50 خبيرا دوليا يضعون ”روشتة ”لمواجهة الشح المائى بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا
استضافت بالقاهرة "الحوار الاقليمى الثانى حول اعادة استخدام المياه المعالجة بطريقة آمنة خلال الفترة (5-6 يوليو 2022) تحت عنوان: " الحلول المبتكرة لاعادة استخدام المياه فى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا" .
واستهدف الحوار الثانى الذى شارك فيه أكثر من 50 خبيرا ومسئولا رفيع المستوى فى المجال المائى والبيئى ,إلى تقديم قصص النجاح الوطنية بالدول العربية المختلفة والإجراءات التنفيذية للتغلب على العوائق الرئيسية لاعادة استخدام المياه,ومواجهة الشح المائى , وإيجاد الآليات والسياسات المناسبة لإعادة تطبيق هذه القصص بالمنطقة العربية.
وعرض الدكتور يوسف بروزين المدير الإقليمي - المعهد الدولي لإدارة المياه (IWMI) ، الدكتور/ جافيير ماتيو منسق مشروع (ReWater) المعهد الدولي لإدارة المياه (IWMI) ما تحقق فى مشروع المشروع الإقليمي حول «إعادة استخدام المياه العادمة (مياه الصرف الصحى المعالج) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمواجهة تحديات ندرة المياه» (ReWater) "... والذى يهدف إلى إنشاء ودعم تحالفات تعليمية إقليمية ودولية ودعم الاستراتيجيات والسياسات الوطنية والاقليمية للتوسع فى إعادة الاستخدام الأمن للمياه فى مناطق رائدة وبناء القدرات العربية وتبادل الممارسات والخبرات فى هذا المجال.
وخلال الجلسة الأولى من الحوار التى عقدت تحت عنوان قصص النجاح لتمكين البيئة المناسبة لاستخدام المياه المعالجة للمنطقة العربية من خلال البعد السياسى والمؤسسى والاقتصادى فقد قدم الدكتورعبد القوى خليفة – وزير مرافق مياه الشرب والصرف الصحى الأسبق بمصر السياسات التحفيزية المقترحة واهمية دور القطاع الخاص من أجل التوسع فى إعادة استخدام المياه فى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
ومن جانبه شدد الدكتور وليد عبد الرحمن نائب رئيس المجلس العربى للمياه على ضرورة زيادة الوعى الجماهيرى بحجم النقص في إمدادات المياه الموثوقة ,وما يتمخض عن ذلك من تدهور امدادات وخدمات المياه.
وأشار إلى أن الفجوات القائمة في إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي تعد من بين أكبر المخاطر على التقدم الاقتصادي وجهود القضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة.. وضرورة ايجاد الحلول غير التقليدية خصوصاً التوجه للاقتصاد الاخضر والاستفادة بالخبرات والتجرية السعودية فى مجال الاستخدام الامن للمياه المعالجة خاصة فى قطاع الصناعة.
كما شدد الدكتور سيد اسماعيل – نائب وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية لشئون البنية التحتية بمصر على ضرورة بناء إطار مؤسسى قوى لتعزيز استدامة إعادة الاستخدام الأمن للمياه وايجاد الوسائل والأليات المؤسسية والتشريعية المناسبة للتطبيق بالمنطقة العربية والتأكيد على تعزيز دور القطاع الخاص.
ومن جانبه طالب د. وليد الزبارى – أستاذ برنامج إدارة الموارد المائية بجامعة الخليج العربى بمملكة البحرين بضرورة ايجاد الهيكل الحوكمى المناسب لتحقيق عائد اقتصادى من إعادة استخدام المياه.
ولفت د. رضوان شكر الله – الخبير والمستشار الدولى للموارد المائية واستاذ بجامعة الملك محمد السادس بالمملكة المغربية إلى ضرورة فهم وتحديد العوائد الاقتصادية لإعادة استخدام المياه من المنظور البيئى والصحى كجزء لا يتجزأ من خطط التنمية المستدامة.
وفى نهاية الجلسة الأولى أكد د. عبد العزيز المشيخى – مدير عام ادارة المياه بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بسلطنة عمان على ضرورة اشراك القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى فى إطار مؤسسى شامل لإعادة استخدام المياه.
