خبير زيتون يضع الروشتة العلمية الخبيرة .. الكبريت الميكروني والفوسفور مفتاحي الشفرة
كيف تواجه الآثار السلبية لاستمرار البرودة الشديدة بعد يناير على أشجار الزيتون؟
وجه المهندس حمدي القاضي، خبير زراعات الزيتون في مصر، نصيحة إرشادية لمزارعي الزيتون في مصر، تتعلق بمواجهة الآثار السلبية لاستمرار موجات البرودة على أشجار الزيتون - لما بعد يناير.
وقال المهندس حمدي القاضي في تصريح خاص بموقع "الأرض"، إن حالة البرودة هذا العام مطمئنة على الأشجار المستديمة، خاصة الزيتون، حيث تجاوز عدد ساعات البرودة هذا العام أكثر من 210 ساعات حتى الآن (وهو معدل مطمئن حتى الآن لتزهير جيد محتمل)، لكن يُخشى أن تستمر الموجات الباردة - في ظل التغيرات المناخية، عن الحد الآمن الذي يوفي الأشجار احتياجاتها من وحدات البرودة.
الآثار السلبية للبرودة الزائدة
من جهته، قال استشاري موقع "الأرض" - قسم الأشجار الاستوائية، إن البرودة الزائدة، تتساوى في الآثار السلبية مع البرودة الناقصة، "كما أن استمرار البرودة إلى منتصف فبراير، له آثار سلبية على جميع الأشجار، فلا تتنبه البراعم للحث الزهري، وبالتالي تتكشف البراعم الخضرية أولا، لتقضي على المخزون الاستراتيجي من الكربوهيدرات في الشجرة".
وعاد المهندس حمدي القاضي لتوجيه نصائحه الإرشادية، حيث يرى ضرورة استعداد مزارعي الزيتون من الآن لموسم التزهير، وذلك بالاهتمام بالري المنتظم، وعدم التعطيش.
ومن التوصيات الواجبة للقاضي: الاهتمام برشة الزيت المعدني بعد التقليم لتدفئة النبات، مع متابعة الشعيرات الجذرية متابعة دقيقة، والتأكد من خلوها من مسببات الأمراض، خاصة الفيوزاريوم والنيماتودا، ويفضل التدخل بالمبيدات العلاجية للأعلام والنيماتودا خلال النصف الأخير من فبراير وأول مارس، (لتكون وقائية أو علاجية)، لتجنب مشاكل متبقيات المبيدات أثناء موسم الحصاد.
وأفاد القاضي أن هذه المعاملات تضمن دخول الموسم بمجموع جذري قوي، "وهنا، يجب التدخل بالتسميد الفوسفاتي من ١٥ يناير لتنشيط الجذور.
وأضاف القاضي في تصريحه لموقع "الأرض"، أن بداية التسميد الكامل يجب أن تكون مع ميول الأجواء إلى الدفء، حيث تبدأ دورة نشاط الجذور، ويكون التسميد بالآزوت (يوريا 46٪ لمدة 3 أسابيع متتالية)، مع إضافة سماد الفوسفور وحامض النيتريك وسلفات البوتاسيوم بالجرعات الموصى بها في البرنامج - حسب عمر الأشجار.
الأخطاء الشائعة في تزهير الأشجار بالتعطيش
ويتداخل خبير فيسيولوجيا النبات الدكتور الباز عبد العليم في القضية، فيلفت النظر إلى خطأ كبير شائع بين مزارعي البساتين عامة، حيث يعتقدون أن تعطيش الأشجار يدفعها للتزهير، بدعوى إحداث صدمة تضطرها للحفاظ على نوعها بالتزهير، مؤكدا أن الأزهار الناتجة في حالة إجهاد الأشجار، تكون أزهارا ضعيفة النمو، غير مكتملة النضج، وتفشل في مرحلة العقد الثمري، ويكون مصيرها السقوط.
خطورة التسميد بحامض الفوسفوريك
أما استشاري "الأرض"، فينصح بالتوقف عن استخدام حامض الفوسفوريك في الأراضي الصحراوية عامة، والكلسية خاصة، وذلك لتثبيت عنصر الفوسفور في الوسط القلوي، وتفاعله مع عنصر الصوديوم مكونا فوسفات صوديوم، كما يتفاعل مع عنصر الكالسيوم مكونا فوسفات كالسيوم معقد.
وينصح استشاري "الأرض" باستخدام الأسمدة الفوسفاتية في صورتي: مونو أمونيوم فوسفات "ماب"، أو يوريا فوسفات "ماجنوم"، وذلك لارتباط عنصر الفوسفور فيهما بشق اليوريا، الذي يمتصه النبات بشراهة.
ويعود القاضي لينصح باستخدام مركبات تحتوي على عناصر: البورون، والمولبيدنيومم، والزنك، رشا على الأوراق، مؤكدا أنها "مهمة جدا"، لتوجيه الكربوهيدرات إلى مواطن التكشف في البراعم الزهرية.
السر في الكبريت الميكروني شتاء
ويضيف المهندس حمدي القاضي في وصفته الخبيرة، ضرورة التدخل بالكبريت الميكروني والمونو أمنيوم فوسفات، أو المونو بوتاسيوم فوسفات، إذا استمرت موجات البرودة طوال فبراير والأسبوع الأول من مارس، "وأخيرا: رشة كبريت ميكروني بعد استيفاء النبات درجات البرودة المطلوبة لكل صنف"، ويتم الرش بالكبريت الميكروني كل ١٥ يوما حتى قبل تفتح الأزهار.