الخميس 28 مارس 2024 مـ 09:18 مـ 18 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

نائب رئيس ”منتجي الدواجن”: ما المقصود بحبس الأعلاف واستيراد المجزءات؟

كارثة جديدة تهدد الإنتاج الداجني .. تدمير صناعة تؤمن غذاء 100 مليون مصري وتوظف 4 ملايين

القاهرة

ـ كيف تحمي هولندا صناعة الدواجن المحلية؟

ـ الدكتور ممدوح شرف الدين مستشار وزير الزراعة 1990: استيراد مجزءات الدواجن "على جثتي"

طرح الدكتور ثروت الزيني نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، سؤالا يتعلق بأسباب توفير النقد الأجنبي لاستيراد مجزءات الدواجن، في الوقت الذي امتنع فيه الإفراج عن خامات أعلاف ولقاحات الدواجن وأدويتها.

وقال الزيني في تصريح خاص لموقع "الأرض"، إنها كارثة كبرى لم تشهدها مصر منذ عام 1990، حينما وقف الدكتور ممدوح شرف الدين - مستشار وزير الزراعة الأسبق (الدكتور يوسف والي)، آنذاك، ضد محاولات التجار إدخال المجزآت، من الولايات المتحدة، مؤكدا أنه كان يعبر عن رفضه القاطع لاستيراد المجزءات بتعبير شهير له: "على جثتي"، وذلك حفاظا على صناعة وطنية واعدة، حققت المستهدف منها على جانبي الأمن الغذائي بالاكتفاء الذاتي، والأمن المجتمعي بفتح فرص عمل لنحو 4 ملايين مواطن.

مجزءات الدواجن البائتة

ووصف الزيني المجزءات أمريكية المنشأ التي ظهرت في منافذ البقالات والسوبر ماركت خلال الأيام القليلة الماضية، بأنها "كنسة الثلاجات الأمريكية"، كونها مخزونا استراتيجيا، يتم التخلص منه سنويا بالمجان لصالح أعلاف الحيوانات الأليفة في بلدان منشأها.

وأضاف الزيني أن تاريخ صناعة الدواجن في مصر رصد العديد من محاولات تجار مصريين مقيمين في الولايات المتحدة، لإغراق السوق المصرية بهذه المجزءات، لافتا النظر إلى أنهم مستعدون لتصديرها بالمجان إلى مصر في عدة عمليات، "وبعد التأكد من تدمير الصناعة الوطنية، يجلدوننا بأسعار باهظة، استغلالا لحاجتنا".

التجربة الروسية في صناعة الدواجن

وأعاد الزيني إلى الذاكرة قصة التجربة الروسية في صناعة الدواجن، حيث كانت روسيا قد قررت التخلص منها باعتبارها "صناعة ملوثة للبيئة"، واستبدلوا بها الاستيراد بسعر أقل لمدة عام، "ثم بعد التأكد من تصفية القطعان والعنابر والمجازر الروسية، ارتفع مؤشر الأسعار، استغلالا للحالة الاضطرارية، حتى أعاد بوتن صناعة الدواجن بقوة تزيد عشرة أضعاف على قوتها الأولى، ولتتحول روسيا إلى رايع أعلى دولة في إنتاج الدواجن عالميا، بعد أمريكا، والصين، والبرازيل.

التجربة الهولندية في حماية الإنتاج الداجني

ويستدعي الزيني في حديث الذكريات قصة شهيرة من قصص حماية صناعة الدواجن الهولندية، حيث يروي واقعة مؤتمر رابطة منتجي بيض المائدة عام 1987، اعتراضا على تسعير طبق البيض بسعر 225 قرشا، وكان ذلك بأقل من سعر التكلفة آنذاك 75 قرشا، وحضر المؤتمر بالصدفة مربي هولندي، وكان ذلك في حضور أباطرة الصناعة، مثل: أحمد الخياط، والمهندس سيد حسن موسى وغيرهما.

يقول الزيني إن الهولندي تساءل عن سر الصياح والانفعال الذي سيطر على أجواء المؤتمر، فأجابه بالسبب، ليُخرِج الرجل الهولندي آلة حاسبة من حقيبته، ويضرب ويقسم ويطرح ويجمع، ليخبر الزيني بأن طبق البيض في هولندا يباع بما يساوي 14 جنيها مصريا في بلده.