وخلال الجلسة الثانية بالحوار والتى عقدت تحت عنوان: قصص النجاح بالمنطقة العربية لتمكين البيئة المناسبة لاستخدام المياه المعالجة بالمنطقة العربية مع الأخذ فى الاعتبار الأبعاد الفنية الناجحة لتعزيز التوسع فى إعادة استخدام المياه المعالجة بطريقة آمنة .
و أكد د. صفوت عبد الدايم – خبير ومستشار البنك الدولى على ضرورة الاهتمام بتحقيق العائد المالى المناسب من اعادة استخدام المياه المعالجة بالزراعة وضرورة اختيار المحاصيل وتكنولوجيات الرى المناسبة مع ضرورة تسويق هذه المنتجات فى الأسواق المحلية والاقليمية والدولية.
واضافت د رولا خضرا – خبير ادارة الموارد المائية بمعهد بارى الدولى لدول حوض البحر الابيض المتوسط بأنه يجب تعميم المساواة بين الجنسين عند إعداد استراتيجيات إعادة استخدام المياه لضمان الاستدامة والتوسع فى هذا المجال بالمنطقة العربية.
وقدم م.خلدون خشمان – أمين عام وزارة المياه والرى السبق بالمملكة الاردنية الهاشمية والأمين العام للجمعية العربية لمرافق المياه (أكوا) قصص نجاح لاسترداد تكلفة التشغيل والصيانة لاعادة استخدام المياه.
وفى نهاية الجلسة عرض د. المؤيد السيد – مدير مركز المياه والبيئة وتغير المناخ بالجمعية العلمية بالمملكة الأردنية الاسلوب والوسائل المناسبة لتحسين قبول المزارعين لإعادة استخدام المياه فى الزراعة.
ومن جانبه اشار د. حسين العطفى الأمين العام للمجلس العربى للمياه إلي انه فى ضوء التحديات الدولية والاقليمية المتزامنة والمتلاحقة خصوصاً فى المنطقة العربية خاصة قضية ندرة المياه فى ظل زيادة الضغوط على الموارد المائية المتاحة والمحدودة ,بالإضافة إلي العديد من التحديات التي تواجه المنطقة العربية من زيادة سكانية وزحف عمرانى وتغيرات مناخية وغيرها وتأثيرها السلبي علي المياه واتساع الفجوة المائية والغذائية وتأثيرذلك كله على الأمنين المائى والغذائى..
وقال :أنه على الرغم من أن العديد من الدول العربية قامت وتقوم بمجهودات كبيرة لسد الفجوة المائية بين زيادة الطلب على المياه ومحدودية الموارد المائية المتاحة ومن ضمنها اعادة الاستخدام الأمن للموارد المائية غير التقليدية من خلال (تحلية المياه، معالجة المياه،.....) ,مبينا أن التوسع في إعادة استخدام لا يزال بالشكل غير المأمول رغم وجود المقومات والفرص لاستغلال هذا المورد المائي الهام بإعتباره مورداً متزايداً ومستداماً.
كما اوضح العطفى انه فى اطار برنامج المجلس العربى للمياه للتوسع فى استخدام الموارد المائية غير التقليدية فى المنطقة العربية وفى ضوء تقارير الوضع المائى فى المنطقة العربية الذى يصدرها المجلس العربى للمياه بالتعاون مع منظمة سيدارى بأن هناك ما يزيد على 25 مليار م3 من مياه الصرف الصحى وغير الجهود الكبيرة المبذولة يعالج منها فقط حوالى 30% يعاد استخدام 25% منها فقط فى القطاعات المختلفة.
من جانبه قال الدكتور محمد الحمدي، مسؤول منظمة "الفاو" للأراضي والمياه للشرق الأدنى وشمال افريقيا:إن منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا هي واحدة من أكثر المناطق جفافاً في العالم، حيث تقل حصة الفرد من المياه بمقدار عشر مرات عن المتوسط العالمي.
وأضاف الحمدي : إن القدرة على الحصول على المياه أمر أساسي لضمان الأمن الغذائي وصحة الإنسان والزراعة، لكن باتت مشكلة ندرة المياه التي تلوح في الأفق تشكل تحدياً هائلاً يتطلب استجابة عاجلة وكبيرة".