100 ساعة برودة متقطعة أقل من 10 درجات لزيتون (القاهرة - الإسكندرية الصحراوي) .. الأمل في شهر طوبة
- نقص ساعات البرودة يهدد بخسائر فواكه الدلتا
- تحذير من تغطية العنب بعد رش الدورمكس مباشرة
- رش الكبريت على الخوخ أثناء الصقيع هدر مالي
كشف الدكتور محمد فهيم رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة، عن احتمالات كبيرة لخسائر فادحة في فواكه منطقة الدلتا، بسبب نقص ساعات البرودة المتصلة التي تقل عن 10 درجات مئوية حتى اليوم.
وقال فهيم في تصريح خاص لموقع "الأرض"، إن منطقة الدلتا غنية بمساحات كبيرة من الفواكه المتساقطة، أهمها: العنب، الخوخ، المشمش، والكاكا، التي تتطلب وحدات باردة للدخول في سكونها العميق، ثم خروج براعمها الزهرية والورقية مبكرا قبل الربيع، حيث تسبق البراعم الزهرية نيتجة حصولها على احتياجاتها من البرودة الأقل من احتياجات البراعم الخضرية.
وأوضح فهيم أنه يخشى من ظهور البراعم الزهرية مبكرا، قبل دخول موجات الصقيع، التي تقضي على البراعم، مفيدا أن رش كاسرات السكون في الفواكه المتساقطة يحب أن يكون محسوبا، ووفق برنامج مراقبة دقيق حتى لا يتم تخريج البراعم قبل ارتفاع درجات الدفء نهاية يناير.
الوحدات الباردة للزيتون
وعلى صعيد أشجار الزيتون، قال فهيم في تصريحه لموقع "الأرض"، إن المساحات الواقعة على الخط الواصل من المنيا حتى الإسكندرية، مرورا بكل طريق القاهرة ـ الإسكندرية الصحراوية، حظيت حتى الآن بتجميع نحو 100 ساعة برودة تحت 10 درجات مئوية، "لكنها ليست متصلة"، مؤكدا أن شهر طوبة الذي يتبقى فيه نحو 25 يوما، سيهدي الزيتون نصيبا طيبا من احتياجاته.
عدد ساعات البرودة للزيتون
وقال الدكتور صلاح محمد سيد الباحث في قسم بحوث الزيتون بمعهد بحوث البساتين، إن أشجار الزيتون الشائع زراعتها في مصر، تحتاج إلى وحدات باردة متحصلة من عدد ساعات برودة تحت درجة حرارة 10 مئوية، تتراوح بين 240 و440 ساعة، حسب الأصناف الموجودة في مصر، حيث تحتاج البلديات والعجيزي إلى الحد الأول (240 ساعة)، بينما تتطلب الأصناف الأوروبية، مثل: البيكوال، والأربكوينا، إلى الحد الثاني (440 ساعة)، ("لكن المانزانيلو" قد يتطلب نحو 1300 ساعة برودة)، مفيدا أن هناك أصناف ليست موجودة في مصر، قد تحتاج إلى أكثر من 2000 ساعة برودة.
الباز عبد العليم
الدكتور الباز عبد العليم خبير الأشجار المتساقطة، قال في تصريح لموقع "الأرض"، إن الظروف المناخية الحالية مواتية وآمنة لأشجار الخوخ، حيث تكفيها 100 وحدة برودة فقط، "مالم تفاجئنا موجة صقيع التي تؤخر خروج البراعم الورقية المغذية للأزهار، "إذ يجب ألا تزيد المسافة الزمنية بين التزهير وخروج البرعم الخضري الأوسطي بين البرعمين الزهريين".
وأوضح الدكتور الباز أن موجات الصقيع لها تأثير سلبي على الخوخ، خاصة بعد رش كاسرات السكون، ومن هذه التأثيرات السلبية: خفض حيوية حبوب اللقاح، وبالتالي تراجع كفاءة التلقيح، ثم الإخصاب المثالي، وبالتالي عدم إتمام العَقْد الثمري الجيد، بمعنى موت الجنين، ثم سقوط الثمار.
ونصح الباز في تصريحه لموقع "الأرض"، بضرورة رش مركبات الطاقة في حالة تعرض الخوخ بعد التزهير لموجات صقيع، مثل: مونو أمونيوم فوسفات (ماب)، أو مونو بوتاسيوم فوسفات (MKP).
وحذر الباز من رش الكبريت خلال موجات الصقيع، "لأن الكبريت عبارة عن عديسات تجميع حراري، فإذا لم تسطع شمس، فلن يتم تجميع حرارة، وبالتالي يصبح الكبريت هدرا لا فائدة منه".
