمكن أن يكون للحد من غازات الدفيئة وملوثات الهواء الأخرى وخاصة الميثان فوائد للصحة والمناخ."

وقالت فاليري ماسون ديلموت، الرئيسة المشاركة لمجموعة الخبراء: «من الواضح منذ عقود أن نظام مناخ الأرض يتغير ودور التأثير البشري في النظام المناخي لا جدال فيه».

 

تجميع وترجمه

ا.د. أحمد عونى احمد فرج

مدير المعمل المركزى للمناخ الزراعى

موضوعات متعلقة