يضيف الزيني أنه عرض على المربي الهولندي أن تصدر الرابطة المصرية بيض المائدة إلى هولندا وقتذاك، بما يساوي 5 جنيهات مصرية للطبق، وهنا انتفض الهولندي معلنا في عزة وشموخ، أنه لن يُسمَح أبدا باستيراد سلعة أجنبية ينتجها محليون، قائلا: إن التجربة الهولندية تؤمن بأن منتجا + منتجا = اقتصاد دولة.

المنتجون يطالبون باستجواب برلماني لمصيلحي

وطالب منتجو بيض مائدة في مصر أعضاء لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي في البرلمان المصري، باستجواب وزير التموين الدكتور اللواء المهندس علي مصيلحي، حول أهداف استيراد "مجزءات دواجن بائتة" أمريكية بالعملة الصعبة، في الوقت الذي يتم تضييق حركة الإفراج عن مدخلات صناعة الدواجن من الموانئ المصرية بمبرر عدم توافر النقد الأجنبي.

وقال المهندس إيهاب الشربيني مدير عام شركة صحارى لتعبئة بيض المائدة، وعضو شعبة البيض في اتحاد منتجي الدواجن، إن إغراق السوق المصرية بالمجزءات لن يغني مصر عن صناعتها المحلية التي تعاني التدمير منذ نحو عامين، لافتا النظر إلى أن أي كيان إنتاجي لا يمكنه الاستحواذ على سوق تتطلب 40 مليون بيضة و3.5 مليون دجاجة يوميا.

أهمية بروتين الدواجن

يُذكر أن الدواجن والبيض هما المصدر الأقل كُلفة لعنصر البروتين في غذاء الشعوب عامة، والمصريين خاصة، حيث أن لحوم الدواجن غنية جدا بالبروتين الجيد، الذي يحتوي على مجموعة الأحماض الأمينية الرئيسية التسعة، كما يحتوي على فيتامينات B1,3,6، وعلى كمية دهون قليلة، لا تتسبب في الإصابة بالكوليسترول الضار.

ووفقا للدكتورة أمال صبري استشارية طب الأطفال والتغذية العلاجية، لا يحتوي لحم الدواجن على أي نسبة من الكربوهيدرات، ولذلك يُصنّف كونه الغذاء البروتيني الأكثر تفضيلا لجميع الأعمار، من الأطفال، حتى المسنين، ومنهم مرضى الكبد، والكُلى والقلب.

وقالت الدكتورة أمال صبري في تصريح لموقع "الأرض"، إن بيض الدواجن يمثل الضلع الثاني الأعلى أمانًا في مثلث البروتين الحيواني، "حيث يحتاجه الإنسان من الطفل الرضيع حتى سن الشيخوخة، مفيدة أن 3 بيضات يوميا للإنسان البالغ والأم الحامل تغنيها تماما عن وجبة لحوم حمراء وزنها 90 جراما.

وتضيف الدكتورة أمال أن البيض غني بالفسفور والسيلينيوم، والأول عنصر خصوبة وطاقة، والثاني مفيد في تقوية المناعة.

إنتاج الدواجن والبيض في مصر

وكانت مصر قد اجتازت مرحلة نقص البروتين في مصر، التي تسببت فيها جائحة أنفلوانزا الطيور عام 2006، وحققت الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن بإنتاجية فاقت 3.5 مليون دجاجة يوميا، إضافة إلى 13 مليار بيضة مائدة سنويا، وذلك قبل الحرب الروسية الأوكرانية، التي أثرت سلبا على إنتاج الغذاء في العالم.

وقال منتجون مصريون، إن صناعة الدواجن المصرية صمدت خلال، جائحة كورونا التي جمدت عجلات الاقتصاد العالمي نحو عامين، ولم تخسر بنطا واحدا في مربع الاكتفاء الذاتي، مؤكدين أن معاناتهم بدأت في أعقاب قرار طارق عامر رئيس البنك المركزي المصري السابق، تقييد عجلة الاستيراد بوقف العمل بمستندات الصرف.

حلول أزمة صناعة الدواجن

ويتفق خبراء هذه الصناعة ما بين كبار وصغار ومتوسطين، على أن الاستيراد لن يحل مشكلة ارتفاع أسعار المنتجات الداجنة، (اللحوم البيضاء وبيض المائدة)، "لكن الحل في إتاحة مدخلات الإنتاج من خلال تشجيع برامج الزراعة التعاقدية للذرة والصويا في مصر، ثم إتاحة النقد اللأجنبي للإفراج عن مستلزمات الإنتاج من الموانئ، مع العودة إلى نظام مستندات الصرف، وشطب قرار طارق عامر بنظام الاعتماد المستندي، والإبلاغ المسبق عن الشحنات.

موضوعات متعلقة