العنب الأكثر عرضة للضرر
وأضاف الدكتور الباز في تصريحه لموقع "الأرض"، أن هناك تأخرا مناخيا بين الدلتا ومناطق الصحراء الغربية نحو 15 يوما، خاصة في العنب البناتي.
وتحتاج أشجار العنب على (الصحراوي) إلى 250 ساعة برودة، لأصناف: الفليم، الإسبيريور، البلاك ماجيك، والكريمسون.
وحذر الباز من التغطية المبكرة للعنب، خاصة بعد رش الدورمكس، حيث يتطلب بعد إزالة الحراشيف التي تغطي العيون، تجميع وحدات باردة كافية لتدخل العيون في السكون العميق، "لكن التغطية المبكرة بعد الدورمكس، تعرض العيون للدفء، ومع تجميع وحدات حرارية مرتفعة يتعرض النبات لإجهاد حراري، فيرىزيد معدل تنفسه، وبالتالي تنشط البراعم الثانوية، فيحدث استنزاف للكربوهيدرات المخزنة".
ويؤكد الدكتور الباز هنا أن النبات بذلك يتعرض للخطر، فيضطر تلقائيا لتخريج البراعم الثانوية الضعيفة التي تكونت أخيرا، وسكنت سكونا مؤقتا، وقد يحمل إحداهما عنقودا ضعيفا، أو لا يحمل مطلقا، وكل ذلك بسبب تنشيط هرمونات التكشف قبل دخول البرعم الرئيسي طور السكون العميق.
وأوضح الباز أن العنب المكشوف لا يزال في مأمن من الإجهاد الحراري، لأنه لم يدخل في السكون العميق حتى الآن، مؤكدا أن التكشف الطبيعي المرغوب يكون للبرعم الرئيسي أو حامل العنقود الرئيسي، "وهذا لن يحدث إلا بحصوله على وحدات باردة كافية تعينه على الدخول في السكون العميق، وهي عملية فيسيولوجية لازمة لتكشف البرعم بعد استيفاء احتياجاته الباردة، ثم استشعاره الدفء بعد ذلك ليتكشف وينمو بقوة".
ووصف الدكتور الباز الخلل الذي تحدثه التغيرات المناخية، بالقلق الذي يتعرض له النائم "النوم المتقطع"، وهو نوم غير عميق، "وفي العنب، تتسبب هذه العملية في تنشيط البراعم الثانوية، نتيجة نشاط هرموني، فتستنزف المخزون الكربوهيدراتي الذي يحتاجه البرعم الرئيسي حال تكشفه "وهنا يتم تثبيط البرعم الثانوي الثمري الذي يضمن عملية "حفظ الحياة فقط"، بينما يستمر الثانوي الخضري في النمو لتعويض الغطاء النباتي الخضري المثالي المطلوب.
طريقة حساب عدد ساعات البرودة للأشجار
أولاً: درجات الحرارة أقل من أو تساوي 1.4 = صفر وحدة، و لا يتم تحصيل شيء من وحدات البرودة.
ثانياً: افترض أن التحصيل يتم بداية من درجة حرارة فوق 1.4 درجة مئوية (وهذا مخالف لبعض النماذج)
ثالثاً: درجات الحرارة اكبر من 1.4 و حتى 2.4 = 0.5 وحدة ويتم تحصيلها.
رابعاً: درجات الحرارة أكبر من 2.4 وحتى 9.1 = 1 وحدة و يتم تحصيلها.
خامسا: درجات الحرارة أكبر من 9.1 وحتى 12.4 = 0.5 وحدة ويتم تحصيلها.
سادسا: درجات الحرارة أكبر من 12.4 حتى 15.9 = 0 وحدة و لا يتم تحصيل شيء.
سابعا: درجات الحرارة أعلى من 15.9 وحتى 18.0= (( – 0.5 )) و يتم عندها خصم نصف وحدة مما سبق تحصيله.
بمعنى أن بداية من درجة حرارة أعلى من 15.9، يتم الحساب بالسالب (( – ))
درجات الحرارة أعلى من 18.0 تساوى = (( – 1 )) و يتم عندها خصم وحدة مماسبق تحصيله.
* عدد ساعات البرودة للزيتون
تختلف احتياجات الأصناف للبرودة من صنف لآخر، ويمكن القول بأن الأصناف المحلية تحتاج إلى عدد ساعات برودة من 100 : 150 ساعة برودة، وتصل الأصناف الأجنبية إلى 300 ساعة برودة مثل المنزانيللو.