برنامج «الأرض» يجيب عن سؤال الساعة.. لماذا يعزف الفلاح عن زراعة القمح؟… فيديو
كشف «برنامج الأرض»، المذاع علي قناة «مصر الزراعية»، أسباب عزوف الفلاحين عن زراعة القمح رغم أهميته الشديدة للمواطنين والاقتصاد القومي.
وقال محمود البرغوثي، مقدم «برنامج الأرض»، فى الحلقة التى أذيعت مساء الأربعاء الماضي، إن «المزارع المصري استمر سنوات يقاتل ويسلك كل السبل ليزرع جزء صغير من أرضه بالقمح، حتي يستطيع توفير الاكتفاء الذاتي سواء لأبنائه أو للمواشي»، مستطردًا أن «الفلاح الذي ورث عن أجداده زراعة القمح، اليوم نحتاج أن نطالبه بأن يزرع.. وعلي الصعيد الآخر نجده غير مبالي، فهل القصة في الفلاح أم في الحكومة التي جعلته يعزف عن زراعة القمح».
وزارة التموين مسئول عن ترك الفلاح لزراعة القمح
وحمل «البرغوثي»، خلال تقديمه للبرنامج، وزارة التموين مسئولية عزوف الفلاح عن زراعة القمح، لافتاً إلي أن خبز المصريين معجون بعرق وملح عيون الفلاح، متسائلًا: «كيف لعضو في لجنة اقتصادية لتحديد الأسعار الاسترشادية للمحاصيل الاستراتيجية مثل (القمح - الأرز - القصب - البنجر - القطن)، يحدد سعر طن القمح الذي يشتريه من الفلاح بأقل من القمح المستورد بـ1500 جنيه».
استراتيجيات تخزين الحبوب
وحول سبل التخزين، قال «البرغوثي»، إن «كل الدول التي تصدر القمح لابد أن تخضع لدراسة برنامج محاسبة واقتصاد وإحصاء للمخزون، حيث يتم طرح المحصول القديم في البداية، ثم الجديد، نظراً لأن طول فترة التخزين تؤدي لأضرار كبيرة»، مشيرًا إلي أن درجة الرطوبة داخل التخزين ترتفع وتنشط بها الفطريات، و«الفطر كائن حي ولديه عملية اخراج، وفي هذه الحالة فإن كل السموم الفطرية التي تخرج علي الحبوب سواء ذرة أو صويا يتم إنتاجها كأعلاف ماشية، وهذا وارد ومقبول لأن مصانع الأعلاف تقوم من خلال أساتذة التغذية ومكافحة الأمراض بإنتاج ما يسمي بمضادات السموم، فيتم إضافتها علي العلف، هذا شأن الحيوانات»، منوهًا بأنه في حالة دخوله في إطار التغذية للأسنان، فلا يوجد ما يسمي بمضادات سموم توضع علي القمح الذي يتم إستخراج رغيف الخبز منه، ويأكل منه المصريين.
ارتفاع أسعار القمح المستورد
وأشار مقدم برنامج «الأرض»، إلي أنه رغم أن الأقماح المصرية معروفة لدي العالم بجودته ومدي نقاوتها، وزيادة نسبة البروتين به، إلا أننا نستورد القمح الذي من المؤكد إحتوائه علي نسبة من السموم بشكل أغلي من القمح المصري، الأمر الذي يجعلنا نردد دائماً، لماذا المنتج المصري رخيص في نظر القيادات وعلي رأسها وزاره التموين.
وقف استيراد الأقماح بسبب الحرب الروسية والأوكرانية
وقال «البرغوثي»، إنه في ظل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي أدت إلي توقف التصدير لمصر وكل المستوردين، والذي يعادل من 40 إلي 60% لاحتياجات القمح، إلا أن توقفها أحدث أزمة عالمية في الأقماح، فارتفعت الأسعار، إضافًة إلي إنهيار سعر الجنيه أمام الدولار، وارتفاع أسعار مدخلات الانتاج، ما أدي إلي وصول طن اليوريا بعدما كانت الشيكارة تباع بـ35 جنيه فى الجمعيات الزراعية مدعمة وصلت لـ250 جنيها، وبالأسواق الحرة لـ600 جنيه، وربما لم يجدها الفلاح».
زيادة تكاليف انتاج سلفات البوتاسيوم
ولفت إلى أنه عندما نتحدث عن تكاليف إنتاج طن سلفات البوتاسيوم الذي كان يصل 7 آلاف جنيه، فإنه اليوم داخل المصانع بلغ 32 الف جنيه، وبهذا فإن كل العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات تضاعفت، متسائلًا: «فلماذا لا يزال القمح حتي اليوم مطلوب من الفلاح زراعته ثم تأخذه الدولة بأقل الأسعار؟ لماذا سعر القمح المستورد تأخذه الدولة بأسعار تتعدى الـ 1000 جنيه زيادة عن سعر القمح المصري».
سعر غير عادل للنخالة بين الدولة والفلاح
وأكد «البرغوثي»، أنه «لكي يحصل الفلاح علي ردة لتربية المواشي تقوم الدولة ببيع سعر الطن بـ11 ألف جنيه»، مستنكرًا أن تكون النخالة التي تخرج من القمح، الذي أخذته وزارة التموين من المزارع بأبخس الأسعار تبيعه لنفس المزارع بأعلي الأسعار.
ولفت مذيع برنامج «الأرض»، إلي «أننا أمام حلقة ضعيفة في سلسلة إنتاج الغذاء المصري، وأن أى منتج وهو أهم حلقة في جدار الأمن المجتمعي المصري، علي الرغم من أن القياده السياسية كل هدفها تآمين غذاء آمن للمصريين».
رسالة عاجلة إلى وزارة التموين
ووجه «البرغوثي»، رسالة لوزير التموين، أنه لا يوجد أمن مجتمعي في أي دولة فى العالم يتعرض المنتج فيه لشلل الأيدي وتحطمه، مطالبًا قيادات الوزارة بأن لا يكونوا معوقين لمنتجي الأغذية في مصر، لأن العالم كله يركض خلف «لقمة العيش وشربة مياه».
استخراج أصناف تتحمل الشح المائي
وأشار إلي أن مصر بها علماء في البحوث استطاعت استخراج أصناف من الأرض تتحمل الشح المائي غزيرة الإنتاجية ممتازه فى العرق، وبالتالي تتميز في صناعة الخبز والمعجنات وغيرها، وأن القمح المصري، الدولة أولي به، مناشدًا الفلاح المصري بعدم العزوف عن زراعة القمح، قائلًا: «أنت ابن مصر وهذه أرضك وبلدك وأسرتك، أنت الأمين والعنصر المكين فى منظومة الأمن المجتمعي المصري، ازرع حتي لو أعطيت محصولك لبلدك ببلاش وفي النهاية معروف من هو الفلاح المصري».